الركن اليماني هو ركن الكعبة المشرفة الجنوبي الغربي ، ويوازي الركن الجنوبي الشرقي الذي يوجد به الحجر الأسود ، وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف ، ويسمى بالركن اليماني ؛ لأنه باتجاه اليمن ، يسامته من البلاد الجزء الجنوبي من أفريقيا من سواكن على البحر الأحمر والرأس الأخضر على المحيط الأطلسي إلى رأس الرجاء الصالح ، فكل جهة تستقبل ركنها .
ومن مميزات الركن اليماني أنه على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .
ومن السنة أن يستلم الطائف الركن اليماني بيده في كل طوفة ، ولا يقبله ، فإن لم يتمكن من استلامه ، لم يشرع له الإشارة إليه بيده . ويقول بينه وبين الحجر الأسود : « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » .
وفضائل هذا الركن عظيمة ومزاياه جليلة . فمن فضائله :
ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إن مسح الحجر الأسود و الركن اليماني يحطان الخطايا حطا » رواه أحمد بإسناد صحيح .
ومنها : ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسانان وشفتان » رواه أحمد بإسناد حسن .
ومنها : ما رواه نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوافه » قال نافع : « وكان ابن عمر يفعله » رواه أبو داود بإسناد حسن ، والنسائي في الكبرى ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي .
ومن الحوادث التي حدثت للركن اليماني :
ما ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ في حوادث سنة سبع وأربعمائة ، قال: « تشعث الركن اليماني من البيت الحرام » .
وما ذكره في حوادث سنة خمس عشرة وخمسمائة قال : « تضعضع الركن اليماني من البيت الحرام ، زاده الله شرفًا ، من زلزلة ، وانهدم بعضه» . وقال صاحب النجوم الزاهرة : « وفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وقع من الركن اليماني قطعة ، وتحرك البيت الحرام مرارًا . وهذا شيء لم يعهد منذ بناه عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - » .