طباعة هذه الصفحة
الخميس, 09 تموز/يوليو 2020 10:23

الشيخ حسن بخاري يلقي محاضرة بعنوان:(تطبيقات على الموازنة بين حفظ الدين وحفظ النفس)

قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن الدورة العلمية الصيفية عن بعد  (إذكاء القرائح بأحكام الجوائح)، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن عبدالحميد بخاري المدرس بالمسجد الحرام محاضرة بعنوان (تطبيقات على الموازنة بين حفظ الدين وحفظ النفس)،  حيث أوضح فضيلته أهمية المقاصد الشرعية ومكانتها في النظر الفقهي لتقرير الأحكام الشرعية، ثم حاجة النوازل إلى الاجتهاد الشرعي لدراستها وتنزيلها وفق الأحكام الشرعية، باعتبار سعة الشريعة وشمولها.
ثم بين مراتب المصالح الشرعية التي قررتها الشريعة وجاءت بحفظها، وهي الضرورات والحاجيات والتحسينيات، مع بيان المقصود إجمالاً بالضرورات الخمس الكبرى وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعِرض والمال.
وذكر أن الأصل هو الجمع بين المصالح مهما تعددت وأمكن تحصيلها جميعًا، ولا حاجة إلى الترجيح والموازنة بينها إلا إذا تعارضت، وإن وباء كورونا نازلة ألقت بتأثيرها على عدة أنواع من الضرورات الخمس، وأهمها: حفظ الدين، وحفظ النفس، وتردد النظر في بعض أحكام عبادات المساجد بين حفظ الدين وحفظ النفس، مثل: إقامة الجمعة والجماعة والعيدين والاعتكاف والمصافة في صلاة الجماعة، مما يستدعي الموازنة بين الأمرين للترجيح بينهما، بحيث يتقرر تغليب حفظ الدين بإقامة تلك العبادات ولو فاتت مصلحة حفظ النفس، أو العكس، فيتقرر تغليب حفظ النفس بترك تلك العبادات فتؤدى الجمعة ظهرًا، وتترك جماعة المساجد إلى الصلاة في البيوت، وعند إقامة الجماعة تكون بتباعد الصفوف وترك مسافات بين المصلين ونحو ذلك.
منوهاً إلى أن الترجيح والموازنة في هذه المسائل بين حفظ الدين وحفظ النفس يستلزم النظر في عدة اعتبارات ومرجحات، وأهمها ما يلي: (الترجيح بقوة ترتيب الضرورات الخمس: فحفظ الدين مقدم على الأربع الباقيات، وهو مذهب العلماء كافة، خلافًا لقول لا يُعلم له قائل بعينه، الترجيح باعتبار منزلة المصلحة: فالضروري مقدم على الحاجي، والتحسيني يأتي بعدهما، الترجيح باعتبار العموم والخصوص: فالمصلحة العامة مقدمة على الخاصة، الترجيح باعتبار الوقوع والتوقع: فربما كان الحكم للمتوقع حصوله باعتبار المآلات، الترجيح باعتبار القلة والكثرة، الترجيح باعتبار الفوات والاستدراك: فيترجح ما يفوت على ما يمكن استدراكه، الترجيح بقوة الأثر وضعفه: فيترجح الأقوى أثرًا في جانبه على الآخر).
وهذه الاعتبارات هي مرتكز الفقهاء في الاجتهاد والترجيح لتقرير الأحكام الشرعية فيما يتعلق بتلك المسائل التي ربما يختلف حكمها من بلد إلى بلد، أو في البلد الواحد من وقت إلى وقت آخر، والله أعلم.
واختتم فضيلته بالتضرع إلى الله –عز وجل- أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورخائها وعقيدتها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ويمكن الاستماع الى هذه المحاضرة عبر رابط منصة منارة الحرمين
http://manaratalharamain.gov.sa/

 
قراءة 1257 مرات آخر تعديل في الخميس, 09 تموز/يوليو 2020 11:31