الثلاثاء, 25 كانون2/يناير 2022 00:03

الرئيس العام: صناعة الأصولي من أهم مقومات الأمن الفكري كونها حمايةٌ للمجتمع مما يَرِدُ من أفكار دخيلة هدّامة

قيم الموضوع
(0 أصوات)

ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم محاضرة بعنوان: (صناعة الأصولي: التعريف، الأهمية، العوامل، المعوقات، الآثار) وذلك في أولى دورات برنامج "صناعة الأصولي" الذي تقيمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة شؤون المكتبات والبحث العلمي بمكتبة الحرم المكي الشريف ببطحاء قريش.

وعرف معاليه صناعة الأصولي بأنها تنمية الهيئة الراسخة في نفس الأصولي بحيث تمكِّنه من حسن التصور للمسائل والقواعد الأصولية، وجودة الاستدلال وصحة التنزيل، وأوجز أهمية صناعة الأصولي من خلال عدد من النقاط منها أن موضوع صناعة الأصولي يحظى باهتمام بالغ لدى الأوساط العلمية، مع ما يجري في حياة الناس من تطورات هائلة، ونوازل متتابعة تحتاج إلى بيان أحكامها تخريجًا على القواعد الأصولية والمقاصد الشرعية، وجرأة كثير من غير المؤهلين في هذا الزمان بالتصدر للاستنباط من النصوص الشرعية، والإفتاء في الوقائع المستجدة والنوازل المعاصرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأنها من أهم الوسائل لحفظ الدين الإسلامي الحنيف، وأهم الوسائل للدفاع عن أدلة الشريعة أمام الملحدين والمتشككين، إضافة إلى حاجة الدارسين والباحثين في تخصص الفقه المقارن وكذلك القضاة إلى الصناعة الأصولية.

كما تحدث معاليه عن عوامل صناعة الأصولي ومنها الاستعداد والذكاء الفطري، والطبيعة المعتدلة، والرغبة في اكتساب الملكة الأصولية، العناية بضبط قواعد العلم وكلياته ومقاصده كونها من أكبر أسس اكتساب الملكية والمهارات اللازمة لممارسة الصناعة الأصولية.

وأشار معاليه خلال المحاضرة إلى المهارات الأساسية لصناعة الأصولي وهي مهارة تحرير المصطلحات منها النظر في الكتب التي اعتنت بالتعريفات الاصطلاحية وملاحظة ما قد يورده بعض الأصوليين على التعريفات وما يجاب عنه في النقاش الأصولي والموازنة بين أكثر من تعريف لأهل العلم وإبداء الفروق بينها، ومهارة تحليل النص الأصولي المتضمنة القدرة على كشف العلاقات بين مكوِّنات النص الأصولي إما بتفكيك أجزائه أو بتركيب عناصره المتفرقة أو بالمقارنة بين مكوناته وذكر أساليب عدة لتنميتها.

وشرح معاليه معوقات صناعة الأصولي وأوجزها بأنها الطابع التجريدي لعلم أصول الفقه وغلبة الجانب النظري على الجانب العملي التطبيقي وتعقيد الأسلوب وصعوبة المسائل والحديث عن مسائل كثيرة تعد من نوافل القول في علم الأصول أو لا مدخل لها في الغرض الذي من أجله وضع هذا العلم، كمسائل اللغات، وعدم الحديث بتفصيل عن مقاصد الشريعة، وأنَّ غلق باب الاجتهاد وتحجير النظر حطَّ من قيمة علم الأصول عند طالبيه، عدم وجود البيئة الخصبة، والتربة الصحيَّة، والمناخ الملائم لنموِّ فنِّ صناعة الأصولي، من خلال عدم توفير الأدوات والإمكانات اللازمة لذلك.

وتحدث معاليه عن آثار صناعة الأصولي من حيث تحقيق محبة الله تعالى وتعظيم دور الإبداع والابتكار والإتقان في الأوساط العلمية، وتفعيل المعايير الصحيحة والسليمة في التحصيل الأصولي، وتعزيز وتنمية المهارة الأصولية ونقل المسائل الأصولية من حيز التنظير إلى رحابة التطبيق، واستنهاض همم طلاب العلم الشرعي عمومًا، وشحذ أفكارهم، وتطوير ملكاتهم، وتنمية مكتسباتهم من خلال إعداد الجو الملائم والمناخ المناسب ليكونوا نواة رواد صناعة الأصول.

واختتم معاليه المحاضرة بتوصيات جاءت كالتالي:
1- نشر ثقافة صناعة الأصولي بين الأوساط العلمية المختلفة، من خلال برامج التوجيه والتثقيف بشتّى الوسائل والوسائط: المؤتمرات، والندوات، والمحاضرات، والاجتماعات، والتِّقانات، وسوى ذلك.

2- زيادة العناية بصناعة الأصولي عبر مناهج التعليم، وخطط التربية.

3- تعد صناعة الأصولي من أهم مقومات الأمن الفكري؛ ففي تحقيقِ صناعةِ الأصولي حمايةٌ للمجتمع عامَّة وللشباب خاصَّة، ووقايةٌ لهم مما يَرِدُ عليهم من أفكار دخيلة هدّامة.

4- قيام مراكز الأبحاث والدارسات بإعداد الدراسات والأبحاث التي تساهم في الارتقاء بالصناعة الأصولية.
Image 3
Image 1 (3)Image 2 (2)Image 3 (1)Image 4Image 4Image 6Image 7Image 8Image 10Image 11
قراءة 1024 مرات