طباعة هذه الصفحة
الأحد, 21 آذار/مارس 2021 15:48

الرئيس العام يدشن الدورة العلمية الفكرية الأولى لترسيخ مفاهيم الوسطية ومواجهة الانحرافات الفكرية

قيم الموضوع
(0 أصوات)


ضمن سلسلة لقاءات تحصين الفكر لترسيخ مفاهيم الوسطية ومواجهة الانحرافات الفكرية وبرعاية كريمة من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس دشن معاليه مساء اليوم الأحد ٨/٨/١٤٤٢ الدورة العلمية الفكرية الأولى بدورة تحت عنوان: "بيان الأهمية والتطبيقات ومجال للأمن الفكري والوسطية والاعتدال" عن بعد.

وقال معاليه خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة: "إنَّ ديننا الحنيف أولى عناية فائقة بالفكر والمحافظة عليه من كلِّ شيء يؤدي به إلى الانحراف والزيغ، واهتم اهتمامًا بالغًا بآلة الفكر وهي العقل، ودعا إلى التَّفكر الذي يقود إلى ما ينفع الإنسان من معرفة الله وخشيته والانقياد له سبحانه وتعالى، مستشهداً ببعض النصوص الدينية والقرآنية التي ورد بها الحث على الاعتدال والوسطية حيث قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، ومن الأثر حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ» ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ} [الروم: 30].

واستعرض معاليه خلال الدورة أهمية الأمن الفكري حيث إنه يحقق للأمة التَّلاحم والوحدة في الفكر والمنهج، كما أن الفكر في هذه الأمة يستمد جذوره من عقيدة الأمة ومسلَّماتها وثوابتها، وهو الذي يحدد هويتها وشخصيتها وذاتيتها، مؤكداً على أن الأمن الفكري هو المدخل الحقيقي للإبداع والتَّطور والنُّمو لحضارة المجتمع وثقافته، كما أنه يبحث في كيفية التَّصدي للجريمة عامة وجرائم العنف خاصة، وأنه أداة صيانة للشَّريعة وذبٌّ عن حياضها، لأنَّ الغاية التي يتفق عليها جميع أعداء الإسلام هي الطعن والتشكيك فيه.

وسلط معاليه الضوء خلال حديثه على مجالات وتطبيقات الأمن الفكري التي من شأنها أن تؤثر في هذا الأمر تأثيراً جذرياً؛ بأن رئاسة الحرمين اهتمت بهذا الجانب، نظراً لأهميتها في محاربة الأفكار الضَّالة، فقامت بإنشاء وكالة وإدارات مختصة كإدارة للتَّوعية الفكريَّة بالجهات الحكوميَّة؛ فأنشأت وكالة الشؤون العلميَّة والفكريَّة، كما أنشأت تحتها العديد من الإدارات، منها الإدارة العامة للأمن الفكري والوسطيَّة والاعتدال؛ وتندرج تحتها إدارة الأمن الفكري، وإدارة الوسطية والاعتدال، وإدارة التَّوعية الفكريَّة، وإدارة الحوار، وإدارة مواجهة الانحرافات الفكريَّة، كما أكد على دور الخطب والمنابر في نشر الاعتدال الفكري إلى جانب أهمية منبر الحرمين الشريفين على وجه الخصوص، مشيداً بالقرار الأخير الصَّادر بإنشاء وحدات التَّوعية الفكريَّة في الجامعات وإدارات التَّعليم، وكذا في معهديّ وكليتيّ الحرم المكي والمسجد النَّبوي، لتعزيز الأمن الفكري، وحماية العقول من الأفكار المتطرفة والهدَّامة.

وتحدث معاليه عن بعض العوائق التي تواجه الأمن الفكري والاعتدال والتي كان من أهمها الابتعاد عن شريعة الله، واتباع الأهواء المتفرقة والأفكار المنحرفة، وتفضي بطبيعة الحال إلى الاختلاف والتَّفرق والتشرذم، وإغلاق منافذ الحوار والمناقشة مع الآخرين، وعدم إيضاح جوانب الخطأ والتأزم وأسباب الجنوح والانحراف فيها، إضافة إلى الابتعاد عن علماء الأمة المعتبرين وترك الاقتداء بهم، وعدم الأخذ بعلمهم ومنهجم واستنباطهم، وخاصة في نوازل الأمة التي يحتاج النظر فيها إلى فهم دقيق، وعلم وافر واستنباط صحيح، مضيفاً بأن القصور الإعلامي في توجيه الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة له دور كبير في هذا الأمر.

واختتم السديس اللقاء الأول من هذه الدورة سائلا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظير اهتمامه البالغ بالحرمين الشريفين وشؤونه، إلى جانب دعمه واهتمامه بكل ما يخص المسلم على هذه الأرض المباركة وفي جميع أنحاء العالم، وأن يمن الله على هذا البلد بدوام الأمن والرخاء، وأن يحفظ شبابه ومقدرته من الزيغ والضلال، ويهديهم سبل الرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

حضر اللقاء فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والفكرية الدكتور ناصر الزهراني, ومدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري والوسطية والاعتدال بالمسجد الحرام الشيخ علي النافعي.

قراءة 927 مرات