قدم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه وباسم أئمة وعلماء الحرمين، ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي واجب العزاء إلى شيخ المؤذنين في المسجد الحرام الشيخ علي ملا في وفاة كريمته. 
سائلا الله -تعالى- أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.

اعتمد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، جدول توزيع أئمة المسجد النبوي، خلال إجازة العيد والصيف.
وأكد معاليه على حرص ولاة الأمر الميامين -حفظهم الله ورعاهم- في تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة في إطار يخدم رؤية المملكة العربية السعودية 2030، كما رفع معاليه شكره لولاة الأمر -حفظهم الله- على دعمهم وعنايتهم بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وتهيئة أفضل الظروف لضيوف الرحمن لأداء مناسك الصلاة والزيارة بالمسجد النبوي الشريف.

وأكد معاليه أن الرئاسة ووكالتها لشؤون المسجد النبوي تعمل بأقصى طاقتها لتوفير البيئة الإيمانية الخاشعة لقاصدي الحرمين الشريفين خلال إجازة عيد الأضحى وإجازة الصيف، وتسخير جميع الخدمات اللازمة وفق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله.


استقبل سعادة وكيل الرئيس العام للتخطيط الاستراتيجي والمبادرات وتحقيق الرؤية الأستاذ نايف بن مشهور المطرفي، ووكيله المساعد سعادة المهندس تركي بن عبدالله مليباري، أعضاء برنامج خدمة ضيوف الرحمن في الحرم المكي، بالتنسيق مع وكالة المشاريع والدراسات الهندسية ووكالة الشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق، للقيام بجولة ميدانية في الحرم، بهدف إيجاد مبادرات ومشاريع تخدم ضيوف الرحمن، وترفع من مستوى الخدمات المقدمة.

كما اشتملت الجولة على زيارة لمركز العمليات للبحث في فرص التطوير، ومناقشة لمقترحات مجموعة من المبادرات والخدمات التي من شأنها مساعدة القاصدين في أداء مناسكهم، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية على كافة المجالات، التي تخدم ضيوف الرحمن، ويأتي ذلك في إطار التعاون المستمر بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بالوقوف ميدانياً وتلمس احتياجات القاصدين، وفق تطلعات القيادة الرشيدة حفظها الله.

أوصى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال درسه بالمسجد الحرام ضيوف الرحمن بالاحتياط لصحتهم خلال جائحة كورونا .

وبين معاليه بأنه لا حرج في لبس الكمامات حال الإحرام داخل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وذلك للمحافظة على سلامتهم وسلامة الآخرين .

وفي الختام دعا معاليه لضيوف الرحمن بأن يتقبل الله صالح أعمالهم وان يتقبل حجهم وان يغفر ذنوبهم ويحميهم من الأمراض.

أوصى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ضيوف الرحمن بتوحيد الله والانصياع لأوامره وإشغال النفس بإتمام وتعظيم الشعائر في الحج ، جاء ذلك خلال درس معاليه الدوري في رحاب بيت الله الحرام .

وأكد معاليه أن التوحيد سمة من سمات هذا الدين الحنيف وأن خير البرية نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بعث لإرساء قواعد التوحيد ونبذ الشرك والانحراف والبدع ، مشيرا معاليه أن من موجبات إتمام شعائر الحج إتمام التوحيد والإخلاص لله وحده .

مختتما معالي الرئيس العام بالدعاء ان يكلل هذا الحج بالنجاح ، وأن يعم على ضيوف الرحمن الرحمة والسكينة والغفران .

أوصى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال إلقائه لدرسه في رحاب بيت الله الحرام الحجاج بعدد من الوصايا التي تسهل لهم إتمام شعائرهم ومناسكهم وتساهم في تعظيم هذه الشعيرة .

وقال معاليه خلال إلقائه لهذه الوصايا ( إخوتي حجاج بيت الله الحرام: يامن تَجَشَّمْتُم الصِّعاب ، واسْتَسْهلتم الشدائد الصِّلاب، وجئتم من كُلِّ قُطْر سحيق، وسَلَكْتم كُلَّ فجٍّ وطريق ، إليكم هذه الوصايا:

الوصية الأولى : توحيد الله - سبحانه ، وإفراده بالعبادة ، دون سواه ، كما قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}[الحج:26] ، فأَعْظَمُ مقاصد الحج ومنافعه: تحقيق التوحيد ، وتخليصه من التنديد ، فالتوحيد أولاً وآخراً ، والعقيدة ابتداءً وانتهاءً ، يقول جلَّ في علاه :{ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام:162-163] .
الوصية الثانية : تحقيق الإخلاص لله - تعالى - فعليكم ـ يارعاكم الله ـ بالإخلاص ، فهو القاعدة والأساس ، وليس إلاَّ به الفلاح والنجاح والخلاص ، قال تعالى : { قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي }[الزمر:14]: وقال سبحانه : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3] ، وقال : (( إنما الأعمال بالنِّيات )) [خرّجاه في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه].
الوصيـة الثالثـة : تحقيق المتابعة للحبيب المصطفى، كمـا وصَّى الله - سبحانه وتعالى - بقوله جَلَّ من قائل :{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7] ، وفي قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31].
الوصية الرابعة : الاستمساك بالتقوى ، فَبِالتَّقْوى كل أمرٍ يَزْكُو ويَقْوى ، ويبلِّغكم بإذن الله جنَّة المأوى . وهي : امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، بفعل كل مأمورٍ به ، وترك كل مَنْهِيٍّ عنه ، حسب الطاقة .
الوصية الخامسة : استشعار عظمة هذه الفريضة الجليلة ، وإنزالها المكان الأرفع من شعائر الإسلام، فهي الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهو تمامه وكماله ، وختامه لكل مسلم . ومن أدَّاه مُوافقاً لهدي المصطفى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمُّه.
الوصية السادسة : وجوب تعظيم مكانة البيت العتيق ، واستشعار قداسة هذه البقاع ، وأنَّها أشرف وأطهر ، وآمن بقعة على وجه البسيطة ، وأنَّ لها خصائص وفضائل جُلَّى ، جاء بها الشرع الحنيف ؛ فلا يُسْفَك فيها دم ، ولا يُعْضَدُ شجرها ، ولا ينفَّر صَيْدها ، ولا تُلْتَقَطُ لقطتها إلاَّ لمن ١عرَّفها ، فالشجر والإنسان والنَّبات والحيوان في مأمن تامٍّ من الخوف والأذى ، فكيف بالمسلم ؟! ، قال - جلَّ في عليائه - : { وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } [آل عمران:97] ، فلا يجوز أبداً أن يُحَوَّل هذا المكان الحرام ، إلى ما يُنافي مقاصد الشريعة ومآلاتها، فلا يُرفع في أرجائه شعارٌ إلاَّ شعار التوحيد الخالص لله، ولا يَحِلُّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يروِّع الآمنين ، أو يُعَكِّر صَفْوَ الخاشعين ، أو يصرف هذا الركن العظيم عن غايته وحقيقته ، إلى مآرب مشبوهة، تخالف شرعة الإسلام، وهدي خير الأنام.
١الوصيَّة السابعة : الاستعداد لهذا الركن بالعلم النافع والفقه في أحكامه ، والتبصُّر في أدائه ، يقول - سبحانه - في شرف العلماء وقَدْرِهم :{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ، ويقول عليه السلام: ١(( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) [خرّجه الشيخان من حديث معاوية ] ، ويقول : (( من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهه في الدِّين )) [خرّجه الشيخان من حديث معاوية رضي الله عنه ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب برقم67].
الوصية الثامنة : الاستقامة في السلوك، وطهارة الجوارح من الآثام والمعاصي، فإنهما سبب الخسران والمآسي ، يقول الباري سبحانه : {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ }[البقرة:197] ، والرّفث: كُلّ ما يُسْتَحْيَى من ذِكْرِه من أمور الجماع ومُقَدِّماته ، وأَمَّا الفُسُوق فهو : الوقوع في الذنوب والمعاصي ، قليلة كانت أو كثيرة .
الوصية التاسعة : السعي الحثيث لتحقيق بِرِّ الحج ؛ والحج المبرور - كما قال أهل العلم - هو: الذي لا يُخالطه شيء من المآثم.
الوصية العاشرة : التحلِّي بالآداب الشرعية الرفيعة السامية ، والأخلاق العالية ، والتخلِّي عن كُلِّ ما يخالف الخُلُق والأدب مع الله سبحانه ، أو مع عباده ، يقول : (( إنَّ المؤمن لَيُدْرِك بِحُسْن خُلُقِه درجة الصائم القائم )) [رواه الإمام ابن حبان برقم1927] ، ويقول  : (( أَكْمَلُ المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً )) [الإمام أحمد برقم 7402] ) .

واختتم معالي الرئيس العام هذه الوصايا بقول ( أخي الحاج الكريم: ومما أسترعي إلَيْه جلّ اهتمامك ، وجوب الحذر من إيذاء إخوانك المسلمين ومضايقتهم ، سواء باليد أو اللسان ، بالقول أو الفعل ، كالمزاحمة والإيذاء في الحرم وفي الطرقات وعند الأبواب، وعند الرمي ، وفي كل المشاعر ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [الأحزاب:58] ، فالحَجُّ مدرسة لتعليم الأخلاق الكريمة والسجايا السمحة ، والشمائل النبيلة : مِن الصبر والتَّحَمُّل والتعاون والإيثار ، بعيداً عن العنف والغلظة ، وطوبى لمن عَقَلَ لسانه وكَفَّه ، وأطلَق في هذه الأيام المباركات بالخير بَنَانه وكَفَّه!! ويجمع هذه الطائفة من الأخلاق الشَّفِيفَة ، قوله الجامع : (( مَثَلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمَّى )) [رواه البخاري برقم6000] ) .
أوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال درسه بالمسجد الحرام عدداً من النوازل والمسائل الفقهية المعاصرة في شعائر الحج .

وبين معاليه (8) مسائل فقهية معاصرة في النوازل التي قد تطرأ في موجبات الحج ونواهيه ، حيث أشار معاليه إلى الإحرام بالإزار المخيط ، ولبس الكمامات حال الإحرام ، واستعمال المنظفات المعطَّرة للمحرِم ، والاستظلال بالشمسية وما كان في معناها للمحرم ، والعجز عن المبيت بمزدلفة ، وبمنى ليالي التشريق ، والرمي قبل الزوال أيام التشريق ، وحكم الاستعاضة عن ذبح الهدي بالتصدق بقيمته ، حيث كانت الإجابة عن هذه المسائل بآراء أهل العلم واتفاقهم بالأحكام الجائزة وأفعال السلف الصالح .
ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه في رحاب المسجد الحرام بعنوان: (التعليق على آيات الحج من تفسير السعدي شرح حديث جابر -رضي الله عنه- من عمدة الأحكام التعليق على زاد المعاد لابن القيم "الحج").

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: "أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ , وَقَدِمَ عَلِيُّ رضي الله عنه مِنْ الْيَمَنِ. فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ: أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً, فَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا, إلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ إلَى «مِنىً» وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ, وَلَوْلا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لأَحْلَلْتُ، وَحَاضَتْ عَائِشَةُ. فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا, غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طَهُرَتْ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , يَنْطَلِقُونَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ, وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ: أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ".

وشرح معاليه أن حكم الحج في الأيام واجب مرة واحدة في العمر، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ودليله من الكتاب قوله تعالى :{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }[آل عمران:97]، ومن السنة قَوله صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ" وذكر منها "وَحَجِّ الْبَيْتِ" [أخرجه الشيخان]، قال ابن المنذر: "أجمعت الأمة على وجوب الحج في العمر مرة واحدة".

مواقيت الحج:

تعريف الحج: الحج لغة: القصد.

وشرعا: قصد بيت الله الحرام لأعمال مخصوصة في زمن مخصوص.

تعريف المواقيت: جمع ميقات وهو في اللغة، كما جاء في الصحاح: الوقت المضروب للفعل والموضع، وقد استعير الوقت للمكان، ومنه مواقيت الحج لمواضع الإحرام.

وشرعا: " مواضع وأزمنة معينة لعبادة مخصوصة"، وتنقسم إلى قسمين:

الأول: الميقات الزماني للإحرام بالحج:

ذهب أبو حنيفة والشافعي، وأحمد إلى أن وقت الإحرام بالحج: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة.

وذهب مالك إلى أن وقت الحج: شوال، وذو القعدة، وشهر ذي الحجة إلى آخره.

وبين معاليه بأن من ما يستفاد منه من الحديث:
مشروعية الأنساك الثلاثة: التمتع، والقِران، والإفراد، إذ أقر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها كلها.

الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حج قارنا، فهو أفضل وأكمل، لمن ساق معه الهدي.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي أن يفسخوا حجهم إلى عمرة، وهو الأفضل في حق من لم يسق الهدي.

جواز تعليق الإحرام بإحرام الغير، فإن عليا رضي الله عنه علَّق إحرامه بإحرام النبي صلى الله عليه وسلم.

جواز فعل المناسك للحائض، ماعدا الطواف بالبيت لاشتراط الطهارة في الطواف.

جواز الإتيان بالعمرة بعد الحج، ولا تسنُّ، لأنه لم يقع من الصحابة إلا من عائشة مرة واحدة، ولم ينقل عنها أنها فعلتها بعد ذلك.

أن الإحرام بالعمرة لمن كان بالحرم يكون من أدنى الحل، لأن العمرة جميع أعمالها في الحرم، فيخرج للحل للجمع فيها بين الحل والحرم.

وأوصى معاليه حجاج بيت الله الحرام قائلاً:إخوتي حجاج بيت الله الحرام: يامن تَجَشَّمْتُم الصِّعاب ، واسْتَسْهلتم الشدائد الصِّلاب، وجئتم من كُلِّ قُطْر سحيق، وسَلَكْتم كُلَّ فجٍّ وطريق ، إليكم هذه الوصايا:
الوصية الأولى : توحيد الله - سبحانه ، وإفراده بالعبادة ، دون سواه ، كما قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}[الحج:26] ، فأَعْظَمُ مقاصد الحج ومنافعه: تحقيق التوحيد ، وتخليصه من التنديد ، فالتوحيد أولاً وآخراً ، والعقيدة ابتداءً وانتهاءً ، يقول جلَّ في علاه :{ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام:162-163] .


الوصية الثانية : تحقيق الإخلاص لله - تعالى - فعليكم ـ يارعاكم الله ـ بالإخلاص ، فهو القاعدة والأساس ، وليس إلاَّ به الفلاح والنجاح والخلاص ، قال تعالى : { قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي }[الزمر:14]: وقال سبحانه : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3] ، وقال  : (( إنما الأعمال بالنِّيات )) [خرّجاه في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه].

الوصيـة الثالثـة : تحقيق المتابعة للحبيب المصطفى  كمـا وصَّى الله - سبحانه وتعالى - بقوله جَلَّ من قائل :{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7] ، وفي قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31].
الوصية الرابعة : الاستمساك بالتقوى ، فَبِالتَّقْوى كل أمرٍ يَزْكُو ويَقْوى ، ويبلِّغكم بإذن الله جنَّة المأوى . وهي : امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، بفعل كل مأمورٍ به ، وترك كل مَنْهِيٍّ عنه ، حسب الطاقة .

الوصية الخامسة : استشعار عظمة هذه الفريضة الجليلة ، وإنزالها المكان الأرفع من شعائر الإسلام، فهي الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهو تمامه وكماله ، وختامه لكل مسلم . ومن أدَّاه مُوافقاً لهدي المصطفى  خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمُّه.

الوصية السادسة : وجوب تعظيم مكانة البيت العتيق ، واستشعار قداسة هذه البقاع ، وأنَّها أشرف وأطهر ، وآمن بقعة على وجه البسيطة ، وأنَّ لها خصائص وفضائل جُلَّى ، جاء بها الشرع الحنيف ؛ فلا يُسْفَك فيها دم ، ولا يُعْضَدُ شجرها ، ولا ينفَّر صَيْدها ، ولا تُلْتَقَطُ لقطتها إلاَّ لمن عرَّفها ، فالشجر والإنسان والنَّبات والحيوان في مأمن تامٍّ من الخوف والأذى ، فكيف بالمسلم ؟! ، قال - جلَّ في عليائه - : { وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } [آل عمران:97] ، فلا يجوز أبداً أن يُحَوَّل هذا المكان الحرام ، إلى ما يُنافي مقاصد الشريعة ومآلاتها، فلا يُرفع في أرجائه شعارٌ إلاَّ شعار التوحيد الخالص لله، ولا يَحِلُّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يروِّع الآمنين ، أو يُعَكِّر صَفْوَ الخاشعين ، أو يصرف هذا الركن العظيم عن غايته وحقيقته ، إلى مآرب مشبوهة، تخالف شرعة الإسلام، وهدي خير الأنام.

الوصيَّة السابعة : الاستعداد لهذا الركن بالعلم النافع والفقه في أحكامه ، والتبصُّر في أدائه ، يقول - سبحانه - في شرف العلماء وقَدْرِهم :{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ، ويقول  : (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) [خرّجه الشيخان من حديث معاوية  ] ، ويقول  : (( من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهه في الدِّين )) [خرّجه الشيخان من حديث معاوية رضي الله عنه ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب برقم67].
الوصية الثامنة : الاستقامة في السلوك، وطهارة الجوارح من الآثام والمعاصي، فإنهما سبب الخسران والمآسي ، يقول الباري سبحانه : {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ }[البقرة:197] ، والرّفث: كُلّ ما يُسْتَحْيَى من ذِكْرِه من أمور الجماع ومُقَدِّماته ، وأَمَّا الفُسُوق فهو : الوقوع في الذنوب والمعاصي ، قليلة كانت أو كثيرة .

الوصية التاسعة : السعي الحثيث لتحقيق بِرِّ الحج ؛ والحج المبرور - كما قال أهل العلم - هو: الذي لا يُخالطه شيء من المآثم.
الوصية العاشرة : التحلِّي بالآداب الشرعية الرفيعة السامية ، والأخلاق العالية ، والتخلِّي عن كُلِّ ما يخالف الخُلُق والأدب مع الله سبحانه ، أو مع عباده ، يقول  : (( إنَّ المؤمن لَيُدْرِك بِحُسْن خُلُقِه درجة الصائم القائم )) [رواه الإمام ابن حبان برقم1927] ، ويقول  : (( أَكْمَلُ المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً )) [الإمام أحمد برقم 7402].

أخي الحاج الكريم: ومما أسترعي إلَيْه جلّ اهتمامك ، وجوب الحذر من إيذاء إخوانك المسلمين ومضايقتهم ، سواء باليد أو اللسان ، بالقول أو الفعل ، كالمزاحمة والإيذاء في الحرم وفي الطرقات وعند الأبواب، وعند الرمي ، وفي كل المشاعر ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [الأحزاب:58] ، فالحَجُّ مدرسة لتعليم الأخلاق الكريمة والسجايا السمحة ، والشمائل النبيلة : مِن الصبر والتَّحَمُّل والتعاون والإيثار ، بعيداً عن العنف والغلظة ، وطوبى لمن عَقَلَ لسانه وكَفَّه ، وأطلَق في هذه الأيام المباركات بالخير بَنَانه وكَفَّه!! ويجمع هذه الطائفة من الأخلاق الشَّفِيفَة.

أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بجولة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وسمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز  للمشاعر المقدسة مؤكداً أنها تجسد اهتمام القيادة الرشيدة بضيوف الرحمن وتقديم أرقى الخدمات لهم.
وقال معاليه: إنه من غير المستغرب على قادة هذه البلاد المباركة العناية بكل ما من شأنه التسهيل والتيسير على ضيوف الرحمن وتقديم أرقى الخدمات ليؤدوا مناسكهم في أجواء تعبدية آمنة مطمئنة تحفها الخشوع والسكينة.

وأضاف معاليه أن المملكة العربية السعودية منذ تأسسيها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومن ثم أبناؤه البررة من بعده وحتى هذه العد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-  اتخذت من خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما أولويةً قصوى وخير دليل على ذلك ما شهده الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من مشاريع وتوسعات عملاقة.

وفي ختام حديثه سأل معاليه الله - تعالى - أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يجزي قيادتنا المباركة خير الجزاء على ما يقدمونه من رعاية وعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما.

أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بما تضمنه توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- لجميع قطاعات الدولة لخدمة ضيوف الرحمن.

وأكد معاليه على جاهزية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال ضيوف الرحمن على أعلى مستوى ، وتقديم أفضل الخدمات للحجاج.

كما بين معاليه بأن المملكة العربية السعودية تضع في مقدمة أولوياتها خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وأن هذا نهج الدولة منذ عهد المؤسس -رحمه الله- ومن بعده أبنائه البررة -رحمهم الله- وصولا لهذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.

ودعا معاليه الله -العلي القدير- أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يعيد عليها هذه المناسبة وهي في تقدم وازدهار ، وأن يديم العز والرخاء على بلادنا وأن يجزي ولاة أمرنا الميامين خير الجزاء على ما يبذلونه في سبيل حماية أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام والمواطنين والمقيمين على أرض بلادنا المباركة.