الثلاثاء, 13 تموز/يوليو 2021 16:35

مفتي عام المملكة: تغلبت المملكة على التحدي الكبير للجائحة، وأثبتت نجاحها، وتمُيزها العالمي في الظرف الاستثنائي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

أثنى مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على ما قدمته المملكة العربية السعودية من تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظِ على سلامتهم، والعناية بسلامة الحجاج وضيوف الرحمن في ظل جائحة كورونا وذلك خلال الندوة التي أقامتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعنوان: "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين خلال جائحة كورونا".
وقال سماحته: تعتبر قيادة المملكة العربية السعودية خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما شرفاً وفخراً لها، كما أنهم يرون ذلك واجباً عليهم تجاه إخوانهم المسلمين في العالم الإسلامي، بل تجاه المسلمين في كل مكان في العالم، ومع ازدياد عدد الحجاج عاما بعد عام في السنوات الماضية، إلا أن جودة الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن كانت تزداد وتتحسن، بل وتتجاوز التوقعات، وهذا ما أثبته واقع حال الحجاج في مواسم الحج خلال السنوات الماضية قبل جائحة كورونا، ولا يخفى هذا الأمر على أحد.
وأضاف: ولما نزلت جائحة كورونا واجه الناس مشاكل وصعوبات كثيرة بسبب هذه الجائحة التي عمت أرجاء بلدان العالم كله، واتسمت بسرعة العدوى والانتشار بين الناس؛ لذا تطلَب احتواؤها إجراءاتٍ معينة، وبذل جهود كبيرة في سبيل ذلك، كما أن المملكة العربية السعودية انطلاقاً من حرصها الشديد على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظِ على كل ما فيه نفع لهم وحفاظ على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرار بهم، وضعت العناية بسلامة الحجاج وضيوف الرحمن في مقدمة اهتماماتها؛ وذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وامتثالا لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من (النُصْح لكلِ مسلم).
وأبان: اتخذت المملكة لأجل الحفاظ على سلامة الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام في ظل جائحة كورونا جميع الإجراءات الاحترازية والضرورية من قبيل التباعد وعدم الاختلاط، واستخدام الوسائل الوقائية من الكمام وغيرها من الإجراءات لأجل الحد من انتشار هذا الوباء، ووضعت جميع إمكانياتها وقدراتها في خدمة الحجاج لتحقيق هذا الهدف المنشود.
وعندما اقترب موسم حج عام 1441هـ كان ذلك تحدياً كبيراً، وحدثاً صعباً؛ حيث يتطلب تجمُع الحجاج في موسم الحج من الإجراءات الاحترازية، والجهود والخدمات اللازمة الشيء الكثير حتى يتحقق الحفاظ على سلامة الحجاج وضيوف الرحمن من مخاطر هذه الجائحة، ولا ينتشر بينهم هذا الوباء، ويرجعوا إلى بلادهم سالمين مطمئنين.
ولكن بفضل الله تعالى أولا، ثم بما تبذله قيادة المملكة من عناية واهتمام لأجل الحفاظ على سلامة الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام؛ فقد تغلَبت المملكة على هذا التحدي الكبير، وأثبتت نجاحها، بل وتميزها في هذا الظرف الاستثنائي، حتى صارت المملكة مضرب المثل في تحقيق هذا النجاح الكبير والتفوق منقطع النظير .
واستشهد على ذلك بقوله: سخَرت المملكة جميع إمكانياتها لخدمة الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام خلال جائحة كورونا على مختلف الأصعدة ومختلف المجالات، وبذلت جهوداً جبارة أثبتت نجاحها وجدواها، ومن تلك الجهود على سبيل المثال وليس الحصر:
-توفير أرقى خدمات الضيافة والأمن والرخاء والاستقرار للحجاج، حتى يقضوا أيام إقامتهم في الحرمين الشريفين في جو من الطمأنينة والراحة؛ وليتمكنوا من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في راحة ويسر وأمان.
-التعامل مع الحجاج القادمين لمكة المكرمة وفق ما تقتضيه متطلبات السلامة والوقاية من آثار هذا الوباء، ومن ذلك إخضاعهم لفحوصات كورونا قبل الحج.
-استخدام عدد كبير من رجال الأمن والموظفين لتنظيم حركة الحجاج أثناء تنقلهم في المشاعر المقدسة، وأثناء تواجدهم داخل الحرمين الشريفين؛ وكل ذلك لأجل تمكينهم من أداء مناسكهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تسهل لهم أمرهم وتيسر لهم القيام
بشعائرهم وعبادتهم بكل يسر وسهولة ومن غير عناء ومشقة.
-تنظيم الحجاج ومساعدتهم على مراعاة التباعد الاجتماعي أثناء أداء المناسك والتنقل
بين المشاعر المقدسة.
-تجهيز مستشفى متكامل وتخصيص طواقم طبية متخصصة لمرافقة الحجاج ومتابعة أحوالهم الصحية، وإسعافهم وقت الحاجة والضرورة، بالإضافة إلى توفير مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة في المشاعر المقدسة وداخل مكة والمدينة.
-تجهيز عدد كبير من المتطوعين الصحيين استعدادًا لتوزيعهم على النقاط الرئيسة في الحج.
-تطوير تقنية المعلومات التي أصبحت هي عمود الخدمات، واستخدام اجمهات المشاركة في الحج التقنية الحديثة في جميع أعمالها وخدماتها في ظل جائحة كورونا.
وأردف بقوله: قررت المملكة العربية السعودية تقليص عدد الحجاج وذلك حرصًا على إقامة هذه الشعيرة المقدسة على الوجه المطلوب، ولضمان سلامة ضيوف الرحمن في ظل انتشار اجمائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، مشيراً إلى من النتائج الإيجابية الباهرة والثمرات اليانعة لهذه الجهود المباركة والخدمات الجليلة عدم تسجيل إصابة أحد من الحجاج بفايروس كورونا في موسم حج عام 1441هـ حسب ما أفادته وزارة الصحة السعودية، وتحقق ذلك بعد توفيق الله بحرص قيادة المملكة على إقامة شعيرة الحج على الوجه المطلوب مع المحافظة التامة على أعلى معايير السلامة الصحية بين الحجاج.
واختتم بشكره لحكومة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة المركزية للحج، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزیر الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وسأل الله أن يبارك في جهودهم جميعا، وأن يجعل ما بذلوا من حرص واهتمام وعناية بشؤون إخوانهم المسلمين عموما وبخدمة حجاج بيت الله الحرام على وجه الخصوص، وما قدموا لهم من دعم ومساعدة وخدمات جليلة في موازين أعمالهم يوم القيامة .
قراءة 1659 مرات