الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11806)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)


فعل الفريق التطويري التحفيزي من الوكالة المساعدة للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية مبادرة بعنوان (نقدرك وندعمك) لمنسوبات الوكالة المساعدة .

وأوضحت سعادة الوكيل المساعد للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية الأستاذة سلمى بنت منيع اللهيبي أن الوكالة المساعدة تقوم بتفعيل العديد من المبادرات التحفيزية والداعمة لمنسوباتها ومن أبرزها مبادرة (نقدرك وندعمك)، والتي تتمثل في تقديم بطاقات تحتوي على عبارات تحفيزية وشكر وتقدير للموظفات على جهودهن المبذولة لخدمة قاصدات بيت الله الحرام مرفقة بهدايا رمزية.

وأعربت اللهيبي عن شكرها وتقديرها لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي لمتابعتها المستمرة لكافة جهود الوكالة المساعدة ودعمها الدائم، الذي يعد حافزاً للمضي قدماً في تقديم المزيد من الخدمات لقاصدات المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(0 أصوات)
استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن تستعد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وسط منظومة تشغيلية متكاملة لتقديم كافة الخدمات في العديد من المجالات المختلفة وذلك لتسهيل وتيسير رحلة ضيوف الرحمن.

 وستقيم الرئاسة برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، لقاءً إعلامياً يوم غد الأحد الموافق٢٠-١١-١٤٤٣هـ تستعرض من خلاله خطتها التشغيلية في موسم الحج, وآلية تفويج الحجاج, وجودة الخدمات المقدمة لهم في المسجد الحرام على مدار الساعة, واستعراض الخدمات الذكية من برامج وتطبيقات ومنصات رقمية.

وتسعى الرئاسة خلال خطتها التشغيلية وعبر العديد من المحاور للتميز التشغيلي لمرافق الحرمين وتمكين القاصدين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة, وإثراء تجربة الحاج والزائر وتقديم البرامج والمبادرات النوعية لقاصدي بيت الله الحرام, وإيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم وتعزيز أثرهما الدعوي, وذلك انطلاقاً من رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

يذكر أن اللقاء سيقام في قاعة معالي الشيخ محمد السبيل -رحمه الله-، بمبنى الرئاسة, وسيتم بثه عبر حسابات الرئاسة والقنوات الناقلة.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قدم عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى باسمه واسم منسوبيها شكرهم وتقديرهم لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على مشاركته عضواً رئيساً في مناقشة رسالة الدكتوراة في تخصص الفقه.

وشارك معاليه في مناقشة الرسالة العلمية المقدمة من الباحث حسين بن أحمد البلوشي مرحلة الدكتوراه تخصص فقه بعنوان (شرح الزرقاني الكبير على مختصر خليل لابن فجلة المالكي 914 هـ من باب الزكاة إلى باب النكاح وما يتعلق به دراسة وتحقيقاً).

وقدم عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ومنسوبوها شكرهم لمعالي الرئيس العام على مشاركته ومناقشته المنهجية وإثرائه العلمي للرسالة، سائلين الله عز وجل أن ينفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تقيم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لقاءً إعلامياً يوم الأحد المقبل ٢٠-١١-١٤٤٣هـ تعلن من خلاله خطتها التشغيلية في الحج.
وذلك برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وتشريف معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي، وحضور إعلامي كبير.
وسوف يكون اللقاء في قاعة معالي الشيخ محمد السبيل رحمه الله، بمنبى الرئاسة.
قيم الموضوع
(0 أصوات)


"مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية لخطبة عرفة " هو مشروع يعنى ويهتم بترجمة خطبة يوم عرفة بعدة لغات عالمية وبثها عبر اثير الإذاعات وقناتي القرآن الكريم وقناة السنة النبوية.
ويعتبر مشروع خادم الحرمين الشريفين من المشاريع المهمة التي تذلل الصعاب على غير الناطقين باللغة العربية في الاستفادة من خطبة يوم عرفة .
ويهدف المشروع إلى استكمال مسيرة المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين نحو تقديم أفضل السبل للتيسير على ضيوف الرحمن وإثراء رحلتهم الدينية بالفوائد والمنافع، وإظهار وإبراز الصورة المشرقة لهذا الدين الحنيف في وسطيته واعتداله وقيمه ومحاسنه، تعزيز وإبراز جهود الدولة-رعاها الله- في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، إظهار حقيقة الخطاب الشرعي للمملكة وما يتميز به من وسيطة واعتدال للحد والقضاء على المزاعم والادعاءات التي تلصق بالمملكة والتي تستغل عدم معرفة الكثير من المسلمين للغة العربية، تقديم مادة علمية قابلة للنشر بلغات متعددة وفق القواعد والشروط المتبعة، ضمان وصول رسالة هذا الدين الحنيف إلى العالم أجمع باستخدام الوسائل التقنية الحديثة.
كما يستهدف المشروع الحجاج المتواجدين في مشعر عرفة، وأبناء العالم الإسلامي في جميع أنحاء العالم، والمهتمين والراغبين بالاستماع للخطبة من المسلمين غير الناطقين بالعربية وغير المسلمين.

msg 1468035115 29205msg 1468035115 29206msg 1468035115 29208msg 1468035115 29209msg 1468035115 29210msg 1468035115 29211msg 1468035115 29212msg 1468035115 29213
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أقامت وكالة الشؤون العلمية والفكرية والتوجيهية النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة بالإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية، وعبر وحدة شؤون الأشخاص ذوات الإعاقة دورة تدريبية بعنوان "الورشة التدريبية للغة الإشارة" لمنسوبات مركز التأهيل الشامل بمكة المكرمة.
ويأتي البرنامج انطلاقا من مبادرة جسور، وقدمت الدورة مترجمة لغة الإشارة الأستاذة زين بنت ساري الثبيتي، لمدة خمسة أيام، وحضرها (٣٣) متدربة.

وحضر الحفل نخبة من القيادات النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وفي الختام رُفع الشكر الجزيل لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والفكرية والتوجيهية النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي، والشكر موصول للوكيل المساعد للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية الأستاذة سلمى بنت منيع اللهيبي، على دعمهما ومتابعتهما المستمرة لمثل هذه المبادرات المجتمعية الهادفة، بما يتوائم مع توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرامية إلى ضرورة تجويد المنظومة النسائية بالمسجد الحرام وإيصال رسالة رئاسة الحرمين الشريفين المباركة للعالمين.
تجدر الإشارة إلى أن مشرفة القسم النسائي الأستاذة سلامة بنت عبدالله الجيزاني، كرمت المدربة، بحضور المنسقة الأستاذة أمل بنت منصور الجودي.
قيم الموضوع
(1 تصويت)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير فتحدث في خطبته الأولى عن السعي إلى سمو المعالي فقال: السعي إلى المعالي سمة كل مثابر نهاض شمير بعيد المنرعة، له همة تناطح النجوم، وغاية تشامخ الغيوم، يركب المراقي الصعاب، ويناضل لبلوغ الفضائل والمكارم والآراب، لا تثنيه الصوارف عن مرامه، ولا تمنعه العوائق عن غايته.

لا يبلغ العلياء غير متيم.. ببلوغها، يعصي لها، ويطيع
وإدراك المعالي مطلب شاق، لا ينال بالدعة والتمني، ولا يكتسب بالكسل والخمول، ولا يتحصل بالعجز والانقطاع والإحجام .

وقد قالت العرب: المرء بكده، والفرس بشده، والسيف بحده.

ومن سعى إلى المجد بهمة شماء وصريمة محكمة؛ أدرك ما حازه الكمل من ذوي النباهة والنزاهة.

وتحدث فضيلته عن التكاسل عن السعي خلف مطالب الدنيا والأخرة فقال: وكم راغب في علم وما درس، وكم طامح في زرع وما غرس، وكم عازم
على تحبيس أصل وما حبس، وعلة ذلك: التثاقل والتلكو والتقاعس وضعف الهمم وضعف الإصرار والإرادة، وذلك ديدن كل مفرط بطيء النهضة واهن العزيمة حبيس التردد، وتتفاوت المراتب والمنازل بتفاوت الهمم والغايات؛ فهمة رفيعة لا تلحق جيادها ولا تقتفى آثارها، وهمة وضيعة تسامر الأمان وتنادم التواني، والرجال قوالب الأحوال إذا صغروا صغرت وإذا كبروا كبرت، وقيمة كل امرئ ما يطلبه، وذو المراتب العلية والمنازل السنية لم ينالوا ما انعقدت عليه نياتهم ويستوفوا ما امتدت إليه غاياتهم إلا بعد أن احتسوا مرارة المعاناة وتحملوا المكاره واستطابوا الصعاب وركبوا الشدائد؛ ففلفروا بعد لأي وسموا بعد عسر، ودون نيل المعالي هول الليالي، فهل يستوي من وصل بهمته الفراقد، وذوو الهمم الهوامد والنفوس الخوامد والقلوب الجوامد والعقول الشوارد؟ وهل يستوي من تنقل في المراتب تنفل البدر في سعوده ، وارتقى ذروة العلياء ارتقاء الكوكب في منازل صعوده، ، ومن أضاع زمانه في لهوه وسهوه وخموله ورقوده؟.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن تعزيز الثقة في نفوس الناشئة فقال: وفي عصر الإبداع والاختراع الذي جازت به دوله مناكب الجوزاء؛ نحث كل يلمعي ذكي من ذوي النبوغ والتميز والإبداع والموهبة في البلاد الإسلامية على حذق العلوم التي لا يستغى عنها في قوام نظام العالم ومعايش الناس ورقي الدول وتطورها، كعلوم النبات والصناعات والطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات والحساب والفلك وعلوم الأرض وأنظمة الأمن والطيران والصناعات الحربية والتكنولوجيا والتقنية والرقمنة والإدارة الإلكترونية التي أصبحت حتما يفرضه المحيط التنافسي الدولي وتوجبه رعاية الضرورات وتسهيل المعاملات وتذليل الصعوبات على سائر العباد، وغير ذلك من العلوم التي لو خلا بلد عمن يقوم بما حرج أهله وضاعت مصالحه وتعطلت منافعه وتأخر نموه ورقيه .

نشيد بطليعة العلماء والباحثين والمخترعين السعوديين الذين كان لآبائهم وأسلافهم في المجد سجل سجيل، وهاهم يصلون بلادهم مجدا بمجد
وعزا بعز وقد سموا للعلى وبلغو ذروته ووصلوا قمته ونافسوا ذوي النبوغ من سائر البلدان والأوطان.

وإلى مزيد من تعزيز الثقة في نفوس ناشئتنا وتنمية مهاراتهم ورعاية مواهبهم وتحفيزهم؛ حتى يكونوا الرأس المقدم والصدر المعظم، وكيف لا يتحقق ذلك وبلادهم معدن الذكاء والفطنة وينبوع الفهم والحكمة ومهد الرسالة وأقدس الـبلاد ولبها وأجلها، فـلا يعدل شرفها شرف وإن عظم، ولايوازي مجدها مجد وإن قدم.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن أسوأ الناس ونصح الناس الى التحليق نحو العلا فقال: وأسوأ الناس من سقطت همته وضعفت إرادته وفتر عزمه وكل حده، يمد إلى الأمور يدا جذماء، وينظر إليها بعين عمشاء، ويخالط الخملة والسفلة والسقاط المشائيم، ويرضى بالدون، ولا يقنع بالدون إلا من كان دونا.

لا ترض بالذل والدون، ولا تغض الجفون على الهون، ولا تركن عند الأذى والقذى إلى السكون، وحلق نحو العلا وصعد، وأدرس العلم وقيد، واصدح في ميدان العز وغرد، ولا تكسلنك المكاسل، ولا تيأسن ولا تقنطن؛ فهذه تباشير الصباح فاستفق، وهذه تعاشيب الربيع فاستبق، وهذه الغبوقة دونك فاغتبق، وابسط إلى معاهد الشرف كفا وذراعا، ومد إلى ذرى الفضائل باعا، وزن من مكايل المكارم صاعا
وصاعا.
قيم الموضوع
(1 تصويت)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته الأولى عن أنواع العبادات فقال : تعبدنا الله العليم الحكيم بأنواع عديدة من العبادات منها ما هو بدني محض كالصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محض كالزكاة وسائر النفقات.

وهناك عبادة يقوم العبد بأدائها ببدنه مع إنفاق المال فيها فيقال لها عبادة مالية وبدنية ، وهي عبادة حج بيت الله الحرام التي ينفق فيها الإنسان المسلم من أنفس أمواله ويكابد فيها متاعب السفر ومشقته .

ثم تحدث فضيلته عن أيام الحج فقال: في هذه الأيام المباركة يفد المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فإن الحج فريضة من فرائض الدين ، يجتمع فيه المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول اللہ ﷺ ، ويحصل بهذا التجمع منافع كثيرة وتعاون على البر والتقوى ، والمسلمون الوافدون إلى بيت الله حين يحسون بقربهم من الله عند بيته المحرم تصفوا أرواحهم ، وترق قلوبهم وتخشع لذكر الله عند هذا المحور الذي يشدهم جميعاً ، إنها القبلة التي يتوجهون إليها ويلتفون حولها ، يجدون رايتهم التي يستظلون بها ويسيرون تحتها ويرجعون إليها ، إنها راية الإيمان : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » .

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن تجمع الناس للحج دون تفرقة ألوان ولا أجناس فقال: تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار ، يجدون قوة الوحدة وفائدة التضامن تحت راية الإيمان ، وداعى هذا التجمع قوله تعالى : ( وأذن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) والقاعدة الأساسية لهذا اللقاء هي قوله تعالى (وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا ) لا في قليل ولا في كثير ، لا في قول ولا في عمل ، لا في مسيرة ولا في هتافات فارغة ، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وترك كل ما سواه ، فلا يعبد إلا الله ، ولا يدعى إلا الله ، ولا يذكر إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً ، وتسبيحاً وتحميداً ، وتلبية وخضوعاً في هدوء وخشوع ، وسكينة ووقار ، وفي ذل وانكسار ، فاتق الله أخي المسلم واعلم أن الله يراقبك في جميع أوقاتك وفي كل أحوالك ، في ليلك ونهارك ، فالتزم جانب الأدب مع خالقك ، والتزم جانب الأدب في هذه البقاع المقدسة  ، فلا تنتهك حرمتها بمعصية الله فيها ، وقدم أمامك عملا صالحا خالصًا لله نقيًا تجده ذخرا ونورًا أمامك ، وأسأل ربك التوفيق والهداية فانه هو الهادي إلى سواء الصراط
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب لعلكم ).

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن الثناء على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وامر الله للمؤمنين فقال: فيقول الله تبارك وتعالى ( أن الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا……) وثَبَتَ عَنْهُ ﷺ أنَّهُ قالَ: (مَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرًا). وقالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ أفْضَلُ العِباداتِ، لِأنَّ اللَّهَ تَعالى تَوَلّاها هُوَ ومَلائِكَتُهُ، ثُمَّ أمَرَ بِها المُؤْمِنِينَ، وسائِرُ العِباداتِ لَيْسَ كَذَلِكَ.
اللهم صل وسلم تسليما على عبدك ورسولك محمد.
يالها من رتبة عالية ويا له من تعظيم وتشريف ، لا يدرك كنهه ، تترد به جنبات الوجود ، وتتجاوب له أرجاء الكون ، ويشرق له مابين السماء والأرض بثناء المولى سبحانه وتعالى على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما.

قال الإمام القرطبي رحمه الله : هَذِهِ الآيَةُ شَرَّفَ اللَّهُ بِها رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلامُ حَياتَهُ ومَوْتَهُ، وذَكَرَ مَنزِلَتَهُ مِنهُ، وطَهَّرَ بِها سُوءَ فِعْلِ مَنِ اسْتَصْحَبَ فِي جِهَتِهِ فِكْرَةَ سُوءٍ، أوْ فِي أمْرِ زَوْجاتِهِ ونَحْوَ ذَلِكَ .
أيها المسلمون : أن أعظم النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بهديه والاستنان بسنته ونشر فضائله والتعريف بسيرته وإذاعة قيم الإسلام وتعاليمه.

واختتم فضيلته خطبته الثانية عن من يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: وإن المحاولات الإجرامية للإساءة للنبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم وعلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، لن تضر الجناب النبوي الكريم بشيء ولا الدين الإسلامي كذلك فقد رفع الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما ذكره وجعل الذل والصغار على من خالف أمره وفتح له الفتح المبين وعصمه من الناس أجمعين وكفاه المستهزئين. والآفات التي كانت سببا في هلاك أولئك المستهزئين مشهورة في التأريخ ، وأعطاه الله عز وجل الكوثر وجعل شانئه هو الأبتر. واستنكار المسلمين لهذه الإساءة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليما . وأناشد دول العالم والمنظمات الدولية بالتحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .

فاتقوا الله أيها المسلمون ، واجعلوا أعمالكم وأقوالكم خاضعة لأحكام الإسلام ، واستقيموا على توحيدالله وطاعته تفلحوا .
IMG 20220617 133116 844IMG 20220617 133123 015IMG 20220617 133111 483IMG 20220617 133119 892
قيم الموضوع
(0 أصوات)
‏تلقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خطاب شكر من سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وذلك بمناسة إقامة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لندوة (الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما)، التي أقميت في المسجد الحرام.

وشكر معاليه سماحة المفتي على هذه اللفتة المباركة منه مؤكداً أن جهود سماحته الدائمة في خدمة العلم والعلماء، لها الأثر البارز في إثراء المنظومة العلمية في الحرمين الشريفين، ولا سيما ما جاء من توجيهات سديدة لسماحته في التمسك بالمنهج الوسطي المعتدل المستمد من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وفي ختام حديثه رفع معالي الرئيس العام أكف الضراعة إلى الله -عز وجل- بأن يبارك في جهود سماحته وأن يجعل ما يقوم به في موازين أعماله الصالحة.
قيم الموضوع
(5 أصوات)

تناول كتاب "المحصل في تفسير سور المفصل (سور ق، الذاريات، الطور)"، والذي قام بتأليفه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عددٍ من الفوائد للآيات القرآنية التي ذكرت في سورة ق، والذاريات، والطور، ومن بين هذه الفوائد أن هذا القرآن جاء بالإعجاز في حروفه ومعانيه، ومن أوجه إعجازه: الحروف المُقَطَّعَة، وهي مِمَّا استأثر اللهُ -تعالى- بعلمه، وفضلُ القرآن الكريم وعِظَم منزلته؛ فالقَسَم دليل على شَرَف وعظمة المُقسم به، وأن القرآن الكريم واسع العطاء والنَّماء والخيرات والبركات والهدايات؛ فلا خير إلا ودَلَّ عليه، ولا شَرَّ إلا وحَذَّر منه، وأهمية مجادلة الكافرين وإثبات الحقائق لهم بالعلم والوحي والعقل والأثر والنظر والاستدلال، وكلُّ ذلك بالحكمة والبصيرة، وإثبات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه من العرب ومن قريش، ودأبُ الكافرين -في كل زمان ومكان- التعجبُ من الحق وإنكاره، وعدم قبوله، بل رَدُّه ومعاندته، وإثبات الموت والبعث والنشور، وأنه داخل في قدرة الله تعالى، وأن من أساليب الصادِّ عن الحق: الإتيان بمسوغات ليُلَبِّس الحق على بعض من قلَّ علمه، بمعنى: إذا أصبح الإنسان شتاتًا رفاتًا في الأرض؛ فكيف يكون رجوعه؟!، وإثبات علم الله ¸، وأن علمه يشمل كل شيء؛ ما يتصوره الإنسان وما يَعجز عن تصوره، وإثبات اللوح المحفوظ، وأنه مُسَجَّل فيه كل ما جرى ويجري، ففيه محفوظ شقاء العباد وسعادتهم، وإثبات أن القرآن الكريم حَقٌّ لا يعتريه الباطل بوجه من الوجوه، وأنه محفوظ بحفظ الله تعالى، وأهمية استثمار العبد عقله وفهمه فيما يُقَرِّبه إلى الله تعالى، وفي إثبات الحق والنبوة والبعث والنشور.
كما تناول الكتاب الفوائد التي جاءت من الآية (6 – 11)، الحث على النظر في ملكوت الله وفي خلقه وكونه؛ للتفكر والتأمل في بديع خلق الله تعالى، والإنكار والتوبيخ لمن صرف نظره عن الاستدلال بالشواهد والآيات الساطعة على عظيم قدرة الله -تعالى- استكبارًا وجحودًا، وإثبات عُلو الله على خلقه، وأهمية النجوم، وأنها من آيات الله الدالة على قدرته تعالى، وزُيِّنت بها السماءُ، وسَمْكُ السماء وزينتها وبديع صنعتها، والأرض وما فيها من الرواسي والنبات وأنها شواهد على عظم قدرة الله واستحقاقه للألوهية، وإثبات صفة الرزق لله، وأنه هو الرازق وحده دون سواه، وإثبات البعث بعد الموت، وقدرة الله -تعالى- على الإعادة، وهي أهون عليه، وقد خلقهم أول مرة، وأن من المخلوقات ما هو أعظم من خلق الإنسان؛ فمن قَدر على خلق تلك المخلوقات يسهل عليه البعث والنشور.
وجاءت من فوائد الآيات (12 – 14)، في سورة ق تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بأخبار الرسل السابقين، والدعوة إلى الاعتبار؛ ففي قصص السابقين عبرة للمكذبين الَّذِين كذَّبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألَا تخشون أن يَحِلَّ بكم ما حَلَّ بمن كذَّب رسل الله قبل محمد: نوحًا، وعادًا، وثمود، وفرعون، ولوطًا، وسائرَ الأنبياء؟!، والوعيد الشديد لمن كذَّب رسولًا، وأن من كذَّب رسولًا كذَّب المرسلين جميعًا، وإثبات وعدِ الله¸ للمؤمنين ووعيدِه على الكافرين.
فوائد الآيات من (15-18) إثبات البعث بعد الموت، وأن إعادة الخَلق أهون من بدايته؛ وإثبات خَلق الله للإنسان، وعِلمه المحيط بكل شيء حتى الوساوس وحديث النفس، والحث على مراقبته، لا سيما فيما يلفظ العبد من الأقوال؛ فيحذر من الكلام في الأعراض: في أعراض الصالحين، أعراض الأخيار، أعراض ولاة الأمر، أعراض العلماء، أعراض الدُّعاة إلى الله وأهل الخير، أعراض أهل الحِسبة، بل أعراض المسلمين جميعًا كلها، وأن كل ما يعمله الإنسان مكتوب مسجل، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، وأن الله كما خلق الإنسان خلق عمله، ووجوب توقير الله، وأن على العبد -وهو يفعل الحسنات والسيئات- أن يستشعر مخافة الله؛ فإذا فعل السيئة -أو تَذَكَّر قبل أن يهُمَّ بها- فعليه أن يتوب إلى الله ويستشعر رقابته سبحانه، وإثبات وجود الملائكة، وأنهم يقومون بأعمال عظيمة؛ منها: حِفظ الناس، وتدوين أعمالهم، وأن فيهم الرقيب والعتيد، ورحمة الله بعباده: أن هيأ لهم الملائكة، وفتح لهم أبواب التوبة، حتى تُمحى هذه السيئات، وتوقير الجلساء، واستشعار معية هؤلاء الملائكة للإنسان؛ فيستحي منهم ويتأدَّب معهم، ويُكثِر من الحسنات ويتجنَّب السيئات.
أما باقي الآيات فجاءت فوائدها إثبات الموت، وأنه حقٌّ يقينيٌّ لا مِراء فيه، وأن الغافل والمعرِض في منأى وحَيْدَةٍ عن طريق الحق، وإثبات البعث، وإثبات الملائكة، وحِفْظُ الله الأعمال العباد، وكتابة وإحصاء ذلك، وفيه إثبات أن الكفار والغافلين يرون هذه الحقيقة والبعث بكل قوةٍ وحِدَّة بصر، ولا يمكن أن يحيدوا أو يغفلوا عنها، وأن الإنسان لا يبقى له إلا عمله الصالح، وإلا فشيطانه سيتبرَّأ منه، فعلى الإنسان أن يتبرَّأ من الشيطان قبل أن يتبرَّأ الشيطان منه، وإثبات ما تُدوِّنه الملائكة، وإثبات وجود النار، واستحقاق الكفار للنار -والعياذ بالله-، ومن صفات أهل النار: (الكفر، والعناد، ومنع الخير، والاعتداء، والرِّيبة، والشرك بالله)، وأهل النار يختصمون فيها، وأن ذلك حقٌّ، وعدل الله؛ فما كان ليُهلك القرى إلا وأهلها ظالمون، والدعوة إلى الاعتبار بمآل مَن سلف ممن انهمكوا في الضلالة والطغيان، وأنه مهما بلغ الإنسان من القوة الجسدية، والنبوغ الفكري، والذكاء الألمعي، والثراء المادي؛ فلا محيص له من قضاء الله ï وقَدَره إذا نزل وحَلَّ، وأن توحيد الله والإيمان برسله سببُ أمنِ العبد في الدنيا ونجاته في الآخرة، وأنه لاينتفع بالمواعظ إلا مَن استمع إليها فوعاها، وتعَقَّلها بعقله، وتفهمها بلُبِّه، وتقرير المعاد والبعث والنشور؛ لأنَّ مَن قَدر على خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن- قادرٌ على أن يحيي الموتى بطريق الأَوْلَى، وتنزيه الله عن صفات النقص، ومما لا يليق به، وجوب الصبر على مشاق الدعوة إلى الله، فبالصبر تُنال الإمامة في الدين، وأن مما يعين العبد على الصبر وتحمل المشاق ومكابدة الصعاب: الصلاة وكثرة ذكر الله، ومشروعية الذكر والدعاء بعد الصلاة فُرادى، وتقرير البعث والنشور، وتفصيل مبادئه، وإثبات الجزاء والحساب، وبيان عظيم قدرة الله؛ فلا يعجزه شيء، تسلية للدعاة إلى الله فيما يلاقونه من الأذى والصد في سبيل الدعوة، وأن مهمة الداعي تبليغ الدعوة إلى الله برفق ولين، دون تجبر وتكبر، وأمر هداية المدعوين إلى الله ، وحسابهم عليه، أن أعظم ما يوعظ به العباد، ويوقَظ به القلب، ويخوف به ويذكَّر، ويدل على الله، ويقرب منه: هو القرآن الكريم، ولا يستفيد من القرآن الكريم وبشاراته ونذاراته إلا مَن اتبعه وعمل بمقتضى أوامره ونواهيه، وتناسق بداية السورة مع خاتمتها؛ فافتتحت بالقَسَم بالقرآن الكريم، واختتمت بالتذكير بالقرآن الكريم؛ ليتناسق البدء مع الختام.
أما الفوائد التي جاءت في سورة الذاريات عظمة الله، وأنه -سبحانه- خلق هذه المخلوقات التي ذكرها في بداية هذه السورة، وذكر الرياح وفوائدها -كذلك السُّحب وما فيها من المطر- دلالة على عظمته، وامتنان على العباد بها، وإثبات الملائكة، وأنهم مؤتمرون بأمر الله؛ يسبحون بحمده، ويقومون بما أمرهم الله للخلائق من الوظائف، وبيان عظمة المخلوقات والآيات الكونية التي أقسم بها الله سبحانه، ولله أن يقسم بما شاء من خلقه، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم إلا بالله، وينبغي على العباد أن يتنبهوا لهذا؛ لأنه قد يجري على بعض ألسنة الناس القسم بغير الله، وهذا مخالف لصحيح الاعتقاد، وفي الآيات السابقة لفت لأنظار المكلفين أن يتأملوا في آيات الله الكونية، وإثبات البعث والنشور والآخرة، وإثبات الجزاء والحساب والثواب والعقاب في الآخرة، وإثبات عظمة خلق السماء؛ وتزيينها بالنجوم وهذا الخلق العجيب، وبيان كذيب المكذبين، واختلافهم في ذلك؛ حينما نزل عليهم القرآن وبُعث فيهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكذا حالهم إلى يومنا هذا؛ وبيان مصير المكذبين، وهو اللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله، وإثبات عذاب النار واستحقاق الكافرين لدخول النار، والعياذ بالله؛ وبيان أنَّ من تحققت فيه الصفات المذكورة في الآيات، وبيانٌ بأن الله إنما خلق الخلق في هذه الحياة للعبادة وللقيام بتقواه، ثم أعد الجنان للمؤمنين، والعذاب للكافرين، والعياذ بالله، ودعوة للمسلمين جميعًا إلى الحرص على صلاة الليل، فلقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، وحَثٌّ على تَحَرِّي وقت السحر، والإكثار من الدعاء والاستغفار والتوبة في هذه الأوقات العظيمة؛ فيدعو المسلم لنفسه وللمسلمين بصلاح أحوالهم وحقن دمائهم واستتباب أمنهم واستقرارهم، والجمع بين العبادات البدنية والعبادات المالية، وبين الفرائض والنوافل، وأن التفكر بابٌ عظيم من أبواب الإيمان، وقد رَتَّبَ الله عليه الجزاء العظيم، ودعوة للتأمل في عجيب خلق الله -تبارك وتعالى- للإنسان، ودعوةٌ للسعي في طلب الرزق -وتعاطي الأسباب والبذل في تحصيل الرزق- بفعل الأسباب المشروعة، وأن البعث والجزاء والنبوة والقرآن حقٌّ لا يُمكن أن يُشك فيه، وبيان مكانة وفضل إبراهيم الخليل، حيث ابتدأ الله قصته بما يدل على الاهتمام بشأنها والاعتناء بها؛ فحين تَرِد القصص تجد قصة إبراهيم أول القصص، وهذا دليل على مكانته بين الأنبياء؛ فهو أبو الأنبياء وإمام الحنفاء، ومشروعية الضيافة، فقد ورد عن بعض أهل العلم؛ كالإمام أحمد القول بوجوب ذلك، بل بعضهم ذهب إلى أن الَّذِي ينزل ضيفًا ولا يستضاف له أن يخاصم عند القضاء، ويُلزم القاضي الخصم بإكرامه مدة ثلاثة أيام؛ وصف الله -سبحانه- الملائكة بكونهم ضيوفًا، ولم يكونوا كذلك، إكرامًا لإبراهيم في حسابه وظَنِّه، فلم يُكذبه الله تعالى في ذلك، وبيان أدب إبراهيم وحُسن لطفه في الحديث؛ وبيان كرم وسخاء نبي الله إبراهيم ؛ حيث بادر إلى إكرامهم، لما اشتهر عنه من الكرم، ولأن الضيافة من آداب الدِّينِ، وكان في إعداده الطعام لهم في غاية الأدب والتكريم والسمو؛ حيث انطلق إلى منزله كالمستخفي من ضيفه؛ لئلا يَظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام، واختار الأجود، فقدَّم إليهم الطعام الدسم، وهو عجل سمين مشوي على الحجارة المحماة، وعرض عليهم الأكل بتلطف وعَرْض حَسَن دون أمر، وأهمية الدعوة إلى توحيد الله؛ لأن رسل الله ومنهم موسى، أرسله الله بالتوحيد والإيمان؛ فدعا فرعونَ إلى توحيد الله وربوبيته وألوهيته، فما كان من فرعون إلا أن اعترض؛ لأنه يدعي أنه الرب وأنه الإله، وهو في الحقيقة العبد الضعيف بين يدي الله تبارك وتعالى، ونصر الله لرسله ومَن سار على دربهم في كل زمان ومكان، وانتقام الله مِمَّن كذبوا دعوة الرسل، وأن نهايتهم العذاب في الدنيا والنار في الآخرة، وأهمية الرفق في الدعوة، فإذا كان مَن ادعى الربوبية وادعى الألوهية -وهو من أهل الظلم والجبروت والطغيان- يُدعى باللِّين؛ فكيف بغيره؟! كيف بالجاهلين أو الغافلين أو عصاة المؤمنين أو غيرهم؛ ممن ينبغي التلطف بهم في الدعوة لأجل أن يدخلوا في دين الله أو يسلكوا الصراط المستقيم، فليس شأن الداعية الغِلظة ولا العنف ولا حمل السلاح، وإنما هو رحمة ورِفق ولِين بالمدعوين، وكذلك لا بد من الصبر والتضحية وعدم الاستعجال للنتائج، وفي قصة عادٍ ونبيِّ الله هود آية وعِبرة، وهي عبرة لكل الناس حتى آخر الزمان، وعبرة لأمة محمد ؛ فلا يأمن أحدٌ كَذَّب الحق وخالف دعوة الرسل، فالذي أهلك عادًا بالريح، وأهلك ثمود بالصيحة، وأهلك فرعون بالغرق، وقوم نوح بالغرق- قادر على أن يهلك كل من خالف دعوة الحق في كل زمان ومكان، وعظة وعبرة للمكذبين الَّذِين يَغترون بجبروتهم وقوتهم حال صحتهم وقوتهم؛ فيحملهم ذلك على الاستكبار عن قبول الحق، وفي قصة ثمود وقصة نبي الله صالح أهمية الامتثال لأمر الله وأمر رسوله ، ومكانة الرسل ووجوب طاعتهم؛ فإنما أَمروا بأمر الله تبارك وتعالى، وبيان طغيان قوم ثمود مع ما أعطاهم الله من القوة والجبروت ونحت الجبال، وتكذيبهم بالآية التي أرسلها الله لهم، وما يحصل من نتيجة تكذيب دعوة الرسل: هو أن النصر للمؤمنين والعاقبةَ للمتقين، والعذابَ والنكالَ للمخالفين والمعرضين عن دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأنه حينما يأتي العذاب لا يستطيع الإنسان دفعه، وإذا كانت هذه قوة الله؛ أليس جديرًا بالعباد الإيمان به وعبادته، والانطراح بين يديه وسؤاله تفريج الكروب ودفع المضار وجلب المنافع، في قصة نوح آيات وعِبر؛ منها: الصبر في الدعوة إلى توحيد الله، والتضحية في سبيل ذلك؛ فكم لبث نوح في قومه؟ تسعمائة وخمسين سنة؛ وهذه المدة الطويلة من دعوة نوح: تسلية للدعاة والعلماء في الثبات على ما هم عليه.
أما الفوائد التي وردت في سورة الطور فمنها ‏ ‏إقسام الله تعالى بأشياء خمسة: هي (الطور، والكتب المنزلة، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور)؛ تشريفًا لها وتكريمًا، والقسم بالشيء يدل على شرف المُقسَم به، والقَسَم المذكور في مطلع السورة فيه دلالة على وحدانية الله وعلى وجوب الإيمان به، وعلى وجوب إفراده -سبحانه- بالعبادة، وإثبات الألوهية له سبحانه، والحكمة والعلم عند الله في اختيار المواضع الثلاثة: (الطور، والبيت المعمور، والبحر المسجور) كونها مواضع ثلاثة أنبياء، انفردوا فيها للخلوة بربهم، والخلاص من الخَلْق، ومناجاة الله وخِطابه؛ لما خُتمت سورة الذاريات بتحقيق الوعيد افتُتحت سورة الطور بإثبات العذاب الَّذِي هو رُوح الوعيد؛ وبيان بعض صفات المكذبين، كما في مطلع هذه الآيات؛ وفي الآيات بيان لما يلاقيه المكذبون؛ حيث يُدفع أهل النار إليها يوم القيامة دفعًا عنيفًا شديدًا، فيقال: إن خزنة النار يَغلون أيديَهم إلى أعناقهم، ويَجمعون نواصيَهم إلى أقدامهم، ويَدفعونهم إلى النار دفعًا على وجوههم وزَجًّا في أقفيتهم، وفي الآيات تقريع وتهكم بالمكذبين، فإذا دنوا من النار قالت لهم الخزنة للتوبيخ والتقريع والتهكم، وفضل التقوى، وما أعده الله لأهل التقوى في الجنات من النعيم المقيم، فلقد ذكر الله مما يكون في نعيم الجنة وبيان فضيلة الإيمان، وأهمية تربية الآباء للأبناء؛ وذلك لأن في الدنيا لا يُدرك الصغير التابع مساواة المتبوع، وإنما يكون هو تابعًا والأب أصلٌ؛ لفضل الساعي على غير الساعي، وأما في الآخرة فإذا ألحق اللهُ -بفضلِه- ولدَه به جعل له من الدرجة مثل ما لأبيه، ويُلحق الله الذرية الصغار والكبار بالآباء، والآباء بالذرية في المنزلة والدرجة في الجنة تكريمًا من الله وتفضلًا وإحسًانا؛ لتقر أعين الآباء بهم، ولا ينقص الأبناء من ثواب أعمالهم لِقِصَر أعمارهم، ولا ينقص الآباء من ثواب أعمالهم شيئًا بإلحاق الذريات بهم، وذلك بشرط الإيمان من الأصول والفروع، وزيادة كرمٍ من الله وفضل يُمد المؤمنين بأنواع الفاكهة واللحوم المختلفة -حسبما يشتهون- غير الَّذِي كان لهم، ويتناول بعضهم من بعض كأسًا، وهو إناء الخمر، وكل إناء مملوء من شراب وغيره، وهو المؤمن وزوجاته وخدمه في الجنة، وبُنِيت دعوة الرسول على الإخلاص، وهكذا دعوات الأنبياء والمرسلين جميعًا، وفي الآيات تسلية للنبي ؛ كأن الله -سبحانه- يقول له: يا محمد، قد قمت بالدعوة إلى دين الله ، ولم تُرد من هؤلاء أجرًا؛ فاستمر على القيام بالدعوة إلى الله، وبيان شأن الكفار وأنَّ ديدنهم العناد ومكابرة المحسوسات؛ حتى إنهم لو رأوا بأعينهم أمارات العذاب النازل عليهم من السماء- كالشهب والصواعق- لما أيقنوا وظلوا على كفرهم، وللكفار عذابان: عذاب جهنم في الآخرة، وهو الأدهى والأمَرُّ؛ لأنه عذاب خالد دائم، وعذاب في الدنيا قبل موتهم، وهو أخف من عذاب الآخرة بالتعرض لمصائب الدنيا من الأوجاع والأسقام وأنواع البلايا المتنوعة، والصبر مفتاح الفرج؛ لذا أمر الله نبيَّه وكلَّ مؤمن بالصبر على قضاء ربه فيما حمَّله من رسالته.

cdc1ed8c 0845 4bf2 807f ea9aa8aa9c9a