تعدّدت مواهب ومهام وخبرات العاملين في مجال صناعة كسوة الكعبة المشرفة ما بين مختصي قسم التحلية، والمصبغة، والمختبر، والنسيج الآلي، والطباعة، وتطريز المذهبات، وتجميع الثوب، واستبداله، اصطفاهم الله وشرفهم بأن يكونوا مؤهلين ببرامج تدريبية وتطويرية وفرتها الدولة –رعاها الله- وعناية وعمل مؤسساتي عالي الجودة، ودعم غير محدود من ولاة الأمر -حفظهم الله- لصناعة الكسوة الأغلى في التأريخ.
وقال رئيس قسم التحلية سليمان الحربي: أعمل في مجال صناعة كسوة الكعبة المشرفة منذ أكثر من 32 عاماً، حيث نقوم في قسم التحلية باستخراج المياه الجوفية من البئر عبر مضخات خاصة ذات ضغط عالي لتتم معالجتها عبر محطة التحلية التي تحتوي على أجهزة لتنقية المياه، حديثة ومتطورة، ومواد لمعالجة الماء وتعقيمه وتحليته حسب المواصفات المخصصة لغسيل وصباغة الحرير، وذلك بإعادة ضبط درجة عذوبة الماء (PH) وفق المواصفات المخصصة للمحافظة على جودة الحرير أثناء الغسيل والصباغة.
وشرح رئيس قسم المختبر بمجمع كسوة الكعبة المشرفة الأستاذ صلاح السلمي الذي يعمل على مدى ثلاثة عقود أن الاختبارات التي يتم عملها على الحرير تأتي من باب التأكد من سلامة الحرير وجودته قبل وبعد كل مرحلة من المراحل المختلفة، والتي تشمل خيوط الحرير الخام، وخيوط الحرير المصبوغة، ونسيج الحرير، وأسلاك الفضة، وأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وفق أعلى المعايير العالمية والتقنية، مضيفاً أنه يتم العمل بتركيب نسب ألوان الصبغة وتجربتها على عينات ونماذج مصغرة من الخيوط.
وقال السلمي: يتم تزويد هذه النسب للمصبغة للعمل بموجبها، مع وضع عينة في مكائن الصباغة ويتبعها وفق الإجراءات المعتمدة، وتعاد للمختبر لإجراء الاختبارات اللازمة عليها من ثباتها للون ومقاومتها للغسيل وقوة شدها وإجراء جميع التجارب اللازمة عليها، وبعد إنتاج القماش يتم تزويد المختبر بعينات عشوائية من الأقمشة ليتم أيضاً فحصها والتأكد من أن جميع المنتج على نفس المواصفات المطلوبة.
كما ذكر الموظف في مجال الصباغة ياسر الحربي والذي يعمل لأكثر من 23 عاماً بقوله: نقوم بصباغة الحرير الخام باللون الأسود الذي صنع خصيصا لملاءمته لأحوال الطقس والمتغيرات المناخية، ويتم خلالها غسل الحرير عبر أحواض ساخنة بدرجات حرارة عالية، ليتم من خلالها التخلص من الطبقة الشمعية (السرسين) باستخدام مواد كيمائية وفق معايير عالية عبر أجهزة وآليات تقنية متخصصة ومراحل متتابعة، ومن ثم يتم صباغة الحرير باللون الأسود للكسوة الخارجية للكعبة، وباللون الأخضر للكسوة الداخلية للكعبة، وبذلك تسلم للأقسام الأخرى لإكمال بقية الإجراءات، حتى تكون جاهزة لتكتسي به كعبة الله المشرفة.