طباعة هذه الصفحة
الأحد, 07 شباط/فبراير 2021 16:35

سمو أمير منطقة المدينة المنورة خلال مشاركته في ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين): اتخذت المملكةُ في بداية ظهورِ الجائحة قراراً مسؤولاً بتعليق العُمرة وزيارة الحرمين الشريفين، في خطوةٍ استباقيةٍ، أثبتت نجاحَها

قيم الموضوع
(0 أصوات)

برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، أمير منطقة المدينة المنورة؛ ندوة؛ جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا والمعرض المصاحب لتلك الندوة والتي نظمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، (عن بعد). 

وبعد آيات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الله الجهني استهلالاً لتدشين أعمال الندوة، توجه سمو أمير منطقة المدينة المنورة للحضور بكلمة ألقاها موجهاً من خلالها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على موافقته الكريمة لانعقاد الندوة ولسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-. 
موجهاً شكره للحضور والجهات المشاركة. كما استعرض من خلال تلك الكلمة جهود المملكة المبذولة في تحدي ومواجهة أزمة كورونا وخطوتها الاستباقية في الحد من انتشار الفايروس بتعليق زيارة الحرمين الشريفين وتعليق الحج والعمرة إلا حين الاستعداد وتجهيز ما يلزم لضمان سلامة زوار بيتي الله الحرام.

وكان نص الكلمة:

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم

أصحاب المعالي والفضيلة..الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بدايةً، أرفع أسمى آيات الشُكر والعرفان، لسيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، على موافقته الكريمة لإقامة هذه الندوة التي تُسلط الضوءَ على جهود المملكةِ في خدمةِ المُعتمرين والزائرِين خلال جائحةِ كورونا.

الإخوةَ الأعزاء..

لقد دأبتِ هذه البلادُ منذُ توحيدِها على يدِ جلالة الملكِ المؤسسِ - طيب اللهُ ثراه - وصولاً إلى العهد الحالي الزاهر على إيلاءِ الحرمين الشريفين، وقاصديهما من حجاجٍ وزوارٍ ومعتمرين، فائقَ الرعاية والعناية والاهتمام، وحرصت على توفيرِ كلِّ ما مِن شأنه ضمانُ أمنهم وسلامتهم وراحتهم.

ولذلك، اتخذت المملكةُ في بداية ظهورِ الجائحة قراراً مسؤولاً بتعليق العُمرة وزيارة الحرمين الشريفين، في خطوةٍ استباقيةٍ، أثبتت نجاحَها في منعِ انتشارِ الوباءِ بين المسلمين حول العالم، في وقتٍ تمكنت فيه الجائحة من كثيرٍ من دول العالم.

وبفضل الله، تم تخفيفُ تلكَ القيود وَفْقَ مستجدات الوضعِ الصحيِّ والحالةِ الوبائيةِ حولَ العالم، وبدأَ ضيوفُ الرحمن بالتوافدِ إلى أراضي المملكة لأداءِ العمرة والزيارة وفق منهجيةٍ صحيةٍ معتمدةٍ شاملةٍ ومُحْكَمَةٍ.

الحضور الكريم..

استمرتِ المملكةُ في إصدار عددٍ من الإجراءاتِ الاحترازيةِ الاستباقيةِ، من بينها منعُ التجول للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت ولله الحمد نتائجَ إيجابيةً في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، بأقل تأثيرٍ على مجريات الحياة العامة، وبتظافر جهود الجهات الحكوميّة والأهليّة والخيريّة في كافة مناطق المملكة.

وفي هذا الصدد؛ اسمحوا لي أن أُسلطَ الضوءَ على تجربة منطقة المدينة المنورة في التعامل مع الجائحة، حيث اتُخِذتِ العديدُ من الإجراءات الوقائية والاحترازية، بالتزامن مع بدءِ الجائحة في ضوء ما صدر من توجيهاتٍ كريمةٍ، جعلتِ المحافظةَ على سلامةِ الإنسانِ قبل أي شيء، وبالتالي كان لها بالغَ الأثرِ في السيطرةِ والحد من تفشي الوباء، بالإضافة إلى متابعةِ تنفيذِ عدة برامج ومشاريع صحية واجتماعية ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة.

وشملت أبرزُ تلك الجهود:

-
عزل بعض الأحياء في المدينة المنورة، كإجراءٍ صحيٍّ احترازيٍّ لمكافحةِ انتشارِ الوباء، وتوفير كافةِ المستلزمات والمتطلبات لسكانِ تلك الأحياء

-
تفعيل لجنةِ الطوارئ بالمنطقة، وجعلُها في حالة انعقادٍ مُستمرٍّ، بهدف متابعة المؤشرات الصحية للوباء، وتنسيقِ الجهود وتكاملِ الأدوارِ بين الأجهزة الخدمية، إلى جانب تفعيل مركز الطوارئ والأزمات في مبنى الإمارة وتشكيلِ لجانٍ ميدانيةٍ لمتابعة الالتزام بالإجراءاتِ الاحترازية.

-
وفي الوقت الذي شكل فيه انتشارُ الوباء بين العمالة في مقارِّ سكنهم، هاجساً لدى الجهات المعنية، نجحت لجنةُ الطوارئ في المعالجة الفورية لتكدس العمالة في مساكنهم، وفكِّ اكتظاظهم، حيث تمت معالجة تكدس 11730 أحد عشر ألفٍ وسبعمائةٍ وثلاثين عاملاً من خلال إعادة تنظيم 289 مائتين وتسعةٍ وثمانين مسكناً لتتوافق مع القُدرةِ الاستيعابيةِ والاشتراطاتِ الصحيةِ، فيما تم نقل 3 ثلاثةِ آلاف عاملٍ للفنادق المؤقتةِ ريثما يتم إيجاد مساكن نموذجيةً دائمةً لهم بالتنسيق مع الشركاء في القطاع الخاص والمشغلين بما يتسق مع المعايير والاشتراطات الصحية، إلى جانب إخلاء 213 مائتين وثلاثة عشر مسكناً لعدم توافر الحد الأدنى من الاشتراطات.

-
وكان للعملِ الاجتماعيِّ دوراً في التخفيف من وطأة الجائحة على سكان المدينة المنورة خصوصاً في الأيام التي شهدت تصاعداً في منحنى الجائحة .. حيث تم إطلاقُ مبادرةٍ اجتماعيةٍ شاملةٍ حملت عنوان "خير المدينة"، لدعمِ وتمكينِ المؤسسات والجمعيات الأهلية من ممارسةِ دورها المجتمعي من خلال تقديم المعونات المعيشية والأدوية الطبية للمحتاجين والمتضررين على مستوى المنطقة ومساعدتهم في توفير احتياجاتهم الضرورية، في ظل الأوضاع المرتبطة بالجائحة.

-
ومنذ منتصف شهر ربيع الأول من العام الحالي، تم اعتماد قرارٍ بإلزامية إبرازِ ما يُثبت الحالةَ الصحيةَ عبر تطبيق (توكلنا) كشرط للدخول للمنشآت الحكومية والخاصة.

وعلى صعيد المشاريع الصحية، كان لجهودِ وزارة الصحة وقياداتها دورٌ في تعزيز أداء القطاع الصحي بالمنطقة من خلال تدشين حزمةٍ من المشاريع الجديدة لمجابهة الجائحة .. شملت :

تشغيل المرحلة الأولى من مستشفى المدينة المنورة بسعة 200 مائتي سرير، وإنشاء مُستشفى ميداني تابعٍ لهُ بسعة 100 مائة سرير.

إنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 مائة سرير، منها 20 عشرون سريراً للحالات الحرجة، مُجهزٌ بأحدث التجهيزات الطبية، وتم تسمية المستشفى باسم المُمرضة (نجود الخيبري) تقديراً لجهودها رحمها الله تعالى، حيث تُوفيت بعد إصابتها بالفايروس أثناء عملها في الميدان.

رفع السعة السريرية بالمستشفيات الحكومية والأهلية بالمنطقة خاصةً غرفَ العناية المركزة لاستيعاب المصابين بالفايروس المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة.

افتتاح مركزٍ للفحص المُوسّع، بقدرة إجمالية تبلغ 7 سبعة آلاف مسحةٍ يوميًا.

افتتاح مختبرٍ متنقلٍ، بقدرة إجمالية تصل إلى 10 عشرة آلاف فحصٍ يومياً.

كما تابعت الجهاتُ المعنيةُ في المدينة المنورة، تطبيقَ البروتوكولاتِ الصحيةِ والتدابيرِ الاحترازيةِ، في المسجد النبوي الشريف، ومن بينها اشتراطَ الحجزِ للزيارة عبر تطبيق اعتمرنا، وذلك لضمان راحة وسلامة الزوار والمصلين.

أيها الإخوة..

كُلُّ تلك الإجراءات، ساهمت ولله الحمدُ في السيطرةِ على المنحنى الوبائي وانحسارِه بشكلٍ كبيرٍ، وبالتالي تهيأت الظروفُ الصحيةُ الآمنةُ والمناسبةُ، لزوار المدينة المنورة, بمُتابعةٍ وتوجيهاتٍ مُباشرةٍ من سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- للتيسير على قاصدي الحرمين الشريفين، وخدمتهم لأداء عِبادتهم بكل راحةٍ واطمئنانٍ.

ونحن في المدينة المنورة نعمل على الاستفادة من هذه التجربة الناجحة التي أثبتت من خلالها الجهاتُ الحكوميةُ قدرتَها على التعامل مع كافة الظروف والحالات الوبائية التي قد تطرأ مستقبلاً - لا سمح الله - والخروجِ بتوصياتٍ ناجعة ودروسٍ مُستفادةٍ منها.

... 

أصحاب المعالي والفضيلة.. 

أُرحب بكم مُجدداً، وأُعلن عن بدء أعمال ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا)..

راجياً من الله التوفيقَ والسدادَ لكل المُشاركين فيها.    

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قراءة 888 مرات