بالتزامن مع اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل لعام 2023م نفذت وكالة الأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر، ممثلةً في الإدارة العامة للسلامة مبادرة "بناء ثقافة وقائية في السلامة والصحة المهنية" والتي تهدف من خلالها إلى خلق بيئة عمل آمنة وخالية من الحوادث ورفع الوعي الوقائي بأهمية الصحة والسلامة ودورها في تقليل الحوادث والإصابات المرتبطة بمكان العمل.

وأوضح سعادة مدير الإدارة العامة للسلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي، أن المبادرة تهدف إلى تعزيز أوجه السلامة في مختلف مواقع العمل من خلال توزيع بروشورات توعوية عن كيفية استخدام المعدات حسب اشتراطات السلامة والصحة المهنية، كما يكثف مختصو السلامة الجولات الميدانية للتأكد من تطبيق أعلى معايير السلامة أثناء العمل لتقليل المخاطر الناشئة في مختلف ظروف العمل.

من جانبه أشار سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي، إلى أن الوكالة تسعى بنظام إدارة السلامة والصحة المهنية إلى بناء آلية شاملة ومنظّمة للعمل المشترك ما بين العمّال والإدارة في تطبيق إجراءات السلامة والصحة ونهج الأنظمة في تقييم تحسّن الأداء في تطبيق إجراءات الوقاية والرقابة حيث تشكّل أنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية أداةً ناجعة في إدارة المخاطر الخاصّة بمناطق الأعمال الصغيرة إلى مُختلف حاجات المناطق الإنشائية.

وأضاف: يأتي ذلك حرصاً على تطبيق المعايير العالمية للسلامة والصحة المهنية، في مختلف ميادين العمل، وخلق ثقافة الصحة والسلامة وتنمية القدرات للوصول إلى بيئة عمل آمنة خالية من المخاطر والإسهام في الحد من الإصابات المرتبطة بالعمل، كما تأتي هذه الجهود بتوجيهات وحرص من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، ومتابعة من مساعد الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري.
IMG 20230430 120116 684IMG 20230430 120116 832IMG 20230430 120117 180


أقام القسم النسائي في كلية الحرم المكي الشريف حفل معايدة لطالباته ومنسوباته بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام ١٤٤٤ هـ .
حيثُ أوضحت وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية و الأكاديمية النسائية الدكتورة فاطمة بنت عبيد الثبيتي، أن حفل المعايدة للطالبات والمنسوبات يأتي لإظهار شعيرة الفرح بهذه المناسبة حيثُ تضمن الحفل معايدة الطالبات والمنسوبات وتقديم الحلوى والضيافة لهن وتوزيع بطاقات التهنئة بالإضافة إلى عرض ترحيبي بالطالبات والمنسوبات ومن ثم استؤنف بعدها اليوم الدراسي.
وقدمت الثبيتي شكرها لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، على دوره المبارك في دعم الجهود النسائية بكلية الحرم المكي الشريف.


 أنهت وكالة المشاريع و الدراسات الهندسية ممثلة بالإدارة العامة للدراسات و الأبحاث الهندسية أعمال دراسة المشروع النوعي (معايير الوصول الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومن في حكمهم), وذلك في إطار رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030م ، و ما تضمنته الخطة الاستراتيجية للرئاسة 2024م ، بشأن تحسين وتطوير كافة الخدمات المقدمة بالحرمين الشريفين ومرافقه للتيسير على قاصدي ورواد الحرمين الشريفين في أداء نسكهم وعبادتهم.

وأوضح سعادة المدير التنفيذي لمشروع الوصول الشامل بالمسجد الحرام المهندس طلال الحارثي بأن المشروع يُعنى بدراسة شاملة بالمسجد الحرام ومرافقه وذلك وفق خارطة طريق مستدامة وذات طابع استراتيجي و الذي قام بتنفيذها أحد المكاتب الاستشارية الرائدة في المملكة، مستعينًا بخبراء عالميين من ذوي الاختصاص وعليه تم البدء بحزم اعمال المشروع والخلوص الى توصيف جيد ودقيق للنظام التشغيلية، و وبناء حل ذو طابع استراتيجي مستدام يهدف لشمولية الحل لكافة الفئات ومرجعية الخدمات المختلفة للزوار عامةً ولفئة ذوي الإعاقة بشكل خاص.

وأضاف مساعد مدير عام الإدارة العامة للدراسات والأبحاث الهندسية مدير مشروع الوصول الشامل بالمسجد الحرام المهندس عبد العزيز الزهراني بأنه تم الانتهاء من كافة المراحل الرئيسية للمشروع على مدى أكثر من 15 شهراُ تخللها عدد من الزيارات الميدانية وورش العمل المشتركة ومجموعات التركيز والاجتماعات الثنائية مع كافة شركاء النجاح من المعنيين، إضافة لدراسة أفضل الممارسات والمنهجيات المتبعة في الترميز (الاكواد) التصميمية والتجارب الرائدة اقليمياً وعالمياً وتطويعها ضمن حزم المخرجات للمشروع.

ولفت سعادة المهندس الزهراني بأنه تم خلال هذا المشروع النوعي بناء وتعزيز الشراكات مع عدة جهات مختلفة لتحقيق الأهداف منها ( هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة - برنامج خدمة ضيوف الرحمن - الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة -القوات الخاصة بأمن المسجد الحرام -وزارة المالية-وزارة الحج والعمرة- وغيرها), وإطلاق شراكة استراتيجية مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ,دعماً لمخرجات المشروع وتطوير منهجيته العلمية وتطبيقاته العملية.

وبين سعادة الوكيل المساعد لوكالة المشاريع والدراسات الهندسية مدير مكتب الاستشراف المستقبلي بمكتب معالي الرئيس العام والمشرف على مشروع الوصول الشامل بالمسجد الحرام المهندس عبدالله الحريقي أن أهم التوصيات النوعية لمخرجات المشروع هو استحداث مسار مخصص بتعزيز واثراء التجربة لذوي الإعاقة وكبار السن بالمسجد الحرام، بعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة وجرى توصيف نطاق عمل المسار وأبرز مجالات التدخل وفرص المبادرات ذات الأولية وفق منطلقات استراتيجية وتنفيذية ذات آثر في المنظومة التشغيلية وجرى توصيفها تفصيلاً في البطاقة المقترحة للمسار.

وأختتم سعادة المهندس الحريقي أن هذه الخدمات والجهود تأتي تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة - رعاها الله-, ولتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس, ومتابعة من سعادة وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية المهندس محمد الوقداني.
 
868c2ec4 f3db 415e af78 b078a4c36d985d599f48 b421 46db 8f68 d5a6903fdad1


 

أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بحملة "بالمرصاد" التي تأتي بمتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتهدف للقضاء على هذه الآفة الخطيرة .

مؤكداً معاليه أن جهود رجال مكافحة المخدرات في بلادنا المباركة - رعاها الله- وضعت كافة العقوبات المشددة لمروجي ومهربي ومتعاطي المخدرات، لحماية شبابنا وشباب الأمة الإسلامية من هذا الداء الخطير والمدمر، مبيناً أن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات تسعى لحماية مقدرات الوطن والقضاء على مصادرها من هذه الآفة.

وأوضح الشيخ السديس أهمية التوعية من مخاطر المخدرات وما تألوا إليه هذه الظاهرة الخطيرة لتهديد أمن المجتمعات واستقرارها، كما قد أتت المقاصد الشرعية لحفظ النفس والعقل وحفظ الدين من هذه الآفة، مبيناً أن المملكة العربية السعودية حازمة في مكافحة المخدرات وحماية أمن البلاد والمواطن والمقيم.

وسأل معاليه الله -عز وجل- أن يجزي قادة هذه البلاد المباركة ورجال أمنها خير الجزاء على ما يبذلونه من جهود مباركة لحفظ أمن وأمان الوطن والمواطن ومن يقيم في هذه البلاد الغالية.

احتفت وكالة المكتبات والشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعيد الفطر المبارك، بمكتبة الحرم المكي الشريف.

حيث أوضحت سعادة الوكيل المساعد للمكتبات والشؤون الثقافية للدراسات والبحث العلمي الدكتورة منيرة بنت علي السحيم، أن هذا الاحتفاء يأتي بمناسبة عيد الفطر المبارك، ولإدخال الفرحة والسرور على منسوبات الوكالة اللاتي عبرن عن سرورهن الكبير بهذه اللفتة الجميلة.

واختتمت السحيم بالشكر والتقدير لسعادة وكيل الرئيس العام للمكتبات والشؤون الثقافية الدكتورة كاميليا بنت محمد الدعدي، موصلة شكرها لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، لتوجيهاته الكريمة في ضرورة دعم وتمكين المنظومة النسائية، والارتقاء بالخدمات المقدمة في ظل عناية ورعاية ولاة الأمر -حفظهم الله-.
IMG 20230430 WA0007

ضمن مبادرة "مظلة معتمر" قامت وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية بتوزيع المظلات الشمسية على المعتمرين والعاملين على خدمتهم في صحن المطاف، ويأتي ذلك ضمن حملة الرئاسة "خدمة معتمرينا شرفًا لمنسوبينا" تحت شعار "من الوصول إلى الحصول" أوضح ذلك سعادة الوكيل المساعد للشؤون التطوعية الأستاذ عادل بن رجا الله الجهني.

وأكد سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي على استعداد وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية في خدمة ضيوف الرحمن في يوم الجمعة وتوفير كافة الخدمات والتسهيلات التي تعين القاصدين من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة وتوزيع المظلات الشمسية في صحن المطاف للمعتمرين والعاملين على خدمتهم لوقايتهم من أشعة الشمس وأثناء هطول الأمطار وتقديم كافة الخدمات التطوعية والخيرية لتحقيق رؤية الرئاسة التطويرية (2024) في إثراء تجربة ضيف الرحمن المنبثقة من رؤية المملكة الطموحة (2030) في خدمة ضيوف الرحمن.

وتأتي تلك الجهود إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبإشراف من قبل سعادة مساعد الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري.
fb407aaf 8772 4868 9813 5273ad7fb13a829b35be 8665 4451 b521 175f6182331f149f8c84 f3c5 4a0b a62e 02921f85a333


أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة واستهل فضيلته خطبته قائلاً: وإن مما أبغضه الله تعالى وكرهه رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم- صفة المكر السيئ، وهو إخفاء الأذى، والسعي إلى إيصاله إلى مَن مُكر به بكل سبيل، فكان سيئًا مكروهًا من صفات الأشرار، لا من صفات المؤمنين الأخيار.
وكانت عاقبة أهله أن يحيط بهم جزاء مكرهم، ويرتد عليهم سوء تدبريهم، فينقد الله ما أبرموه، ويحبط الكيد الذي كادوه، ويبوؤن بالخزي والهزيمة، ويتجرعون غُصَص الحسرة والندامة، حين لا تنفع حسرة ولا ندامة، وفي هذا يقول عزَّ من قائل في شأن المشركين المكذبين بآيات الله –عزَّ وجلَّ- ورسله: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾،ويقول رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في معجمه بإسناد حسن، عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "مَن غشَّنا فليس منَّا والمكرُ والخِداعُ في النَّارِ". أي: مفضٍ بصاحبه إلى الاسطلاء بالنار يوم القيامة.
ونُقل عن الإمام محمد بن كعب القرظي -رحمه الله- قوله: "ثلاث مَن فعلهن لم ينجُ حتى يُنزل به-أي: حتى ينزل به عاقبة ما فعل- مَن مكر أو بغي أو نكث"، وتصديقها في كتاب الله قوله سبحانه: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، وقوله: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم﴾، وقوله: ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ﴾ الآيات.
وإنَّ كلَّ خَصلة من هذه الخصال، مؤذنة لمَن اتَّصف بواحدة منها بسوء المنقلب، وضلال السعي، وقُبح المصير، فكيف بمَن تلوَّث بأرجاسها جميعًا، فرضي لنفسه التردي في وهدتها، والسقوط في حمأتها.
عباد الله: إن لصفة المكر المقبوحة في دنيا الناس، صُوَرًا تَجِلُّ عن الحَصر، وأمثلةً تربو على العد، فمن ذلك: ما يفعله بعض الناس من دخول بين المرء وزوجه، بالوقيعة والفساد، فيعمل على قطع حبل الوُدِّ بينهما، وتغيير قلب الزوجة على زوجها، بإغرائها بأن تطلب الطلاق من زوجها بدعوى أنه لا يصلح لها، وأنه لا يستحقها، وأنها لم تخلق له ولم يخلق لها، وليس عنده ما يحملها على البقاء معه، وأن لها عليه إذا قَبِلت منه، وأجابته إلى ما أراد أن يُسارع إلى الزواج منها فور انتهاء عِدتها من زوجها، مع ما يعدها ويمنيها به من خفض عيش، وحياة مترفة مرفَّهة تنتظرها في كَنَفه، مهتبلًا فرصة وجود خلاف بين الزوجين، لا يكاد يسلم منه بيت، ولا تخلو منه أسرة، ضاربًا عُرض الحائط، بكل قواعد المروءة ومكارم الأخلاق، وشِيَم النبلاء، بسعيه إلى هدم أسرة وفضِّ اجتماع، وتشريد أولاد، غافلًا أو غير آبهٍ بالوعيد الزاجر لمَن فعل هذا العمل المرذول، وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، من حديث بُرَيدَة –رضي الله عنه- أنَّ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: " مَنْ حلَفَ على الأمانَةِ فليس منا، ومَن خبَّبَ على امريءٍ زوجتَهُ، -أي: أفسدها عليه- فليس مِنَّا". وفي سنن النسائي، وصحيح ابن حبان بإسناد صحيح، عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَنْ أَفْسَدَ امرأةً على زَوْجِها فَليسَ مِنَّا".
ومن ذلك يا عباد الله، ما يقوم به بعض أهل المكر والخديعة، حين يعمد إلى امرأة ذات مال ومكانة، فيخطبها إلى وليِّها، مظهرًا الرغبة الخالصة في الاقتران بها، أملًا في أن تكون سكن نفسه، ورفيقة دربه، وأم أولاده، سالكًا في بلوغ هدفه كلَّ سبيل، مبديًا من معسول قوله، باذلًا من فضل ماله، ما يبلغ به الغاية، حتى إذا تمَّ له ما أراد، إذا به يكشف عن خبيئة نفسه، ويظهر حقيقة أمره، فما هو إلا طالب مال، وعبد دينار، ظَفِر بما سعى إليه، ثم لم يلتفت بعد ذلك إلى فضل أو حقوق أهله عليه، بل إنه يرد لها الجميل إمَّا بطلاقها، وإمَّا بإبقائها في عِصمته؛ لكن كالمعلَّقة، غافلًا أو معرِضًا عن وصية النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- بالنساء في خطبة حَجَّة الوداع: "فاتَّقوا اللهَ في النساءِ"، وفي رواية: "استَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّكم أخذتموهنَّ بأمانةِ اللهِ واستحللْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ". الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وغافلًا أو معرضًا عن قوله عليه الصلاة والسلام: "اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ". أخرجه مسلم في صحيحه.
ولا ريب أن هذا من أظهر الظلم وأشده ضررًا على الأسرة والمجتمع المسلم.
ومن صور ذلك أيضاً-يا عباد الله- ما يقوم به بعض الناس من إيهام غيره بأنه يعمل في مشروعات، ويشارك في صفقات، طالبًا إليه المشاركة بماله ليحظى بربحٍ مضمون، ومكاسب كبيرة كما يزعُم، فإذا انجلى الغبار، وأسفر الصبح، تبيَّن أنها صفقات وهمية، ومغامرات فاشلة، لم تُدرس، ولم تمحَّص، ولم يُعلَم ما وراءها، وغفل فاعل ذلك أو أعرض عما جاء من وعيدٍ لمَن يصنع ذلك، وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه وابن ماجة في سننه، وأحمد في مسنده، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنَّ رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ".
ومن ذلك أيضًا –يا عباد الله- ما يفعله بعض مَن فَسَد طبعه، وساء عمله، بحسده لغيره، والنظر إلى ما في يديه، ممَّا حباه الله من فيض النِّعم، ووافر الخيرات، فيتمنَّى زوالها عنه، وانتقالها إليه، بغير جِدٍّ ولا عمل، بل حسدًا وظُلمًا وعدوانًا، فيسعى للكيد له، ويمضي بالمكر به، فالحاسد عدوُّ النِّعَم، وهذا الشرُّ هو من نفس الحاسد وطبعها، ليس هو شيئًا اكتسبه من غيرها؛ بل هو من خُبثِها وشرِّها، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وقد شاهد الناس عياناً أن من عاش بالمكر مات بالفقر".
ألا وإنَّ صور ذلك كثيرة لا حدَّ لها، ومردُّها والباعث عليها، عدم الخوف من الله تعالى، وكراهة الخير لعباده.
فاتَّقوا الله-عباد الله- وحذارِ من المكر السيئ، فإنه مرتد على صاحبه، محيط بأهله، وكفى به سوءًا أن يكون سببًا يفضي إلى ارتفاع ثقة الناس بعضهم ببعض، وإلى أن لا يأمن بعض الناس بعضًا، وليس ذلك شأن المجتمع الإسلامي الراشد، وإن في ذمِّ الله ورسوله لهذه الصفة لمزدجراً لقوم يعقلون.
واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً : إنَّ أعظم ما يلوذ به مَن مُكِر به، الفرار إلى الله بصدق اللجوء إليه، وكمال الإقبال عليه، ودوام الثِّقة به سبحانه، واليقين بأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا ملجأ ولا منجى منه سبحانه إلا إليه، وذلك الفرار إلى الله تعالى، هو معنى الهجرة إليه، كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-: ولهذا قال النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم-: "والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه". ولهذا يقرن الله سبحانه بين الإيمان والهجرة في غير موضع لتلازمهما واقتضاء أحدهما للآخر، والمقصود أنَّ الهجرة إلى الله تتضمن هجران ما يكرهه، وإتيان ما يحبه و يرضاه، وأصلها الحب والبغض، فإن المهاجر من شيء إلى شيء لا بدأن يكون ما هاجر إليه أحب مما هاجر منه، فيُؤْثِر أحب الأمرين على الآخر.
وإذا كان نفس العبد وهواه وشيطانه إنما يدعوانه إلى خلاف ما يحبه و يرضاه، وقد بُلِيَ بهؤلاء الثلاث، فلا يزلن يدعونه إلى غير مرضاة ربِّه، وداعي الإيمان يدعوه إلى مرضاة ربِّه، فعليه في كل وقت أن يهاجر إلى الله، وألا ينفك في هجرته إلى الممات، وهذه الهجرة تقوى وتضعف بحسب داعي المحبة في قلب العبد، فإن كان الداعي أقوى كانت هذه الهجرة إلى الله أقوى وأتمَّ وأكمل، وإذا ضَعُف الداعي ضعفت الهجرة إلى الله حتى لا يكاد يشعر بها علمًا، ولا يتحرك لها إرادة.
ولعلَّ مسَّ الضرِّ العبد من أقوى الدواعي إلى قوة الهجرة إلى الله، ومن أكمل البواعث على الفرار إليه بالقلب والروح، وعمل الجوارح، وصدق التوكل عليه سبحانه، فإن المؤمن المتوكل على الله، إذا كاده الخلق، فإن الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوة.
ففرُّوا إلى الله يا مَن مُكِرَ بهم والتمسوا فرجه في السعي إلى رضوانه، واجعلوا لكم نصيبًا من الإحسان إلى الخَلق، فإنَّ جِمَاع الأمر وأساس الظفر بمعيَّة الله تعالى التَّقوى والإحسان ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾.
IMG 20230428 153307 635IMG 20230428 153450 103IMG 20230428 153446 382

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في خطبة الجمعة وقال: أيها المؤمنون:إن الله قد تجلى لعباده في كتابه بصفاته، فإذا تجلى بجلباب الهيبة والعظمة والجلال، خضعت الأعناق، وانكسرت النفوس، وخشعت الأصوات، وذاب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
وإذا تجلى بكمال الأسماء وجمال الصفات، وجمال الأفعال الدال على كمال الذات، استنفذ من قلب العبد قوة الحب بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغًا إلا من محبته، وكان حبه لربه طبعًا لا تكلفا.

وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد، وانبسط أمله، وقوي طمعه، وسار إلى ربه، وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره، وكلما قوي الرجاء جد في العمل.

وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام، والغضب والسخط والعقوبة، انقمعت النفس الأمارة، وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر.

وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع، انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره، والتبليغ لها، والتواصي بها، وذكرِها وتذكرِها، والتصديق بالخبر، والامتثال للطلب، والاجتناب للنهي.

وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم، انبعثت من العبد قوة الحياء فيستحيي من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه. فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع، غير مهملة، ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.

وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وبكل ما يجريه على عبده، ويقيمه فيه مما يرضى به هو سبحانه.

والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به، ورضاه بما يفعله به، ويختاره له.

وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء، ذلت النفس المطمئنة لعظمته، وانكسرت لعزته، وخضعت لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له، فتعلو صاحبها السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته، ويذهب طيشه وقوته وحدته.

فإذا عرف العبد ربه أوجب له شهود صفات الإلهية المحبة الخاصة والشوق إلى لقائه، والأنس والفرح به، والسرور بخدمته، والمنافسة في قربه، والتودد إليه بطاعته، واللهج بذكره، والفرار من الخلق إليه، ويصير هو وحده همه دون ما سواه، وأوجب له شهود صفات ربوبيته التوكل عليه والافتقار إليه والاستعانة به، والذل والخضوع والانكسار له.


واختتم فضيلته الخطبة بقوله: من كملت فيه معرفة ربه.. شهد ربوبيته في إلهيته، وإلهيته في ربوبيته، وحمده في ملكه، وعزه في عفوه، وحكمته في قضائه وقدره، ونعمته في بلائه، وعطاءه في منعه، وبره ولطفه وإحسانه ورحمته في قيوميته، وعدله في انتقامه، وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه، وحكمته ونعمته في أمره ونهيه، وعزه في رضاه وغضبه، وحلمه في إمهاله، وكرمه في إقباله، وغناه في إعراضه.


استضافت سعادة مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود، في مكتب سعادتها بالمسجد الحرام، جموعًا من المنسوبات لمعايدتهنَّ بمناسبة عيد الفطر المبارك ١٤٤٤هـ حيث توافدنَ إلى مكتبها في المسجد الحرام خلال أيام العيد للتعبير عن التهانيّ وأصدق مشاعر المودة والإخاء، وبادلتهنّ المشاعر نفسها، متمنيةً لهنّ السعادة والتوفيق، سائلةً الله أن يعيد على الأمة الإسلامية أعيادها أعوامًا عديدة في رخاءٍ و أمان.
ونوّهت سعادتها بالجهود الكبيرة التي بذلتها منسوبات الرئاسة خلال موسم رمضان ١٤٤٤هـ، وعبرت لهنّ عن فخرها واعتزازها بما وصلن إليهِ من تطوّر في الأداء، و ذكرتهنَّ بعظمة مهمتهنّ و الشرف المنوط بالأعمال التي يقدمنها في خدمة بيت الله الحرام و قاصديه.
 
عاد طلاب معهد الحرم المكي الشريف إلى حلقات الدراسة بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، لاستكمال الفصل الدراسي الثالث، وذلك في يوم الأربعاء الموافق لتاريخ 6 شوال 1444 هـ. وقد استقبلت إدارة المعهد الطلاب بترحيب حافل وتهنة بالعيد السعيد وتمنياتها لهم بالتوفيق والنجاح في مسيرتهم الدراسية.
وعبرت إدارة المعهد عن سعادتها بعودة الطلاب إلى الدراسة بعد إجازة العيد، مؤكدة على أهمية الالتزام بالجد والاجتهاد في التحصيل العلمي.
وأضاف فضيلة مدير معهد الحرم المكي الشريف الشيخ صالح بن دخيل ربه السلمي أن هذه العودة تأتي لمواصلة رحلة التعليم والتحصيل العلمي، ولتحقيق الأهداف المنشودة في تطوير العملية التعليمية وتحقيق التميز في الأداء الأكاديمي.
وأشار فضيلته على ضرورة الاستفادة من هذه الفترة الدراسية الجديدة، والعمل بجد واجتهاد من أجل تحقيق الأهداف المرسومة، كما حث الطلاب على الالتزام بالنظام الدراسي ومتابعة المناهج العلمية بشكل مستمر.
وتقدمت إدارة المعهد بالشكر والتقدير لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، على دعمه الدائم للمعهد والطلاب، والذي يساهم في تحقيق أهداف المعهد وتطوير العملية التعليمية فيه. كما تمنت إدارة المعهد للطلاب التوفيق والسداد في مسيرتهم الدراسية، وأن ينالوا أعلى الدرجات والتقدير في جميع المواد الدراسية.


الصفحة 1 من 33