الخميس, 04 آذار/مارس 2021 10:45

الرئيس العام يستعرض جهود الدولة المباركة في نصرة المسجد الأقصى خلال مشاركته في "المؤتمر الدولي لجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين"

قيم الموضوع
(0 أصوات)

شارك معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم الخميس كمتحدثٍ رئيسي في الجلسة السادسة من "المؤتمر الدولي لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية " برعاية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وأيده -, وحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء وأعضاء هيئة كبار العلماء.
وتحدث معالي الرئيس العام خلال المؤتمر , وضمن محاوره , عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين؛ وقاصديهما، ونصرة المسجد الأقصى؛ ودعم القضية الفلسطينية حيث قال :
فبمشاعر التَّقدير والسُّرور وبالغ البهجة والحبور لَكَم يطيب لي المساهمة بهذا المؤتمر المبارك الموسوم بـ: "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية".
وبكلِّ التَّقدير والحبور، والبِشر الهتَّان المنشور، يطيب لي المشاركة في هذه الجلسة المباركة؛ بالحديث عن: "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ونصرة المسجد الأقصى ودعم القضية الفلسطينية"، وذلك في جانبين ومحاورة عدة:
إنَّ خير البقاع على وجه المعمورة بلد الله الحرام، مكة المكرمة، اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل، وجعل لها من الحرمة والمكانة هي ولمدينة نبيِّه-عليه السلام-؛ ما ليس لغيرهما من سائر البقاع، ولا أدل على ذلك من تحريمهما ومضاعفة الصَّلاة فيهما.
لذا فلا غرابة أن يكون لهاتين المدينتين المقدستين مكانة جليلة ومنزلة عظيمة في نفوس المسلمين، تحمل على العناية بهما ورعايتهما، ولا سيما ممن شرفهم الله بالولاية عليهما، فلقد عني الخلفاء والولاة والحكَّام والأمراء على مر التَّأريخ الإسلامي بهاتين المدينتين المقدستين، وحظي المسجد الحرام والمسجد النبوي بالعمارة والتَّشييد والعناية على أفضل صورةٍ ممكنة في كل عصر بما يناسبه.
غير أنَّ ما تحقق للحرمين الشَّريفين في العهد السُّعودي الزَّاهر، قد تميز عمَّا حصل لهما في العصور السَّابقة، فقد كان ازدياد عدد الحجَّاج والمعتمرين والزُّوار مدعاة لبذل المزيد من العناية في تطوير المدينتين المقدستين، هذا فيما يتعلق بالجانب الأول المتعلق بموضوعنا.
أمَّا الجانب الثَّاني المتعلق بموضوعنا هو جهود الدُّولة في نصرة المسجد الأقصى ودعم القضيَّة الفلسطينيَّة:
إنَّ من الثوابت التي لا تقبل الجدل؛ ذلك الأمر المتأصل في سياسة المملكة العربية السعوديَّة؛ حرصها على أن تكون صاحبة الرِّيادة في تبنِّي قضايا الأقصى والدِّفاع عنه ونصرته قولًا وفعلًا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله، واستحوذت على اهتمامه منذ البدايات الأولى لتفاقم الأوضاع في فلسطين، وقد ظلت هذه القضية هي الأُولى بعد وفاة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لدى أبنائه من بعده.
إنَّها المسؤولية التي منحها اللهُ لقادة هذه البلاد المباركة في رعاية قضايا الأمَّة، حيث لا تألوا قيادتها الرَّشيدة جهدًا في كلِّ ما يخص الأقصى والقضيَّة الفلسطينيَّة.
ويؤكد ذلك ويوطِّده الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيَّده الله - لرفع الضَّيم الذي طال المسلمين في الأرض المباركة.
ولعلنا نتطرق لأهم الجهود التي بذلتها الدَّولة في الجانبين:
الجانب الأول: جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما: وفيه محاور:
المحور الأول: جهود الدولة في الجانب المعماري:
إنَّ الحرمين الشَّريفين قد شهدا في ظل هذه الدولة نهضة عمرانية عظيمة لم يشهد لها مثيل في التَّأريخ من قبل، لأنَّ المملكة العربية السعودية منذ أن قامت على خدمة الحرمين الشَّريفين لم تدخر وسعًا ماديًّا أو معنويًّا في تذييل المصاعب وتسهيل الأمور، من أجل خدمة الحجَّاج والمعتمرين والزُّوار.
إنَّ عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشَّريفين فيما يتعلق بالجوانب المعماريَّة ليست وليدة اليوم، بل منذ عهد الملك عبد العزيز ومن بعده أبنائه الميامين، ويأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليواصل تلك المسيرة العظيمة، التي ابتدأها سلفه الصالح من أبيه وإخوانه في الاهتمام والعناية بالحرمين الشريفين، فكل واحد منهم له نصيبٌ كبيرٌ واهتمامٌ عظيمٌ بتوسعة الحرمين الشَّريفين.
وههنا أهم الجهود الحديثة التي قامت بها الدُّولة في الجانب المعماري.
التَّوسعة السَّعودية الثَّالثة للمسجد الحرام:
 إنَّ التوسعة الثالثة للمسجد الحرام جاءت لتواكب الازدياد المضطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في جنبات المسجد الحرام في أوقات الذَّروة من العام، وقد قامت التَّوسعة الجديدة للمسجد الحرام على مساحة 400 ألف متر مربع، وبعمق 380 مترا؛ بطاقةٍ استيعابية بأكثر من مليون ومئتي ألف مصل تقريبا، حيث قُدرت القيمة المالية للعقارات المنزوعة لصالح المشروع بأكثر من أربعين مليار ريال .
وتعتبر التوسعة السعودية الثالثة أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، روعي في المشروع أن يكون متميزا من حيث التَّصميم وأن يكون مرتبطًا مع المبنى العام للمسجد الحرام.
توسعة المطاف والمسعى:
وتندرج ضمن المشروعات التطويرية داخل المسجد الحرام : توسعة المطاف حيث رفعت طاقته الاستيعابية من 50 ألف في السَّاعة ليتسع لـ130 ألف طائف في السَّاعة.
وكذا توسعة المسعى فبعد أن كان عرض المسعى 20 مترًا، تمت توسعته ليصل إلى 40 مترًا مستغلا المساحات الملاصقة للحرم، وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق لتصل طاقته الاستيعابية إلى 108 آلاف ساعٍ في الساعة، وبذلك تعد توسعتهما أكبر توسعة يشهدهما المطاف والمسعى في تاريخهما.
توسعة المسجد النبوي الشريف:
شهد المسجد النبوي الشريف توسعات عدة في ظل هذه الدولة المباركة منها: تنفيذ السَّاحة الشَّرقية للمسجد النبوي الشريف وتبلغ مساحتها 37.000 متر مربع وتستوعب أكثر من 70.000 مصل؛ ومنها: تركيب 182 مظلة غَطَّت جميع ساحات المسجد النبوي وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار، مجهزة بالإنارة وبأنظمة لتصريف السيول وتفتح آليًا عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 مترًا مربعًا ويستفيد منها أكثر من 200.000 مصل.
المحور الثاني: جهود الدولة في العناية بالكعبة المشرفة:
 ومن أهم الجهود في العناية بالكعبة المشرفة: الترميم الشامل للكعبة المشرفة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، وصيانة ملحقات الكعبة المشرفة كلما دعت الحاجة إليها من شاذروان ونحوه.
كسوة الكعبة المشرفة كل عام، بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، مع تنفيذ أعمال صيانة دورية لكسوة الكعبة المشرفة بأحدث التقنيات وأفضل المواد العالمية، وما أنشيء مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلَّا لخدمة البيت المعظم.
المحور الثالث: جهود الدولة في الجانب الأمني:
إنَّ من أعظم جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين تخصيصها قوتين؛ إحداها: تقوم بحفظ أمن المسجد الحرام، والأخرى: تقوم بحفظ أمن المسجد النَّبوي، ولا يوجد بدول العالم أسره تخصيص قوات حكوميَّة لحفظ أمن أماكن العبادات إلَّا بالمملكة العربية السعودية. 
 فالقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، والقوة الخاصة لأمن المسجد النبوي تقومان على مدار الساعة بأدوار مهمة بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على مراقبة الوضع العام بالحرمين الشريفين حرصًا على سلامة وأمن قاصديهما.
فمن أهمِّ مهامها الأمنيَّة والتنظيميَّة بالحرمين الشَّريفين:
تنظيم حركة القاصدين وممرات المشاة بما يضمن انسيابية الحركة والتنقل دخولًا وخروجًا من وإلى السَّاحات وصحن المطــاف والمسعى.
تنظيم الطَّواف والسَّعي ورسم المصليات وممرات المشاة في الحرمين.
إدارة الحشود بطريقة احترافية، وذلك عبر خطط تنظيميَّة وأمنيَّة خاصة مع الأعداد المكتظة للحجاج والمعتمرين والزُّوار وحركتهم في مساحات جغرافية وزمنية محدودة.
متابعة القضايا الجنائية عن طريق الدوريات الدَّاخلية، ودوريات ساحات الحرمين والحراسات على أبواب المسجد الحرام والمسجد النبوي.
إرشاد التَّائهين وإعــادة المفقودات لأصحابها، ومكافحة الظَّواهر السلبية داخل الحرم أو في ساحاته كالنَّشل وترويج الممنوعات.
 
الجانب الثاني: جهود الدولة في نصرة المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية:
ولعلنا نتطرق لأهم الجهود في محورين:
المحور الأول: أهم الجهود التي بذلها المؤسس وابناؤه الملوك من بعده:
أبدى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- اهتمامًا بالغًا بالقضية الفلسطينية، واشتمل جهوده على الدَّعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي، وكان الدور السعودي العسكري في عهده على الاشتراك الفعلي في حرب 1948م شاملًا ذلك قطاعات من الجيش النِّظامي والشَّعبي والمتطوعين.
وفي عام 1956م إبَّان العُدوان على قطاع غزة فرضت المملكة العربية السعودية حظرًا بتروليًّا ومقاطعة سياسية تجاه الدول المعتدية؛ بسبب تأييدها المطلق وتحالفها الواضح مع الكيان الاسرائيلي ضد القضية الفلسطينية.
أُنشئت منظمة التَّعاون الإسلامي -ثاني أكبر منظمة دوليَّة بعد الأمم المتحدة- بعد دعوة الملك فيصل -رحمه الله- لعقد مؤتمر إسلامي ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة عام 1969م، وكان للمنظمة دورًا مهمًا وبارزًا في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة بحيث أنَّها تُعتبر أول منظمة دوليَّة اقليميَّة اعترفت بمنظمة التَّحرير الفلسطينيَّة كممثل شرعي ووحيد للشَّعب الفلسطيني.
دعم المملكة الدَّائم بمليارات الدّولارات للانتفاضة الفلسطينية داخل الاراضي المحتلة، ولصندوق الاقصى للمحافظة على معالم القدس وتراثها العربي والإسلامي؛ ولصندوق انتفاضة القدس، ولأسر شهداء الانتفاضة، ورعاية أبنائهم وتعليمهم، ولإنشاء الطرق وشبكات الصَّرف الصَّحي، وللصَّحة والتَّعليم.
كانت المملكة في مقدمة دول العالم التي استنكرت قرار حكومة اسرائيل لضم القدس عام 1980م، ومعارضتها لقرار الكونجرس الأمريكي باعتبار مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، والدعوة الى قطع العلاقات مع الدُّول التي تنقل سفارتها إلى القدس.
المحور الثاني: أهم الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله:
إنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة والمسجد الأقصى والدِّفاع عنهما وتقديم الدَّعم والرِّعاية لهما على رأس أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في المحافل الدُّولية؛ ما يعكس مكانة المملكة بين بلدان العالم العربي والإسلامي.
فمن أهم الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة في ذلك:
تأكيد خادم الحرمين الشريفين الدَّائم على موقف المملكة الثَّابت والدَّاعم لحق الشعب الفلسطيني في التَّوصل الى حلٍّ عادل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
 رَفْضُ خادم الحرمين الشريفين قرار الإدارة الأميركية الأخير بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، حيث قال-حفظه الله- مستنكرا: "إننا إذ نجدد التَّعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأميركية المتعلّق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدُّولي الرَّافض له، ونؤكد على أنَّ القدس الشَّرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية"، وهو-حفظه الله- أول زعيم إسلامي يتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ليؤكد له ثوابت الموقف السعودي القائم على أنَّ القضية الفلسطينية ستظل قضية السعودية الأولى، وأن موقف السعودية ثابت ولن يتغير.
 أعلن-حفظه الله- في مستهل أعمال القمة العربية بالظهران والتي سماها-رعاه الله- بـ"قمة القدس"، عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وتبرعها كذلك بمبلغ (50) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 
جاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2019، بأنَّ المملكة هي أكبر داعم ومانح للسلطة الفلسطينية ولمنظمة الأونروا، وأنَّ المملكة تصدرت قائمة أبرز 20 دولة ومؤسسة وهيئة إقليمية ودولية.
 
وأخيرا: سيظل دعم المملكة وقيادتها ثابتًا للشعب الفلسطيني دون تغيير، وسيستمر هذا الدعم للقضية الفلسطينية حتى استعادة كلُّ الحقوق الفلسطينية التي نصّت عليها الشَّرعية الدُّولية، ومنها: قيام دولة فلسطينيَّة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشَّرقية.
 وهنيئًا لبلاد الحرمين مبادراتها الإيجابية، التي تؤكد ثبات مواقف بلاد الحرمين في حفظِ حق المسلمين في المسجد الاقصى الشريف، واحترام قدسية المكان، وإحلالٍ للأمن والسِّلم الدوليين، دون مزايدات إعلامية أو تصريحات صحفية أو معارك إلكترونية .
 
توصيات في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين:
أولًا: التَّتابع في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ولاسيَّما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
ثانيًا: إعداد موسوعة شاملة رقمية وورقية عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
ثالثًا: إقامة مؤتمر عالمي برعاية المملكة العربية السعودية للحديث عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
رابعًا: إعداد مشاريع بحثية وكراسي بحث أكاديمية عن الجهود وآثارها، صادرة من محاضن العلم، وطرح الموضوعات لرسائل الماجستير والدكتوراه.
خامسًا: منح الفرص للقطاع الثَّالث الخيري وفق التَّعليمات والأنظمة بالتَّعاون مع الجهات ذات العلاقة بالعمرة والزِّيارة، لإصدار كتيبات ومطويات ورقيَّة ورقميَّة بلغاتٍ مختلفة عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ولاسيما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما، ونشرها بين النُزلاء خاصة، وقاصدي الحرمين عامة.
سادسًا: طرح بريد إلكتروني لكل من أراد تقديم مبادرات تسهم في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج  والمعتمرين والزُّوار؛ مشتملة على الفكرة وآلية تطبيقها وطرق تنفيذها.
سابعًا: إنشاء تطبيق إلكتروني في إبراز جهود المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس الملك عبد العزيز-رحمه الله- إلى العهد السعودي الحاضر الزَّاهر، في خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجالات وبلغاتٍ مختلفة، وتوصية السَّفارات السعودية بالخارج بِحَثِّ القادمين للمملكة من الحجاج والمعتمرين والزُّوار بتحميل التَّطبيق، وإدراج تحميله ضمن المتطلبات الاختيارية الغير إجبارية للقدوم للمملكة.
ثامنًا: إعداد مشروع إعلامي معرفي يعنى بالأفلام الوثائقية، واستثمار وسائل التواصل المتنوعة لإبراز الجهود وترجمتها بعدة لغات.
تاسعًا: تكثيف الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص لتكوين أنماط جديدة من وصول الخدمات إلى المستفيدين.
عاشرًا: الإعلان عن جائزة للجهات والأفراد، لأفضل عمل علمي وبحثي في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي الختام: لَكَم يُسْعِدُنا أنْ نُزجْيَ الشَّكر الغَامِر، والتّقديِر الهامر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على الرِّعاية الفائقة والعناية السَّامقة للحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، وتسخير الإمكانات الكبيرة، وتقديم الخدمات الوفيرة، وبما يحظى به الحرمان الشريفان من دعم لا محدود في المشاريع والجوانب المالية والخدمية والفنية والتوجيهية والإرشادية وغيرها، واستثمار للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مواصلة تطوير الخدمات داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي.
حفظ اللهُ البلاد والعباد من كل سوءٍ ومكروه، وزادَ دولتنا أمنًا وإيمانًا، وسلامًا واستقرارًا، ويجعلها سخاءً رخاءً، ويحفظَ عليها قيادتَها وأمنها، ويديم بقاءها وفي سماء العز ارتقاءها، ويكلل بالتَّوفيق والنَّجاح كل ما تقدمه المملكة العربية السعودية وقيادتها من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين.
 وصلَّى الله على نبينا محمَّد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الرئيس العام يستعرض جهود الدولة المباركة في نصرة المسجد الأقصى خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين " 
شارك معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم الخميس كمتحدثٍ رئيسي في الجلسة السادسة من "المؤتمر الدولي لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية " برعاية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وأيده -, وحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء وأعضاء هيئة كبار العلماء.
وتحدث معالي الرئيس العام خلال المؤتمر , وضمن محاوره , عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين؛ وقاصديهما، ونصرة المسجد الأقصى؛ ودعم القضية الفلسطينية حيث قال :
فبمشاعر التَّقدير والسُّرور وبالغ البهجة والحبور لَكَم يطيب لي المساهمة بهذا المؤتمر المبارك الموسوم بـ: "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية".
وبكلِّ التَّقدير والحبور، والبِشر الهتَّان المنشور، يطيب لي المشاركة في هذه الجلسة المباركة؛ بالحديث عن: "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ونصرة المسجد الأقصى ودعم القضية الفلسطينية"، وذلك في جانبين ومحاورة عدة:
إنَّ خير البقاع على وجه المعمورة بلد الله الحرام، مكة المكرمة، اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل، وجعل لها من الحرمة والمكانة هي ولمدينة نبيِّه-عليه السلام-؛ ما ليس لغيرهما من سائر البقاع، ولا أدل على ذلك من تحريمهما ومضاعفة الصَّلاة فيهما.
لذا فلا غرابة أن يكون لهاتين المدينتين المقدستين مكانة جليلة ومنزلة عظيمة في نفوس المسلمين، تحمل على العناية بهما ورعايتهما، ولا سيما ممن شرفهم الله بالولاية عليهما، فلقد عني الخلفاء والولاة والحكَّام والأمراء على مر التَّأريخ الإسلامي بهاتين المدينتين المقدستين، وحظي المسجد الحرام والمسجد النبوي بالعمارة والتَّشييد والعناية على أفضل صورةٍ ممكنة في كل عصر بما يناسبه.
غير أنَّ ما تحقق للحرمين الشَّريفين في العهد السُّعودي الزَّاهر، قد تميز عمَّا حصل لهما في العصور السَّابقة، فقد كان ازدياد عدد الحجَّاج والمعتمرين والزُّوار مدعاة لبذل المزيد من العناية في تطوير المدينتين المقدستين.
هذا فيما يتعلق بالجانب الأول المتعلق بموضوعنا.
أمَّا الجانب الثَّاني المتعلق بموضوعنا هو جهود الدُّولة في نصرة المسجد الأقصى ودعم القضيَّة الفلسطينيَّة:
إنَّ من الثوابت التي لا تقبل الجدل؛ ذلك الأمر المتأصل في سياسة المملكة العربية السعوديَّة؛ حرصها على أن تكون صاحبة الرِّيادة في تبنِّي قضايا الأقصى والدِّفاع عنه ونصرته قولًا وفعلًا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله، واستحوذت على اهتمامه منذ البدايات الأولى لتفاقم الأوضاع في فلسطين، وقد ظلت هذه القضية هي الأُولى بعد وفاة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لدى أبنائه من بعده.
إنَّها المسؤولية التي منحها اللهُ لقادة هذه البلاد المباركة في رعاية قضايا الأمَّة، حيث لا تألوا قيادتها الرَّشيدة جهدًا في كلِّ ما يخص الأقصى والقضيَّة الفلسطينيَّة.
ويؤكد ذلك ويوطِّده الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيَّده الله - لرفع الضَّيم الذي طال المسلمين في الأرض المباركة.
ولعلنا نتطرق لأهم الجهود التي بذلتها الدَّولة في الجانبين:
الجانب الأول: جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما: وفيه محاور:
المحور الأول: جهود الدولة في الجانب المعماري:
إنَّ الحرمين الشَّريفين قد شهدا في ظل هذه الدولة نهضة عمرانية عظيمة لم يشهد لها مثيل في التَّأريخ من قبل، لأنَّ المملكة العربية السعودية منذ أن قامت على خدمة الحرمين الشَّريفين لم تدخر وسعًا ماديًّا أو معنويًّا في تذييل المصاعب وتسهيل الأمور، من أجل خدمة الحجَّاج والمعتمرين والزُّوار.
إنَّ عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشَّريفين فيما يتعلق بالجوانب المعماريَّة ليست وليدة اليوم، بل منذ عهد الملك عبد العزيز ومن بعده أبنائه الميامين، ويأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليواصل تلك المسيرة العظيمة، التي ابتدأها سلفه الصالح من أبيه وإخوانه في الاهتمام والعناية بالحرمين الشريفين، فكل واحد منهم له نصيبٌ كبيرٌ واهتمامٌ عظيمٌ بتوسعة الحرمين الشَّريفين.
وههنا أهم الجهود الحديثة التي قامت بها الدُّولة في الجانب المعماري.
التَّوسعة السَّعودية الثَّالثة للمسجد الحرام:
 إنَّ التوسعة الثالثة للمسجد الحرام جاءت لتواكب الازدياد المضطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في جنبات المسجد الحرام في أوقات الذَّروة من العام، وقد قامت التَّوسعة الجديدة للمسجد الحرام على مساحة 400 ألف متر مربع، وبعمق 380 مترا؛ بطاقةٍ استيعابية بأكثر من مليون ومئتي ألف مصل تقريبا، حيث قُدرت القيمة المالية للعقارات المنزوعة لصالح المشروع بأكثر من أربعين مليار ريال .
وتعتبر التوسعة السعودية الثالثة أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، روعي في المشروع أن يكون متميزا من حيث التَّصميم وأن يكون مرتبطًا مع المبنى العام للمسجد الحرام.
توسعة المطاف والمسعى:
وتندرج ضمن المشروعات التطويرية داخل المسجد الحرام : توسعة المطاف حيث رفعت طاقته الاستيعابية من 50 ألف في السَّاعة ليتسع لـ130 ألف طائف في السَّاعة.
وكذا توسعة المسعى فبعد أن كان عرض المسعى 20 مترًا، تمت توسعته ليصل إلى 40 مترًا مستغلا المساحات الملاصقة للحرم، وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق لتصل طاقته الاستيعابية إلى 108 آلاف ساعٍ في الساعة، وبذلك تعد توسعتهما أكبر توسعة يشهدهما المطاف والمسعى في تاريخهما.
توسعة المسجد النبوي الشريف:
شهد المسجد النبوي الشريف توسعات عدة في ظل هذه الدولة المباركة:
منها: تنفيذ السَّاحة الشَّرقية للمسجد النبوي الشريف وتبلغ مساحتها 37.000 متر مربع وتستوعب أكثر من 70.000 مصل؛ ومنها: تركيب 182 مظلة غَطَّت جميع ساحات المسجد النبوي وذلك لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار، مجهزة بالإنارة وبأنظمة لتصريف السيول وتفتح آليًا عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 مترًا مربعًا ويستفيد منها أكثر من 200.000 مصل.
المحور الثاني: جهود الدولة في العناية بالكعبة المشرفة:
 ومن أهم الجهود في العناية بالكعبة المشرفة:
الترميم الشامل للكعبة المشرفة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، وصيانة ملحقات الكعبة المشرفة كلما دعت الحاجة إليها من شاذروان ونحوه.
كسوة الكعبة المشرفة كل عام،  بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، مع تنفيذ أعمال صيانة دورية لكسوة الكعبة المشرفة بأحدث التقنيات وأفضل المواد العالمية، وما أنشيء مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلَّا لخدمة البيت المعظم.
المحور الثالث: جهود الدولة في الجانب الأمني:
إنَّ من أعظم جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين تخصيصها قوتين؛ إحداها: تقوم بحفظ أمن المسجد الحرام، والأخرى: تقوم بحفظ أمن المسجد النَّبوي، ولا يوجد بدول العالم أسره تخصيص قوات حكوميَّة لحفظ أمن أماكن العبادات إلَّا بالمملكة العربية السعودية. 
 فالقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، والقوة الخاصة لأمن المسجد النبوي تقومان على مدار الساعة بأدوار مهمة بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على مراقبة الوضع العام بالحرمين الشريفين حرصًا على سلامة وأمن قاصديهما.
فمن أهمِّ مهامها الأمنيَّة والتنظيميَّة بالحرمين الشَّريفين:
تنظيم حركة القاصدين وممرات المشاة بما يضمن انسيابية الحركة والتنقل دخولًا وخروجًا من وإلى السَّاحات وصحن المطــاف والمسعى.
تنظيم الطَّواف والسَّعي ورسم المصليات وممرات المشاة في الحرمين.
 إدارة الحشود بطريقة احترافية، وذلك عبر خطط تنظيميَّة وأمنيَّة خاصة مع الأعداد المكتظة للحجاج والمعتمرين والزُّوار وحركتهم في مساحات جغرافية وزمنية محدودة.
متابعة القضايا الجنائية عن طريق الدوريات الدَّاخلية، ودوريات ساحات الحرمين والحراسات على أبواب المسجد الحرام والمسجد النبوي.
 إرشاد التَّائهين وإعــادة المفقودات لأصحابها، ومكافحة الظَّواهر السلبية داخل الحرم أو في ساحاته كالنَّشل وترويج الممنوعات.
 
الجانب الثاني: جهود الدولة في نصرة المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية:
ولعلنا نتطرق لأهم الجهود في محورين:
المحور الأول: أهم الجهود التي بذلها المؤسس وابناؤه الملوك من بعده:
أبدى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- اهتمامًا بالغًا بالقضية الفلسطينية، واشتمل جهوده على الدَّعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي، وكان الدور السعودي العسكري في عهده على الاشتراك الفعلي في حرب 1948م شاملًا ذلك قطاعات من الجيش النِّظامي والشَّعبي والمتطوعين.
وفي عام 1956م إبَّان العُدوان على قطاع غزة فرضت المملكة العربية السعودية حظرًا بتروليًّا ومقاطعة سياسية تجاه الدول المعتدية؛ بسبب تأييدها المطلق وتحالفها الواضح مع الكيان الاسرائيلي ضد القضية الفلسطينية.
أُنشئت منظمة التَّعاون الإسلامي -ثاني أكبر منظمة دوليَّة بعد الأمم المتحدة- بعد دعوة الملك فيصل -رحمه الله- لعقد مؤتمر إسلامي ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة عام 1969م، وكان للمنظمة دورًا مهمًا وبارزًا في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة بحيث أنَّها تُعتبر أول منظمة دوليَّة اقليميَّة اعترفت بمنظمة التَّحرير الفلسطينيَّة كممثل شرعي ووحيد للشَّعب الفلسطيني.
دعم المملكة الدَّائم بمليارات الدّولارات للانتفاضة الفلسطينية داخل الاراضي المحتلة، ولصندوق الاقصى للمحافظة على معالم القدس وتراثها العربي والإسلامي؛ ولصندوق انتفاضة القدس، ولأسر شهداء الانتفاضة، ورعاية أبنائهم وتعليمهم، ولإنشاء الطرق وشبكات الصَّرف الصَّحي، وللصَّحة والتَّعليم.
كانت المملكة في مقدمة دول العالم التي استنكرت قرار حكومة اسرائيل لضم القدس عام 1980م، ومعارضتها لقرار الكونجرس الأمريكي باعتبار مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، والدعوة الى قطع العلاقات مع الدُّول التي تنقل سفارتها إلى القدس.
المحور الثاني: أهم الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله:
إنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة والمسجد الأقصى والدِّفاع عنهما وتقديم الدَّعم والرِّعاية لهما على رأس أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في المحافل الدُّولية؛ ما يعكس مكانة المملكة بين بلدان العالم العربي والإسلامي.
فمن أهم الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة في ذلك:
تأكيد خادم الحرمين الشريفين الدَّائم على موقف المملكة الثَّابت والدَّاعم لحق الشعب الفلسطيني في التَّوصل الى حلٍّ عادل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
 رَفْضُ خادم الحرمين الشريفين قرار الإدارة الأميركية الأخير بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، حيث قال-حفظه الله- مستنكرا: "إننا إذ نجدد التَّعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأميركية المتعلّق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدُّولي الرَّافض له، ونؤكد على أنَّ القدس الشَّرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية"، وهو-حفظه الله- أول زعيم إسلامي يتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ليؤكد له ثوابت الموقف السعودي القائم على أنَّ القضية الفلسطينية ستظل قضية السعودية الأولى، وأن موقف السعودية ثابت ولن يتغير.
 أعلن-حفظه الله- في مستهل أعمال القمة العربية بالظهران والتي سماها-رعاه الله- بـ"قمة القدس"، عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وتبرعها كذلك بمبلغ (50) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 
جاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2019، بأنَّ المملكة هي أكبر داعم ومانح للسلطة الفلسطينية ولمنظمة الأونروا، وأنَّ المملكة تصدرت قائمة أبرز 20 دولة ومؤسسة وهيئة إقليمية ودولية.
 
وأخيرا: سيظل دعم المملكة وقيادتها ثابتًا للشعب الفلسطيني دون تغيير، وسيستمر هذا الدعم للقضية الفلسطينية حتى استعادة كلُّ الحقوق الفلسطينية التي نصّت عليها الشَّرعية الدُّولية، ومنها: قيام دولة فلسطينيَّة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشَّرقية.
 وهنيئًا لبلاد الحرمين مبادراتها الإيجابية، التي تؤكد ثبات مواقف بلاد الحرمين في حفظِ حق المسلمين في المسجد الاقصى الشريف، واحترام قدسية المكان، وإحلالٍ للأمن والسِّلم الدوليين، دون مزايدات إعلامية أو تصريحات صحفية أو معارك إلكترونية .
 
توصيات في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين:
أولًا: التَّتابع في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ولاسيَّما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
ثانيًا: إعداد موسوعة شاملة رقمية وورقية عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
ثالثًا: إقامة مؤتمر عالمي برعاية المملكة العربية السعودية للحديث عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
رابعًا: إعداد مشاريع بحثية وكراسي بحث أكاديمية عن الجهود وآثارها، صادرة من محاضن العلم، وطرح الموضوعات لرسائل الماجستير والدكتوراه.
خامسًا: منح الفرص للقطاع الثَّالث الخيري وفق التَّعليمات والأنظمة بالتَّعاون مع الجهات ذات العلاقة بالعمرة والزِّيارة، لإصدار كتيبات ومطويات ورقيَّة ورقميَّة بلغاتٍ مختلفة عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ولاسيما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين وقاصديهما، ونشرها بين النُزلاء خاصة، وقاصدي الحرمين عامة.
سادسًا: طرح بريد إلكتروني لكل من أراد تقديم مبادرات تسهم في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج  والمعتمرين والزُّوار؛ مشتملة على الفكرة وآلية تطبيقها وطرق تنفيذها.
سابعًا: إنشاء تطبيق إلكتروني في إبراز جهود المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس الملك عبد العزيز-رحمه الله- إلى العهد السعودي الحاضر الزَّاهر، في خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجالات وبلغاتٍ مختلفة، وتوصية السَّفارات السعودية بالخارج بِحَثِّ القادمين للمملكة من الحجاج والمعتمرين والزُّوار بتحميل التَّطبيق، وإدراج تحميله ضمن المتطلبات الاختيارية الغير إجبارية للقدوم للمملكة.
ثامنًا: إعداد مشروع إعلامي معرفي يعنى بالأفلام الوثائقية، واستثمار وسائل التواصل المتنوعة لإبراز الجهود وترجمتها بعدة لغات.
تاسعًا: تكثيف الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص لتكوين أنماط جديدة من وصول الخدمات إلى المستفيدين.
عاشرًا: الإعلان عن جائزة للجهات والأفراد، لأفضل عمل علمي وبحثي في إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي الختام: لَكَم يُسْعِدُنا أنْ نُزجْيَ الشَّكر الغَامِر، والتّقديِر الهامر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على الرِّعاية الفائقة والعناية السَّامقة للحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، وتسخير الإمكانات الكبيرة، وتقديم الخدمات الوفيرة، وبما يحظى به الحرمان الشريفان من دعم لا محدود في المشاريع والجوانب المالية والخدمية والفنية والتوجيهية والإرشادية وغيرها، واستثمار للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مواصلة تطوير الخدمات داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي.
حفظ اللهُ البلاد والعباد من كل سوءٍ ومكروه، وزادَ دولتنا أمنًا وإيمانًا، وسلامًا واستقرارًا، ويجعلها سخاءً رخاءً، ويحفظَ عليها قيادتَها وأمنها، ويديم بقاءها وفي سماء العز ارتقاءها، ويكلل بالتَّوفيق والنَّجاح كل ما تقدمه المملكة العربية السعودية وقيادتها من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين.
 وصلَّى الله على نبينا محمَّد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
قراءة 1268 مرات آخر تعديل في الخميس, 04 آذار/مارس 2021 11:29