ألقى معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد السلام بن عبدالله السليمان عضو هيئة كبار العلماء، درسه في شرح كتاب التوحيد، وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر ذو القعدة ١٤٤٤هـ، والتي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.
وابتدأ معالي الشيخ وفقه الله بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، بذكر سبب تأليف المؤلف لكتاب التوحيد؛ وأن ذلك بسبب انتشار مظاهر الشرك في زمنه، ثم شرع في بيان ترتيب أبواب الكتاب بأنه بدأ فيه بترغيب الناس إلى التوحيد بباب فضل التوحيد ثم فضل تحقيقه ثم الحذر من ضده بباب الخوف من الشرك، ثم إذا علمت وعملت فينبغي الدعوة إلى ذلك فبوَّب بباب الدعاء لشهادة أن لا إله إلا الله، ثم بوب بابا لتفسير هذه الشهادة، ثم ذكر أبواب يبين فيها أنواعا من الشرك، ثم ذكر أنه وصل في الشرح إلى باب من هذه الأبواب وهو: باب ما جاء في الذبح لغير الله ثم شرع في شرحه.
وبين معاليه أن الذبح مقصود به إهراق الدم، وأنه يتقرب بذلك إلى غير الله بهذا الذبح، وذكر أن الذبح فيه شيئان: استعانة بالتسمية وتقرب بالقصد، فإن ذبح بسم غير الله فهو شرك في الاستعانة، وإن كان لغير الله ولو كان بِاسم الله فهو شرك في العبادة.
ثم ذكر معالي الشيخ بعض المسائل في الذبح، ومنها الذبح عند قدوم المعظم وأنه محرم، ثم ذكر أن الذبح عبادة ويدل عليه قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ فالنسك وهو الذبح ينبغي إخلاصه لله رب العالمين، وكذلك للأمر به في قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر﴾.
ثم شرع في بيان بعض معاني ما تبقى من أدلة الباب على الإجمال، ثم استمع لأسئلة الحاضرين وأجاب عنها، ثم ختم درسه بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.