فعلت الوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية ممثلة في إدارة القاصدات الصغيرات مبادرة (لإسعادهم) والتي استهدفت عاملات المسجد الحرام.

وأوضحت مديرة إدارة القاصدات الصغيرات الأستاذة زهراء بنت علي الأسمري بأن المبادرة تهدف لتعليم الطفل كيفية التعامل مع العاملين ومن يعملون لراحتنا كعاملات النظافة بالمسجد الحرام.

كما هدفت أيضاً إلى غرس القيم الإسلامية في الطفل وتثقيفه بأجر الصدقة وتنمية الوازع الديني لديه، إلى جانب تحفيزه لمساعدة العاملين في المحافظة على نظافة المكان وتركه أفضل مما كان عليه.

وفي الختام رُفع موفور الشكر والتقدير لسعادة الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد الجفير، والشكر موصول لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي على حرصهما لتفعيل مثل هذه المبادرات الإنسانية النبيلة، والتي جاءت تنفيذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور  عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في ضرورة تجويد منظومة الخدمات النسائية بالمسجد الحرام وإيصال رسالة الحرمين للعالمين.

تنزيل 11

قامت وكالة الشؤون النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوزيع دليل الإرشاد المكاني على قاصدات بيت الله الحرام بعدة لغات عالمية.

ويعمل دليل الإرشاد المكاني على تعريف القاصدات بمواقع الخدمات في المسجد الحرام وساحاته بعدة لغات عالمية وذلك عبر خريطة ورقية تساهم في إيضاح طرق الوصول إليها.

كما يبرز الجهود المبذولة من قبل الوكالات المشاركة في إثراء تجربة القاصدات كالوكالة المساعدة للشؤون الإعلامية والعلاقات والمعارض النسائية والوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية والوكالة المساعدة للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية والوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية.

وتأتي هذه الخدمات والجهود بمتابعة حثيثة من وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي لحرصها البالغ ودعمها المتواصل لتقديم كافة الخدمات التي تُعين قاصدات بيت الله الحرام على أداء مناسكهن بكل يسر وسهولة.

تنزيل 8تنزيل 7تنزيل 6تنزيل 5
أقامت الوكالة المساعدة للشؤون العلمية والفكرية والثقافية النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بإدارة مقرأة الكتاب والسنة النسائية اللقاء الختامي لبرامج حلقات المسجد الحرام الإثرائية والذي استهدف قاصدات البيت الحرام بمشاركة فاعلة من إدارة المصاحف.

حيث أبانت مديرة إدارة مقرأة الكتاب والسنة النسائية الأستاذة مريم بنت آدم زبير بأن البرنامج الصيفي لحلقات المسجد الحرام الإثرائية ضم ما يربوا عن (1199) طالبة مشاركة لحفظ كتاب الله في أطهر بقاع الأرض، من خلال مسارات مختلفة تتناسب مع قدراتهن، وبوجود معلمات متمكنات في ثلاث فترات مختلفة خلال اليوم بمعدل ثلاث ساعات ونصف في كل فترة، قمن فيها الطالبات بحفظ النصاب المقدر لهن يوميًا مع مراجعة ما سبق بسرد جماعي بصوت مسترسل حسب خطة المسار الذي تتبعه كل طالبة لإخراج جيل من الطالبات المحبات والمعظمات لكتاب الله.

كما تنوعت واختلفت جنسيات الطالبات المشاركات بالبرنامج منها، إضافة إلى تباين أعمارهن بين (من 4 سنوات إلى 62 سنة).
تجدر الإشارة إلى أن عدد المعلمات المشاركات في انجاح هذا البرنامج الإثرائي (28) معلمة، (5) مشرفات، وإداريتين، وكذلك عدد الحلقات المنعقدة خلال البرنامج: (30) حلقة يوميًا على (3) فترات بمدة زمنية تقدر بشهر وأسبوع.

وفي الختام تم تكريم الطالبات وشكر المعلمات المشاركات،  كما رُفع موفور الشكر والتقدير لسعادة الوكيل المساعد للشؤون العلمية والفكرية والثقافية النسائية الدكتورة فادية بنت مصطفى الأشرف كنج والشكر موصول لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي على متابعتهما المستمرة ودعمهما لمثل هذه البرامج الإثرائية التي تساهم في ايصال رسالة الحرمين الشريفين المباركة للعالمين، تنفيذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ووفقًا للرؤية السامية (2030).

تنزيل 1تنزيل 2تنزيلتنزيل 3
           

وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بتوفير وسيلة مواصلات لنقل الطلاب والطالبات مع توفير وجبة إفطار لهم؛ وذلك تزامنًا مع بدء العام الدراسي 1444هـ.
وجاء توجيه معاليه في إطار تشجيع طلاب العلم والعمل على تسخير كافة سبل الراحة لرفع تحصيلهم العلمي، من أجل خلق بيئية علمية مساعدة ترتقي إلى التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة -حفظها الله-.
ودعا الشيخ السديس المولى -عز وجل- أن يوفق الطلاب والطالبات، وأن يجزل لهم عظيم الأجر والمثوبة، وأن يوفق القائمين على التعليم في الحرمين الشريفين ويعينهم على أداء مهامهم.

وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إدارتي معهد وكلية الحرم المكي والنبوي بقسمي (الرجال والنساء) برفع الجاهزية لاستقبال الطلبة والطالبات مع بداية العام الدراسي 1444هـ.

وأكد معاليه على ضرورة تهيئة الوسائل المطورة لتجويد العملية العلمية وتفعيلها ورقمنة المناهج الدراسية؛ لتحقيق المستوى التعليمي المتميز الذي يعود على طلاب العلم بالفائدة، ويحقق التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة- أيدها الله- تجاه أبناء وبنات الوطن الغالي.

وحث الشيخ السديس القائمين على العملية التعليمية بالحرمين الشريفين ببذل المزيد من الجهود واستشعار عظم المكان والزمان وفضل العلم في الحرمين الشريفين، واستثمار التقنية الحديثة؛ في التيسير على الطلاب والطالبات ورفع جودة التعليم.
أمَّ إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المصلين في يوم الجمعة واستهل فضيلته الخطبة قائلاً: قد خلق الله هذا الكون في كماله وجماله وفي وفائه التام بمقومات الحياة كلها لكل من على الأرض وفي كثرة منافعه، وتنوعها، وفي تسخير الأسباب لبقاء الحياة ورقيها، أخبرنا ربنا عز وجل بأنه لم يخلق هذا الكون عبثا ولم يتركه سدى ولم يجعله مهمل، ولم يكل الله الخلق إلى غيره، بل خلق هذا الكون المشاهد للحق وهو التوحيد والطاعات كلها والصلاحُ والإصلاحُ للأرض، وقد أرسل الله الرسل وآخرهم سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم، لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من الشرك والموبقات، قال تعال: (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، وقال تعالى (ولا تفسدوا في الأرضِ بعدَ إصلاحها)، أي بعد إصلاح الرسل لها بالكتب المنزلة، وقد أمر الله سبحانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام بالتمتع بما أحل الله في الحياة من الطيبات، وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها.
وأضاف: وأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام هم المؤمنون المأمورون بالاقتداء بهم في قوله تعال: (يا أَيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا
لله إن كنتم إياه تعبدون)، فالرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم المؤمنون جعلوا هذا الكون مكانا وزماناً للصالحات والإصلاح، ففازوا بالخيرات والجنات، والأعمال الصالحات تعود كلها إلى نفع النفس، ونفع الخلق بالقيام بأركان الإسلام، وبقية الطاعات التابعة لهذه الأركان.
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن الطاعات وعدم احتقارها وإن كانت صغيرة فقال: أيها المسلم لا تحقرن من الطاعات شيئا، فلا تدري أي عمل تدخل به الجنة وتنجو به من النار، و عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحقرن من المعروف شيئا، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق)، وقال صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخَّره فشكر الله له فغفر له)
وأضاف: فالمؤمنون اتّخذوا هذا الكون زماناً ومكاناً للطاعات، وأما من لا يؤمن بالله واليوم الآخر وكفر، فاتّخذ هذا الكون زماناً ومكاناً للشهوات والمحرمات والمتع الزائلة، واقترف السيئات، وأعظم السيئات الشرك بالله بأن يتخذ العبد مخلوقا يدعوه ويرجوه ويتوكل عليه ويستعين به ويستغيث به ويرفع إليه المطالب والحاجات ويرغب إليه في الرزق والنصر، ويهتف به فيكشف الشدائد والكربات، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله سبحانه إلا بالتوبة.
 

أمَّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل الغزاوي المصلين في يوم الجمعة، وقد استهل خطبة قائلاً: إن الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي وأساس بنيانه، وقد حرَص الإسلام على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة على تماسكها واستقرارها والتحذير من أسباب تفككها وعوامل تصدعها، ومن أهم مُهمات إبليس إفساد الصلات الأُسْرية ونقض العلاقات الزوجية، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ)، والتَّفريق بين الزَّوجينِ يُعجب إبليس لما يترتب عليه مِن مفاسد عظيمة كانقطاع النسل، وسوء تربية الأطفال، وتشتت الأولاد وضياعهم، وقطيعة الرحم، وما في ذلك مِن التباغض والتشاحن وإثارة العداوات بين الناس.
   عباد الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله وأحسنهم عشرة لأزواجه وقد بين ذلك بقوله: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله). والواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، قال جل وعلا: ﴿وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ وذلك بأن يتعاونا على الخير ويكون كل واحد منهما ناصحا للآخر حريصًا على القيام بحقه في مودة ووئام، وبُعدٍ عن النزاع والخصام والتنابز والشتام، وجرح المشاعر وكسر الخواطر، ويكون ديدنَهما التصافي وحفظُ الجميل، والثناءُ على الفعل النبيل والاعترافُ بالخطأ والاعتذار، والتماسُ الأعذار.
ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم في حسن العشرة قوله: (ألا واسْتَوصُوا بالنِّساءِ خَيْراً فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ) فعلى كل زوج أن يتقي الله ربه في زوجته التي جعلها الله تحت ولايته وفي عصمته، وهذا يقتضي رعايتها وحفظها وصيانتها، فهو القائم على مصالحها كما قال تعالى: ﴿الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ﴾ وهي قوامة إصلاح ورعاية وإدارة وتدبير، وليست قوامةَ تسلط وبغي وأذية وتنفير، كما يستوجب معاملتَها بالإحسان والرحمة والصفح والغفران، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَر)، ولا يعني ذلك أن يطيعها في معصية ربه استرضاء لها. كما أن الله عز وجل أدب الزوج بألا تحمله كراهةُ زوجته على سوء العشرة قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾. وعند نشوز المرأة ينبغي المعالجة بما يُصلح المسار ويُقوِّم الصلة بين الزوجين وَفق ما شرع الله.
والمرأة الشريفة البرة تراقب ربها وتحافظ على العشرة الزوجية؛ فامرأة نبي الله أيوب عليه السلام كانت زوجة صالحة صابرة تقية وفية، وقفت بجانبه في محنته حين مسه الضر وابتلي في ماله وولده وجسده وبقي في المحنة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فلازمته تخدُمه وتواسيه ولم تهجرْه وتزهدْ فيه فكانت مثالا للنبل والوفاء والتضحية والعطاء.
فمراقبة هذه المرأةِ ربَّها وخشيتُها إياه دعاها إلى أن تصبر على فراق زوجها وألا تخونه، بل حافظت على شرفها ولم تهدم بنيان بيتها، كما أن المرأة العاقلة الرشيدة تحرص على أداء حقوق زوجها، فلما سئل صلى الله عليه وسلم عن خيرِ النِّساءِ؟ قالَ: (الَّتي تُطيعُ زوجَها إذا أمرَ، وتسرُّهُ إذا نظرَ، وتحفظُهُ في نفسِها ومالِهِ) وسأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم امرأة قائلا لها: أَذات زوج أنتِ؟ قالت نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت ما آلوه (أي لا أقصّر في حقه) إلا ما عجَزت عنه. قال: (فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك) أي هو سببٌ لدخولك الجنّة برضاه عنك، وسببٌ لدخولك النار بسخطه عليك، فأحسني عشرته ولا تخالفي أمره فيما ليس بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. كما أن طاعةَ الزوجة لزوجها تقوي المحبة القلبية بين الزوجين، وتحافظ على الحياة الزوجية من التصدُّع والانشقاق، قال ابن الجوزي رحمه الله: "وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجًا صالحًا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجب ذلك مَلالته، وبقي ذلك في نفسه".
عباد الله: إن من المخاطر التي تهدد بنيان الأسر المسلمة التأثرَ بمقاطع بعض مشاهير التواصل الاجتماعي التي تحمل في ثناياها رسائل هدم للبيوت ودمار للقيم والمبادئ فالحذر الحذر من ذلك، كما أن من أخطر ما يفسد العلاقة الزوجية التخبيبَ وهو من كبائر الذنوب قال عليه الصلاة والسلام: (ليسَ منَّا من خبَّبَ امرأةً علَى زوجِها). ألا فليتق الله أولئك الّذين يسعَون بالفتنة بين الأصفياء ويلتمسون العنت للبرآء؛ فكم من بيوت آمنة تفرق جمعها وتصدع بنيانها وكم من أسر متماسكة تشتت شملها وتقاطع أفرادها من جراء هذا الجرم العظيم والفعل الأثيم. وليحذر الزوجان ما يفسد العشرة بينهما وألا يكونا سمّاعَين لمن يريد الوقيعة بينهما من القرابة أو من غيرهم فإن المخببين جند لإبليس في مُهمته المتمثلة في إلقاء العداوة بين الزوجين، بتزهيد الزوج في امرأته بغير حق، بذكر مساوئها عنده وتحقيرها في عينه حتى ينقلب عليها بغضا وذما، وتزهيدِ المرأة في زوجها بغير حق، بذكر مساوئه عندها والقدح فيه وإيغار صدرها عليه؛ حتى تنفر منه وتؤذيَه.
وانظروا -رحمكم الله- الفرق بين عمل المخببين وعمل المصلحين الذين ينشدون أن تكون بيوت المسلمين هادئة مطمئنة مستقرة وصلةُ الزوجين قويةً متماسكة مستمرة، ويحرصون على بقاء أواصر الصلة بين الزوجين محكمة لا تنقطع لمجرد خلافات طارئة ولا تضعف لأسباب تافهة؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على معالجة الخلافات الزوجية كما صنع مع ابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهما، بعد أن حصل بينهما شيء، وكان يشفع للإصلاح بين الزوجين كما شفع لزوج بريرة أن تراجعه.
معاشر المسلمين: كم من بيت كاد أن يتهدّم بسبب خلاف يسير نشأ بين الزوجين وأوشك الزوج أن يوقع الطلاق فإذا بأحد المصلحين من مفاتيح الخير بكلمة طيبة ونصيحة غالية يصلح بينهما بفضل الله وتوفيقه؛ فهؤلاء المصلحون يؤرقهم ويقلقهم ما يرونه من تشتت الأسر وضياع الذرية فيعملون على الإصلاح بين المتقاطعين من أفراد الأسرة وإزالة الخلاف بينهم، وشعارهم: ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت﴾.
عباد الله: إن تقوية الأبوين صلتهما بالله، بالمحافظة على إقامة الصلاة وغيرها من شعائر الدين، ولزومِ التقوى والمراقبةِ أساسٌ في استقامة الأولاد وثباتِ بناء الأسرة، وتأملوا قول الله تعالى: ﴿وكان أبوهما صالحاً﴾ ففيه دَلالة على أنَّ صلاح الآباء يفيد الحفظ في ذريتهم، وأن بركة صلاحهم تشمل من وراءهم من نسلهم.
ومما يعين المرء على استصلاح أهله وذريته تعاهدهم بالدعاء؛ ومن ذلك ما تضمنه الدعاء النبوي المأثور: (اللهم إني أسألك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي)؛ ففيه طلبُ الوقاية للأهل من الفتن والبلايا وسوء المعاشرة، ومن كل الشرور والآثام. ومما تلهج به ألسنة عباد الرحمن: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾ قال القرظي رحمه الله: "ليس شيء أقرَّ لعينِ المؤمن من أن يرى زوجتَه وأولاده مطيعين لله عزوجل". وقد خص إبراهيم عليه السلام أبناءه وذريته بالدعاء فقال: ﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾ وقال: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِیمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّیَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَاۤءِ﴾ ودعا وابنُه إسماعيل عليهما السلام قائلين: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾، وما أجلَّ قدْرَ الدعاء وما أعظمَ أثرَه في توطيد أواصر المحبة والولاء، وبقاء الألفة والصفاء؛ فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة بالهداية فشرح الله صدرها للإسلام. وكان بين أبي هريرة وأمه رباط حميم وود عظيم، ينبئ عن ذلك مخاطبته لها بقوله: يا أمتاه رحمك الله كما ربَيْتِني صغيراً، فتقول: يا بني! وأنتَ، فجزاك الله خيراً ورضي عنك كما بررتني كبيراً. ولما اشْتَكَى أَبُو مَعْشَرٍ ابْنَهُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قال له طلحة: "استعن عليه بهذه الآية، وتلا: ﴿رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين﴾ ومما ينبغي أن يحذره الوالدان الدعاءُ على أولادهم لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد شكى رجل إلى عبد الله بن المبارك عقوق ولده، فسأله ابن المبارك رحمه الله: "أدعوت عليه؟"، قال: "نعم"، قال: "اذهب فقد أفسدته" ويستشعر الوالدان وهما يدعوان الله بصلاح الأولاد واجبهما في تعليمهم وإرشادهم وعدم إهمالهم، قال ابن القيم رحمه الله: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وتركِ تعليمهم فرائضَ الدين وسننَه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا".
أيها الإخوة: إن من الآثار السلبية لعقوق الوالدين انهيارَ العلاقات الأسرية فتصبح الأسرة ضعيفة مفككة، فعلى الأبناء أن يتقوا الله ويراعوا حق والديهم ويحذروا عواقب العصيان، وعلى الوالدين أن يتقيا الله ولا يكونا سببا في خراب بيوتهم وضياع أبنائهما بسبب سوء العشرة بينهما، وإن وقعت خصومة بينهما بادرا بالإصلاح وإزالة أسباب النزاع خشية أن يتفاقم الخلاف فتسوءَ العشرة وتحصل الفرقة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول لزوجته: "إذا غضبت فرضيني، وإذا غضبتِ رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق". أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم.
واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً: فياعباد الله: مما ينبغي أن نحرص عليه جميعا تحصين بيوتنا من الشيطان، وأن تُملأَ بالنور والبركة بعمل الطاعات فيها من ذكر وقراءة للقرآن وصلاة ودعاء وغير ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يُقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يُقرأ فيه القرآن". ومن سبل حفظ بيوتنا آمنة مطمئنة الابتعاد عن المعاصي والذنوب فهي شؤم على البيوت وجالبة للشرور والهموم والغموم، كما علينا أن نطهر بيوتنا من الآفات وما يكون سببا في منعنا عن الخير والرحمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ، ولا صُورَةُ تَماثِيلَ) وهي صور ذوات الأرواح غيرُ الممتهنة وجاء في الحديث أنَّ النبيَّ لم يكنْ يتركُ في بيتِه شيئًا فيه تصاليبُ إلا نقضه والتصليبُ: صور الصليبِ.
عباد الله: ينبغي على المصلحين استثمارُ كل وسيلة مشروعة نافعة تخدُم أهداف الإصلاح الاجتماعي، كالخَطابة وإلقاء الدروس الشرعية ونشر فتاوى العلماء وكتابة الكلمات الموجهة والمقالات الهادفة في وسائل الإعلام المختلفة. ومن تلك الأعمال الإصلاحية القائمة في مجال الحفاظ على البناء الأسري التي يشاد بها تأسيس مراكزِ بحوث ودراسات أسرية وإنشاء جمعيات ومؤسسات خاصةٍ بشؤون الأسرة. وإعدادُ برامج علمية وإنشاءُ منصات تعليمية تعنى بتقديم دورات تأهيلية وتثقيفية وتدريبية للمقبلين على الزواج ودوراتٍ في حسنِ التعامل بين الزوجين ومقوماتِ البيت المسلم والأسسِ السليمة في تربية الأطفال والأبناء ومشروعاتٍ في علاجِ الانحرافات الفكرية والسلوكية وإقامةِ برامج مختصة في الاستشارات الزوجية والمشكلات العائلية ومعالجةِ الخلافات الأسرية والأمراضِ النفسية والظواهرِ الاجتماعية السلبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقوم جميع هذه الأعمال وَفق المنهج الإسلامي الصحيح والضوابط الشرعية وأن يُجتنب كل ما يخالف الكتاب والسنة من محاذير ومنكرات وما يضاد العقيدة السليمة.            
IMG 20220826 134227 623IMG 20220826 134235 324IMG 20220826 134237 605IMG 20220826 134230 292
  
أقامت وكالة المكتبات والشؤون الثقافية النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بالقسم النسائي من مكتبة الحرم المكي الشريف وبالتعاون مع جامعة أم القرى لقاء إثرائي بعنوان: (العمل التطوعي والسلوك الإنساني) تزامناً مع اليوم العالمي للعمل الإنساني، باستضافة سعادة المشرف العام على إدارة العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية بجامعة أم القرى الدكتورة سمية بنت عزت شرف عبر المنصة الافتراضية (ZOOM).

وقد تناول اللقاء عدداً من المحاور المتعلقة بجهود المملكة في العمل الإنساني ودورها في تعزيز منظومة القيم الاجتماعية والإنسانية ونشر ثقافة التطوع بمختلف المجالات، وتوعية وتحفيز أفراد المجتمع للمشاركة في الأعمال الإنسانية باحترافية ومهنية.

من جهتها أعربت سعادة وكيل الرئيس العام للمكتبات والشؤون الثقافية النسائية الدكتورة كاميليا الدعدي بأن تفعيل مثل هذا اليوم يعتبر تجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني للارتقاء بجودة المبادرات والخدمات الإنسانية والمجتمعية.

أقامت أكاديمية السنة والسيرة النبوية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع وكالة شؤون المكتبات والشؤون الثقافية الحفل الختامي لبرنامج: "حفظ السنة النبوية" يوم الخميس الموافق ٢٠٢٢/٠٨/٢٥م في مكتبة المسجد الحرام ببطحاء قريش، أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح باصمد.

وبين باصمد أن الحفل قد شرُف بحضور عددٍ من قيادات الرئاسة من بينهم سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المكتبات والشؤون الثقافية الدكتور أحمد بن فهد الشويعر، وسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والثقافة الشيخ علي بن حامد النافعي، وسعادة الوكيل المساعد لشؤون الأئمة والمؤذنين الشيخ عاصم بن سيف الحصيني، مثمنا الجهود التي بذلت في سبيل إنجاح البرنامج.

مضيفاً أن البرنامج هدف إلى حفظ المتفق عليه من كتاب الجمع بين الصحيحين للاشبيلي-مهذبا للحفاظ-، وكذلك مراجعة المتفق عليه مع حفظ المفردات، وأخيرا حفظ بلوغ المرام من أدلة الأحكام، وبلغ عدد الطلاب في البرنامج  قرابة (69) طالبا، وبلغ عدد الساعات (20493) ساعة.

واختتم "باصمد" حديثه أن هذه البرامج تأتي بتوجيه من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وذلك للعناية بالسنة النبوية المطهرة، وتجسيدها في جميع نواحي الحياة.

546d4d84 b1c1 417c a8ae 5f3ee67a2ab59b96ed45 741b 45c0 982a 612743ee3ca38d2faddf 3676 47f8 9465 b8df9023d42014eb3714 d2ec 45be ae51 0262df1b8c5de5ca9a7d 10b0 4002 a31e 0c0dec5148611d78c6da 4ac1 4047 a7c0 7eb3405b9f871cb8e374 ef11 4b8f a9a4 2422866508ec64ab5b50 e064 4dc5 87af 3ac55dc047fa435eca95 81c5 4744 8082 10bcd4d4591c
 
اعتمد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إطلاق المسابقة القرآنية الإثرائية بالمسجد الحرام وذلك تحفيزًا للتنافس الشريف بين طلاب الحلقات القرآنية والتي تقيمها الرئاسة في رحاب البيت العتيق. 
 
وحثّ معاليه طلبة حلقات القرآن الكريم بالمسجد الحرام على بذل المزيد من الجهد في سبيل العلم واكتسابه، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الجميع في هذه المسابقة نالوا عظيم الشرف من خلال استثمار أوقاتهم في حفظ القرآن الكريم وتدبّر معانيه، مبيناً أن الفوز الأكبر الذي يحظى به حافظُ القرآن هو ما جاء في حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها)
 
الجدير بالذكر أن هذه الحلقات تُقام في رحاب المسجد الحرام بإشراف مباشر من وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلةً بالإدارة العامة للحلقات والمقرأة الإلكترونية.