يضم مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة كادر تشغيلي سعودي بعدد (114) صانع حرفي متمكن يعمل على إنتاج (56)قطعة مذهبة على كسوة الكعبة حيث تتم كافة الأعمال بشكل يدوي، ويستغرق العمل على القطعة المذهبة الواحدة ما بين 60 إلى 120 يوم، وكمية أسلاك الذهب والفضة المستخدمة في القطع المذهبة على كسوة الكعبة الذهب 120 كيلو جرام، الفضة 100 كيلو جرام.
ويأتي تقسيم مذهبات الكعبة المشرفة على النحو التالي (16) قطعة حزام باب الكعبة متصلة ببعضها البعض، وسبعة أخرى أسفل الحزام، و(17) قنديل مقسمة على النحو التالي: (4) يا حي يا قيوم - (4) يا رحمن يا رحيم - (4) الحمد لله العالمين (5) قناديل الله أكبر، وأربعة صمديات على أركان الكعبة وأربعة الله أكبر، وخمسة ستائر باب الكعبة متصلة ببعضها البعض، وسلسلتين أعلى الركن اليماني، وكينار يحيط بالحجر الأسود وأخر يحيط بالركن اليماني، و حيلة ميزاب الكعبة المشرفة، وكيسين لمفتاح الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام.
وخلال جولة عدسة إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في القسم جذبتها أصدى ضحكات لا تخلوا نبرتها من المودة والمحبة حيث قادتنا هذه الضحكات إلى صداقة على المنسج لأكثر من 35 عاماً
الصانع حمزه بن إبراهيم شعبان، وحمدان بن حامد اللقماني، وزكي بن يوسف كسار، ولافي بن مبرك اللقماني جمعتهم صداقة على منسج الكعبة المشرفة لأكثر من 35 عاماً قضوها في حياكة ثوب الكعبة المشرفة بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وتحديداً في قسم المذهبات حيث يعملون على أصدى ذكريات السنين بتطريز المذهبات في كسوة الكعبة، وذلك على عدة مراحل حيث يتم حشو الآيات والزخارف المطبوعة بالقطن لإبرازها، ثم تثبيت الحشوة بالخيوط العرضية وقبقبتها، وبعد ذلك التطريز بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وأسلاك الفضة الخالصة، وتثبيتها بالخيوط العرضية للمحافظة عليها وعلى وثباتها.
ومما أثار فضول الفريق الإعلامي بالمجمع مشاهدة العم عبدالله بن خالد قاسم وهو يقدم خلاصة خبرة (35) عاماً قضاها كصانعٍ في قسم المذهبات لأبنه الشاب تركي بن عبدالله قاسم حيث قال العم عبدالله حرصت منذ التحاق ابني بالمجمع قبل خمس سنوات أن أهدي له خلاصة تجربتي في العمل بالمجمع وأن ألقنه قيم المهنة وأن أعزز في نفسه شرف المكان والزمان والعمل وفي كل مرة أكد له فيها بأن الله اصفاه على أن يكون أحد المشاركين في شرف حياكة ثوب الكعبة المشرفة، فعليه التحلي بالأدب والتعامل بالأخلاق الإسلامية مع الصبر ففي كل بيئة عمل لابد من مواجهة التحديات والتعامل معها بحكمة وروية وأن يعامل الجميع كأنهم عائلة، فيما قال تركي أتعلم من والدي ومن زملائي كل يوم فمع حصولي على مؤهلات عليمة خولتني لأن أكون أحد منسوبي "مجمع الكسوة" إلا إن الممارسة والعمل اليومي هما ما أكسباني الحرفية التي أنا عليها اليوم.
أما الصناع صالح بن فريج الردادي فيعمل بسكينة أكسبتها إياه 30 عاماً قضاها في لف قطن كسوة الكعبة المشرفة، حيث بدأ عليه ملامحة الأجلال والوقار، مؤكداً أنه يستمتع بعمله فمنذ التحاقه بالمجمع وهو يعمل في مجال لف القطن وأنه حريص على الحضور لممارسة مؤكداً أن العمل في المجمع هو منحة من الله –عز وجل- يجب على المرء تقديرها وشكرها سائلاً الله أن يتقبل منه وأن يجعل ذلك في موازين أعماله.