أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .
وقال فضيلته: فإن من محاسن ديننا وشواهد كماله أن أشاد بمكارم الأخلاق وعظم شأنها ورغب في محاسن الآداب وفخمها بل جعلها الحق المبين سبحانه عبادة تثقل بها موازين الحسنات وتتفاضل بها الدرجات في الجنات ألا وإن من أفضل خصال المسلم وأجلها وأجمل أخلاق المرء وأنبلها خلق الرفق الذي هو لين الجانب بالقول والعمل واللطف بأخذ الأمور بأحسن الوجوه .
وبين أن الرفق من صفاة الله تعالى وتقدس قال عليه الصلاة والسلام : (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ ) فالمؤمن الذي يرفق في محل الرفق قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته فإن الله تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب ظهور مقتضاها وظهور آثارها على العبد وهو رفيق يحب الرفق ويحب أهل الرفق.
وأشار فضيلته أن الرفق كان من أرفع اخلاق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام وأعظمها وأظهرها أثرًا في كمال رسالته وأداء أمانته وتمام نصحه لأمته من أحل ذلك خصة هذه الخصلة بالذكر من بين شمائله العظيمة فأشاد بها الوهاب فقال سبحانه ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) لقد كان عليه الصلاة والسلام رفيقًا في حزم متأنيًا في عزم لين من غير ضعف .
وأكمل: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يا محمد، فقال عليه الصلاة والسلام «وعليكم» ففطنت أمنا عائشة رضي الله عنها لمقالة اليهودي فقالت «وعليكم السام واللعنة» فقال النبي صلى الله عليه وسلم «مهلًا يا عائشة، إن الله رفيق يحب أهل الرفق» أخرجه البخاري، وفي لفظ مسلم «إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» فالله تعالى رفيق في أفعاله، خلق السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لمحة ولحظة، فخلقهن في ستة أيام تعليمًا لخلقه التثبت والتأني في الأمور.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي: أما رفقه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين ولطفه بهم وبولدانهم فشواهده كثيرة شهيرة، منها ما أخبرت به أم قيس بنت محصن رضي الله عنها أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال على ثوبه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه ولم يغسله، وفي هذا الخبر ما فيه من لين النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه واستعماله غاية اللطف جبرًا لقلب أم الرضيع حين أجلس وليدها في حجره، ثم لم يظهر عليه السلام تبرمًا ولم يضق ذرعًا بوقوع النجاسة على ثوبه الطاهر، ولم يزد على أن أمر بماء فأريق على ثوبه، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا، فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار.
وبيّن: الرفق ثمرة صفتين محمودتين يحبهما الله، هما الحلم والأناة، فمتى حاز المرء هاتين الخصلتين فلابد أن يكون رفيقًا ، تظهر آثار رفقه سدادًا في قوله وفعله، وتمامًا في مروءته، ومحبةً إلى الله وإلى عباده، فمن كان مجبولًا عليهما فليحمد الله، وليشكره، فقد أوتي خيرًا عظيمًا، ومن لم يكن كذلك فليسألهما من المنان الرحمن، وليكتسبهما بمجاهدة النفس والشيطان، فإنما يأمرانه بضديهما وهما الغضب والعجلة، وهما أسرع ضررًا على العاقل من نار سرت في هشيم يابس.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: بالرفق تتحقق للعباد معظم مصالح الدين والدنيا، بل الخير كله في الرفق، قال عليه الصلاة والسلام «من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله» وهذا الحديث من جوامع الكلم النبوي، فإنه حوى معاني كثيرة جليلة بأوجز عبارة، وهو دال على دخول الرفق في العبادة، ومع الناس في المعاملة، فمن حرمه في العبادات أداها مستعجلًا مشتت الفكر، حريصًا على الفراغ منها، فحرم لذتها وبركتها وخشوعها وكمال أجرها، ومن حرمه في معاملة الناس ساءت صحبته لهم، وحرم مودتهم، واكتسب عداوتهم، وربما تعدى إلى ظلمهم، وذلك حرمان الخير كله، وتحقق الشر بحذافيره، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».

photo 6032699794423662361 yphoto 6032699794423662362 yphoto 6032699794423662363 y
أمّ المصلين لصلاة الجمعة، اليوم، بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، واستهل خطبته قائلًا: أيها الناس : اتقوا الله تعالى واذكروا مآله عليكم من النعم والآلاء ، واشكروه واعبدوه مخلصين له الدين ولوكره الكافرون ولو كره المشركون .

وقال الجهني معاشر المسلمين والمسلمات : لقد امتن الله عزوجل على البشرية بدين الإسلام، وأكرمهم برسوله النبي الامي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير الانام ، حتى صار الناس إخوانا متحابين ، بعد أن كانوا متفرقين متباغضين ، ولذلك ذكرهم بقوله تعالى: ( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)، عباد الله إذا نظرنا في الآفاق وفي انفسنا راينا نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، وألطافه تتوالى من حولنا بلا انقطاع ، والواجب على العبد ، التحدث عن نعم الله عز وجل ، والشكر على ما أفاء به علينا  من هبات وأعطيات ، وما أسبغ علينا من عافية في الدين والدنيا ، وما أحاطنا به من  امن وأمان ورخاء في البلاد وعلى العباد ، وصحة في الابدان ، وجاه وزينة وأولاد ، إلى آخر تلكم النعم الإلهية التي لا تعد ولا تحصى ، وفي معرض التحدث بالنعمة ، قوله تعالى مخاطباً الأمة الإسلامية في شخص رسولها الكريم ، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ،  إذا فالتحدث بنعمة الله دينية كانت او دنيوية يعني شكرها والإعتزاز بها ، فإذا تحدث الإنسان بنعمة إلهية ، فليقصد بذلك إظهار فضل الله عليه وعلى الناس وتحريض الآخرين على الرغبة فيما عند الله ، والشكر لما وهب وأعطى ، فالله عز وجل هو خالقنا ورازقنا ، ونعمه وعطاياه أكثر من أن تعد أو ان تحصى ، قال تعالى : (وما بكم من نعمة فمن الله) وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وإن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )

 وذكر الجهني إن أولى مراحل الشكر لتلكم النعم أن نتفطن للنعم وأن نحس بها وأن لا نغفل عن الفضل الذي لحقنا وأن ندرك جيد الإدراك أن كل هذه النعم التي نسعد بها هي من منعم واحد لا شريك له هو رب العالمين خالق الخلق اجمعين رب الأرباب ومسبب الأسباب ، وثاني مراحل الشكر/  أن نستعمل تلكم النعم  فيما خلقها الله لها في الطاعة ، وتحقيق معنى العبودية ، ونتجنب الاستعانة بها على المعصية ، وقدوتنا في ذلك نبينا محمد الشاكر الحامد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال صلى الله عليه وسلم : افلا أكون عبدا شكورا ) رواه البخارى ومسلم .

وقال أيها المسلمون امتن الله تعالى على هذه البلاد المملكة العربية السعودية بجمع الشمل وتوحيد الكلمة وإخلاص العبادة لله وحده واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم غضة طرية ، كما جاء بها نبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ،  وتلكم ياعباد الله نعمة عظيمة ، وجب علينا التحدث بها وشكرها ، فالشكر لله رب العالمين ، فضيلة عظيمة ومقام كريم وهو صفة الله عزوجل وصفة أنبيائه الكرام عليهم الصلاة والسلام ، قال تعالى مثنيا على نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ( ان إبراهيم كان امتا قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين  شاكرا لأنعمه) وأعظم بالشكر مقرونا بالعمل الصالح ، وان يستخدم العبد نعم الله تعالى عليه فيما خلقت لها من طاعته وتقواه ، والعمل بها على ما يحبه ويرضاه .

وقال فضيلته في الخطبة الثانية فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، وتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين من بعده ، عضوا عليها بالنواجذ ، واعلموا أن الأمم العظيمة تستذكر تأريخها وتستخدمها أداة للتوجيه والتربية ، وتتخذ من إنجازات الآباء والأجداد ، ومن سيرهم محفزات على السمو والعطاء والاستقامة والتحفيز على الوصول الى كل ماهو نافع للإسلام والمسلمين ، فأمة لا تعرف تأريخها لا تحسن صياغة مستقبلها.

photo 6032916239300544071 yphoto 6032916239300544072 yphoto 6032916239300544073 yphoto 6032916239300544074 yphoto 6032916239300544075 yphoto 6032916239300544076 yphoto 6032916239300544077 y

اعتنت المملكة العربية السعودية على مر التاريخ بالحرمين الشريفين وخدمتهما، حيث أولى ملوك هذه البلاد المباركة المسجد الحرام والمسجد النبوي العناية والاهتمام، وذلك منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله - مروراً بأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله – رحمهم الله- إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -.

 ومن هذه الجهود الجليلة الاهتمام بماء زمزم المبارك، حيث تحظى بئر زمزم بعناية خاصة ليقدم الماء المبارك لقاصدي الحرمين الشريفين وفق أعلى المعايير.

 في عام 1345 هـ - 1926م أمر جلالة الملك عبدالعزيز بإنشاء سبيل لسقيا زمزم تحت مسمى سبيل الملك عبدالعزيز، كما أمر رحمه الله في عام 1346ه-1927م بإنشاء سبيل ثان لسقيا زمزم، وفي العام نفسه أمر أيضاً بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها.

وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أمر -رحمه الله- عام 1373هـ-1953م بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم، وفي عام 1382هـ-1962م أمر بإزالة مبنى بئر زمزم القديم وإنشاء قبو لبئر زمزم.

وواصل الملك فيصل -رحمه الله- اهتمامه ورعايته لبئر زمزم، حيث أمر في عام 1393هـ-1973م بإنشاء قبو ثان للبئر، وذلك حرصاً منه على توفير الراحة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم لمناسكهم.

كما أولى الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ماع زمزم بالغ اهتمامه حيث أمر عام 1399هـ-1978م بنقل مدخل قبو زمزم إلى قرب الرواق الشرقي والقيام بأول عملية استكشاف وتنظيف شامله للبئر وذلك من قبل عدد من الغواصين.

ومع انطلاق مشروع التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- 1409هـ-1988م تضمن المشروع نظام مياه للشرب والتصريف، حيث تكون من وحدتين ضخمه لماء زمزم وعدة صنابير للشرب وإنشاء مضخة في دور التوسعة الثانية.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمر عام 1427هـ-2006م بإنشاء محطة تنقية مياه البئر ومحطة ومصنع للتعبئة والنقل تعمل وفق نظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي حيث سمي هذا المشروع باسم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم.

وفي عام 1439هـ- ـ2017م  صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على استكمال أعمال بئر زمزم وأعمال تأهيل العبارات حيث تم إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم وعددها خمس عبارات كما تم استكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم وإزالة للشوائب وفحص للبيئة المحيطة ببئر زمزم.

وتمر رحلة المياه المباركة من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي بعدة مراحل منها التنقية والتعقيم وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) متر مكعب بالساعة تقوم بسحب مياه زمزم من البئر وضخها إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير مياه زمزم، والذي يقوم بدوره بتخزين المياه وإجراء أعمال التعقيم ثم إرسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم وإلى محطة سبيل الملك عبد العزيز، ومرحلة ضخ المياه المسحوبة من المضختين تتم عبر خطوط نقل المياه الخام والتي تبلغ 4 كيلو متر تقريبا وهي مصنوعة من مادة الحديد الغير قابل للصدأ (استانلس ستيل) حيث يوجد على طول الخطوط غرف هواء وغسيل وغرف تحكم موصولة بوسائط خاصة بالتحكم.

وتخزن المياه من البئر في خزانات ذات سعة (5000) متر مكعب وهو مقسم إلى جزئين ومبني من الخرسانة المسلحة، ومرحلة تنقية المياه بعد عملية تخزين المياه تتم بنقلها إلى محطة التنقية وفلترة مياه زمزم وإنتاج المياه بدرجة عالية من النقاوة والتعقيم عبر منظومة متكاملة من الفلاتر، وتنتقل المياه المنتجة بعدها إلى خزاني كدي سعة (10000) م3 وسبيل الملك عبد العزيز.

ويزود المسجد الحرام بماء زمزم من خزان كدي وتعبأ صهاريج زمزم للمسجد النبوي من سبيل الملك عبد العزيز كما يتم الضخ إلى مصنع الإنتاج لتنتج عبوات ماء زمزم 5 لتر، وتنتقل المياه المنتجة من خزان كدي بعد إعادة تنقيتها عن طريق الأشعة فوق البنفسجية عبر أنابيب غير قابلة للصدأ (استانلس استيل) إلى محطات تبريد مياه زمزم حول المسجد الحرام حيث يتم ضخها إلى نقاط تعبئة الحافظات ومشربيات مياه زمزم في المسجد الحرام.

ويسبق كل مرحلة من المراحل الأساسية عملية أخذ عينات وتحليل لمياه زمزم للتأكد من مواصفاتها وخصائصها، ويخضع الماء المبارك في جميع مراحل رحلته إلى عينات عشوائية يتم تحليلها للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ملوثات، وتتم عملية فحص عينات ماء زمزم بالتقنية المستخدمة في الفحص بالخطوات التالية: فيزيائياً بالتأكد بعد أخذ العينة وخلوها من أي شوائب ترى بالعين المجردة، وكيميائياً بتحليل جميع مركباتها بأجهزة مخصصة ومطابقتها للمواصفات والمقاييس، وبكتيريولوجيا: بفحص المياه بمواد مخصصة باستزراع البكتيريا والميكروبات، كما تستخدم تقنيات خاصة ذات كفاءة عالية مخصصة لفحص المياه في المختبر ومنها: أجهزة الكيمياء: - جهاز الفحص الفوري للكلور- جهاز قياس الحمضية والقلوية للمياه ph - جهاز تحليل جميع مركبات وعناصر المياه وأجهزة الميكروبيولوجي: -جهاز لتحضين البكتيريا ونموها في أسرع وقت للكشف عن البكتيريا والميكروبات- جهاز كبينة السلامة للعمل على زراعة البكتيريا في بيئة منعزلة عن أي تلوث خارجي، لضمان مستوى التحاليل- جهاز الميكروسكوب لمعرفة أنواع البكتيريا ومصدرها.

ويستقبل المسجد الحرام يومياً قرابة (مليون وربع) لتر، من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم حيث جهزت الهيئة العامة ما يزيد عن (30) ألف حافظة لماء زمزم المبارك موزعة في أنحاء المسجد الحرام وساحاته ومرافقه الخارجية يتم تعبئتها خمس مرات يومياً، وتوفير ما يزيد عن (300) حقيبة متنقلة لتوزيع عبوات زمزم، و(80) عربة ذكية سعة (80) لترا تتم إدارتها وتوزيعها من خلال أكثر من (1030) عامل.

 HIM7665 2IMG 1021IMG 1022IMG 1023IMG 1025IMG 1026IMG 1029IMG 1030IMG 1028IMG 1035
تواصل المملكة العربية السعودية جهودها المستمرة في رعاية وتطوير المسجد الحرام، وتُعتبر الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام جزءاً أساسياً من هذه الجهود، لما لها من دور حيوي في تسهيل دخول وخروج الملايين من المصلين والمعتمرين والحجاج سنوياً، وتؤدي دوراً جوهرياً لتبقى تجربة الزوار في المسجد الحرام تجربة فريدة ومميزة، تتماشى مع قدسية المكان وأهميته الدينية.
الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام
باب الملك عبد العزيز رقم (1):
يعد من الأبواب الأساسية ويقع في الساحة الجنوبية للمسجد الحرام، تم تطوير هذا الباب ضمن مشروع توسعة المطاف، ليصبح بمساحة تتناسب مع تدفق أعداد كبيرة من الزوار، يبلغ ارتفاع هذا الباب 24.5 مترًا، بينما يصل عرضه إلى 6 أمتار، مما يجعله من أهم الأبواب الرئيسية التي تتيح دخول المصلين بسلاسة.
-باب الملك فهد رقم (79):
يقع هذا الباب في الساحة الغربية للمسجد الحرام، ويعد من الأبواب الهامة التي تم تحديثها لتسهيل حركة الحشود. يتميز بارتفاعه البالغ 9.9 مترًا وعرضه الذي يصل إلى 13.25 مترًا، مما يسهل دخول وخروج أعداد كبيرة من المصلين والزوار.
-باب الفتح رقم (45):
يقع في الساحة الشمالية وتم تطويره ضمن مشروع توسعة المطاف أيضًا، يبلغ ارتفاع الباب 12.7 مترًا، وعرضه 6.06 أمتار، مما يساهم في تسهيل حركة المصلين، خاصة في الأوقات التي تشهد ازدحاماً كبيراً.
-باب العمرة رقم (62):
يقع هذا الباب في الساحة الغربية للمسجد الحرام، ويعد من الأبواب التي شهدت تطويراً حديثاً ضمن مشاريع التوسعة، يبلغ ارتفاعه 12.7 مترًا وعرضه 6.06 أمتار، ويعتبر من الأبواب الرئيسية التي تسهل حركة الحشود الكبيرة.
-باب الملك عبد الله رقم (100):
يعد هذا الباب من أحدث وأكبر الأبواب التي أضيفت ضمن مشروع التوسعة السعودية الثالثة، يقع في الساحة الشمالية للمسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه 25 مترًا وعرضه 42.7 مترًا، والذي يزن 14 طن، ما يجعله من الأبواب الأكثر استيعاباً لأعداد الزوار الكبيرة، ويعتبر نقطة عبور رئيسية للمصلين.
أهمية الأبواب الرئيسية من الناحية التنظيمية
تحظى الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام بأهمية كبيرة من حيث التنظيم والتسهيل على المصلين والزوار، تتوزع هذه الأبواب في مواقع استراتيجية حول المسجد الحرام لتسهل الوصول إليه من مختلف الاتجاهات، سواء من الساحات الخارجية أو المناطق المحيطة.
استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين والزوار
يتميز المسجد الحرام بقدرته على استيعاب أعداد كبيرة من المصلين بفضل توسعاته المتعددة، ولأن الأبواب الرئيسية تعتبر نقاطاً أساسية في دخول وخروج الزوار، فقد تم تصميمها بمساحات كبيرة، تضمن تدفق الحشود بسلاسة دون حدوث ازدحام. على سبيل المثال، باب الملك عبد الله الذي يُعدُّ أكبر باب في المسجد، يبلغ عرضه 42.7 مترًا، وهو مصمم لاستيعاب أعداد ضخمة من الزوار.
الرمزية الهندسية والجمالية للأبواب والمآذن
لم يقتصر الاهتمام بتطوير الأبواب على جانبها الوظيفي فقط، بل أيضاً على الجانب الجمالي والمعماري، فقد تم تصميم هذه الأبواب بعناية فائقة، حيث تزينها النقوش والزخارف الإسلامية التي تضفي على المكان رونقاً خاصاً، بالإضافة إلى ذلك، تعلو الأبواب الرئيسية مآذن شاهقة من أطول وأجمل المآذن في العالم الإسلامي، تتيح للزوار رؤية المسجد الحرام من مسافات بعيدة، مما يسهل عليهم تحديد مواقع الأبواب الرئيسية.
خدمات إضافية مرافقة للأبواب
تم تجهيز الأبواب الرئيسية بعدة خدمات تسهل على الزوار الدخول والخروج من المسجد الحرام، يوجد حول هذه الأبواب مداخل مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعل التجربة الكاملة للزوار مريحة وآمنة.





بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تزينت واجهة المبنى الإداري للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بمكة المكرمة، ومبنى مكتبة الحرم المكي الشريف، ومجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، بالأضواء الخضراء.

وذلك تزامنا مع حلول ذكرى اليوم الوطني الـ (94) لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.

ويأتي ذلك ضمن احتفاء الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمناسبة الغالية تحت شعار "نحلم ونحقق"، والذي يستوحي من الإنجازات الكبيرة، والمشروعات الطموحة التي تنفذها المملكة كجزء من رؤيتها 2030.

HIM 4050HIM 4092
 
رفع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -؛ بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ94، مؤكدًا أن هذه الذكرى ترمز لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، أرست دعائم النهضة والتنمية في كافة المجالات.
وأشار سعادته إلى أن ما تحقق من منجزات في الحرمين الشريفين تضمنت تطوير وتحسين منظومة التفويج لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي؛ انعكست -بفضل الله- على تحسين تجربة الزيارة وتنظيمها وإدارتها بكفاءة، كما أن تدشين مراكز لرعاية الأطفال في المسجد الحرام كان نتاج لحزمة من الأعمال المستمرة؛ بهدف تحسين تجربة القاصد والحرص على راحته وطمأنينته أثناء أداء مناسكه.
وأوضح المهندس الشهراني أن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين، تضع الحرمين الشريفين في قلب اهتماماتها الاستراتيجية، كما قدمت كافة الممكنات التنظيمية والمادية للعمل بخطى ثابتة نحو تطوير الأصول والمرافق في الحرمين الشريفين، وتطبيق الإدارة الذكية التي تعزز من جودة الخدمات المقدمة فيهما.
كما ثمن المهندس الشهراني جهود برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يعزز من تجربة الحجاج والمعتمرين، ويهدف إلى تطوير جميع جوانب البنية التحتية والتقنيات المستخدمة لخدمة ضيوف الرحمن، والوصول بعدد قاصدي الحرمين الشريفين إلى 30 مليون معتمر وزائر بحلول عام 2030.
وفي الختام، دعا المهندس غازي الشهراني المولى -عز وجل- أن يحفظ المملكة وقيادتها الرشيدة، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، مجدداً شكره وتقديره نظير الدعم الكبير الذي تحظى به الهيئة بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ورعايتها.
 
 
تستذكر المملكة العربية السعودية في اليوم الوطني الـ94 إنجازات تاريخية، تأتي في مقدمتها التوسعات العملاقة في المسجد الحرام، منذ تأسيس المملكة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - والاهتمام بالحرمين الشريفين هو أولوية للمملكة العربية السعودية، انطلاقًا من مكانتهما الدينية العظيمة في قلوب المسلمين حول العالم.
مشروع توسعة المسجد الحرام في عهد المؤسس

انطلقت مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف عام 1344هـ - 1925م، عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بترميم المسجد الحرام ترميمًا شاملاً، وقد تبعه على نهجه أبناؤه الملوك من بعده -رحمهم الله- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-.
التوسعة السعودية الأولى

في عام 1375هـ -1955م بدأت أعمال البناء والتشييد للرواق السعودي، والتوسعة السعودية الأولى وكان ذلك في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وفي العام 1396هـ -1976م تم الانتهاء من أعمال البناء والتشييد للرواق السعودي.
التوسعة السعودية الثانية

وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1409هـ - 1988م حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، والتي شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، وفي العام 1413هـ - 1993م دُشنت التوسعة السعودية الثانية.
التوسعة السعودية الثالثة

مع تزايد أعداد زوار بيت الله الحرام، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله – في عام 1429هـ - 2008م توجيهاته بالبدء في مشروع توسعة الحرم المكي الثالثة، وهو المشروع الأكبر في تاريخ المسجد الحرام.
الرواق السعودي تجديده وتطويره

اكتمل تطوير الرواق السعودي في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث يستوعب عدد 107 ألف طائف في الساعة، وعدد 278 ألف مصلي
بمساحة إجمالية 210 ألف م 2.
رؤية 2030 وتطوير الحرمين الشريفين

تأتي هذه التوسعات العملاقة كجزء من رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع طاقة استيعاب الحرمين الشريفين إلى مستويات قياسية، لتتمكن المملكة من استقبال أكثر من 30 مليون معتمر سنويًا، تجسد هذه المشاريع رؤية القيادة الحكيمة وحرصها الدائم على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، في ظل بيئة آمنة ومريحة تساعدهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.


 

خطب وأمّ المصلين في المسجد الحرام معالي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس  ، إمام وخطيب المسجد الحرام.

وبدأ فضيلته خطبته بقوله :  إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله.
لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذِكراً     وإن كنتُ لا أحصي ثناءً ولا شُكرَا
   لكَ الحمدُ حمداً سرمدياً مباركاَ          يقلُّ مِدادُ البحرِ عنْ كنههِ حصرَا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا برُبوبيته وألوهيته وتوحيدَا، وتعظيمًا لجلاله سبحانه وتفريدَا، وأشهد أن نبينا محمدًا عَبْدُ الله ورسوله، أزكى مَن دَعَا للتوحيد اعتقادًا وعملاً فريدَا، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الطيبين البالغين بالحق رُكنًا شديدَا، وعِزًّا مشيدَا، وصحبه الباذلين لكلمة الإخلاص طارفًا وتليدَا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ممن رَجَا وعْدًا واتقى وعيدَا، وسَلِّم ربنا تسليمًا كثيرًا عديدَا، إلى يوم الدِّين سرمدًا مَزيدَا.

أما بعد: فيا عِبَادَ الله، اتقُوا الله رَبَّكُم واعبُدُوه، وأطيعُوهُ تعالى وَوَحِّدُوه، مَالَكُم مِن إلهٍ غيره ، ولا رَبَّ لكم سِوَاه ، ولا معبود بحق إلاّ إيّاه.

وقال فضيلته معاشر المؤمنين: على حِين فترَةٍ من الرُّسل، هَبَّتِ النَّسَائم النَّدِيَّة، للرِّسالة الغرَّاء الإسلامِيَّة، بتشريعَاتها السَّنِيَّة الرَّبانيَّة، فاعْتَنَقتْها فِطَر أمم الأرض السَّوِيَّة، دُون تأبِّ أوِ الْتِياثِ طويَّة، فلقد جاء الإسلام بعقيدة صافية، استقرت في أعماق السُّوَيْدَاء، وانداحت بها الروح في ذوائب العلياء، إنها عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى، ولقد خلق الله عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وزَيَّنَتْ لهم مسالك الانحراف والضلال، ففي الحديث القُدُسِيِّ الصحيح، أن الله جل وعلا قال:" إني خلقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلَتُ لهم، وأَمَرَتْهُم أن يُشْرِكُوا بِي ما لم أُنْزِل بِهِ سُلْطَانَا" (رواه مسلم)، وقال تعالى:﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾

أمة الإيمان : إن توحيد الله سبحانه وتعالى يشمل ؛ توحيد الألوهية والربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات ، ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾، ومع ما للتوحيد من مكانة جلّى، فإن الحفاظ عليه وتحقيق شروطه ومقتضياته لاسيما في مجال التطبيق وميادين العمل وساحات المواقف، يُعدُّ المقصد الأعظم في الحياة كلها، إذ أعظم مقاصد الشريعة الغراء حفظ الدين وُجُودًا وَعَدَمَا، وحراسة العقيدة من كل ضروب المخالفات وأنواع الشرك والبدع والمُحْدَثات.

وأضاف فضيلته أيها المسلمون: ومَعَ ما تَعيشُهُ أمتنا الإسلامية من الواقِعِ المَرِيرِ في أرْجَاءٍ كثيرة انتشر فيها من البدع والمحدثات ما يندى له جبين أهل الإيمان، وما يستحق أن نذرف دمعة أسى عليه، فإنه لا مندوحة للأمة من أن تفيء إلى معاقد شموخها وسطوعها، وعزّتها ولُمُوعِها، إلا بترسم منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود  أن النبي  قال:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وقال عبد الله بن مسعود :"من كان مُسْتَنًا فَلْيستن بمن قد مات، فإن الحي لا تُؤْمَنُ عليه الفتنة، أولئك أصحاب النبي  أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها عِلمًا، "، وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله:"سَنَّ رسول الله  وولاة الأمر من بعده سُنَنًا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله تعالى، ليس لأحد من الخلق تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو المهتدي، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولَّاه الله ما تَوَلّى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا"، وهكذا في باب التَّرَضِّي عن جميع الصَّحَابة رضي الله عنهم، وأُمَّهَاتِ المؤمنين رَضِيَ الله عَنْهُن، وفي بابِ الجماعة والإمامة، والسَّمْعِ والطاعة لولاة الأمر بالمعروف؛ تحقيقًا للعقيدة السَّلَفِية الصحيحة، في تَجَافٍ عن المناهج الضالة، والأحزاب المخالفة
فَمَا لِيَ إِلاَّ شِرْعَةُ الحَقِّ شِرْعَةً وَمَا لِيَ إِلاَّ مَذْهَبَ الحَقِّ مَذْهَبُ

هذا، وصَلُّوا وسَلِّموا على المصطفى الهادي الأمين، أسوة المؤمنين، المُرسل بالشرع المبين، كما أمركم بذلك رَبُّ العَالمين في الكِتَاب المُسْتبين، ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُر الميامين ، وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعَلِيّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، ووفق أئمتنا وولاة أمرنا، وأيد بالحق والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ما فيه عِزُّ الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد للعباد والبلاد، وجميع ولاة المسلمين، ووفق رجال أمننا والمرابطين على ثغورنا وحدودنا ، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء. اللهم اجمع كلمة الأمة على الكتاب والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة. اللهم احفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين ، واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين، وأنج المستضعفين من المسلمين في كل مكان يارب العالمين
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. 
IMG 20240920 133222 538
HIM 3973 1


أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي المصلين بالمسجد النبوي لصلاة الجمعة واستهل خطبته قائلاً: يا بني آدم قد خلقكم الله تعالى لأمر عظيم وشأن كبير ، تخلت أن تحمله السموات والأرض وأشفقت من القيام به خوفاً من أن تضيعه فتعذب أو تقصر فيه فتلام ويصيبها بما قصرت فيه حساب الله وعقابه ألا إن هذا الأمر العظيم وهو عبادة الله تبارك وتعالى بإحسان وإصلاح الأرض بشرع الله واجتناب المظالم والمحارم.

وأضاف فضيلته: يا ابن آدم تفكر في مبدأ أمرك ونهايته وما بين البداية والنهاية من الأحوال المتقلبة، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ، قال المفسرون: خلق الله الإنسان يلاقي ويواجه شدائد الدنيا والآخرة ومشاقها ثم يكون النعيم بعد ذلك للصابرين المتقين والعذاب لمتبعي الهوى والشهوات المحرمة، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾.

وأوضح الشيخ الحذيفي: إن الحساب عسير وإن الناقد بصير وإن الله لا يخفى عليه شيء وهو عليم بذات الصدور، لن تزول قدما عبد يوم القيامة ولن تنتقل من مكانها لجواز الصراط المضروب على متن جهنم إلى الجنة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة، فإن أجاب ربه بالصدق وأفنى عمره في طاعات مولاه فيا فوز الطائعين، قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّدِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفوز العظيم.

وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وهذا سؤال صعب ووقوف فيه كرب عن مداخل الأموال وكيفية مخارجها وسبل إنفاقها، والمال الحلال يدخل به الصالح أعلى الجنات، والمال الحرام يشقى به صاحبه في حياته ويشقى به ورثته الشؤمه بعد وفاته، عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ – رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.» رواه البخاري.

فما أعظم مسؤولية المال وما أكثر شره وفساده لمن أنفقه على الشهوات وحرم المستحقين منه، وعن علمه ماذا عمل به والعمل بالعلم هو تعليمه لمن يحتاج إليه والأمر فيه بالخير والنهي فيه عن الشر، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فأعظم إحسان هداية الإنسان للهدى ونهيه عن الردى.

وفي ختام خطبته أوصى الحذيفي قائلاً: اتقوا الله حق التقوى وتمسكوا بالعروة الوثقى فمن تمسك بتقواه فاز بالخير ونجا من الشرور والمهلكات، فما من خير يناله المسلم في هذه الدنيا والآخرة إلا أجراه الله على يديه.

WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.30WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.42WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.52

أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل خطبته قائلًا : أيها المسلمون لئن كثُرت نِعمُ الربِّ على عباده، وتنوَّعَت مِنَنُه، وعظُمَت آلاؤُه، فاستوجَبَت شُكرًا يُعقِبُ لهم منه المزيد، فإن النعمةَ العُظمى -بعد نعمة الهداية إلى دين الله القويم وصراطه المستقيم- هي المِنَّةُ الربانيَّةُ الكريمة، ببِعثة هذا النبي الكريم، يقرأ عليهم آيات كتابه العظيم، ويطهرهم من ذنوبهم باتباعهم إياه، وطاعتهم له فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، ويعلمهم كتاب ربهم الذي أنزله عليه، ببيان معانيه وأحكامه، ويوضح لهم سنته التي سنها للمؤمنين، فيستنقذهم مما كانوا فيه من الضلالة، ويبصرهم بعد العماية، كما قال عز اسمه: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

وإن النبي صلوات الله وسلامه عليه، مرسل من ربه عز وجل إلى قومه بلسانهم، فليس متهمًا عندهم، ولا يأنفون من الأخذ عنه، وهو في غاية النصح لهم، والسعي في كل ما به صلاح أحوالهم، وسعادتهم ونجاتهم، ويشق عليه ما يشق عليهم، ويحب الخير لهم، ويسعى جاهدًا في إيصاله إليهم، ويحرص على هدايتهم، ويكره الشر لهم، ويسعى في تنفيرهم منه، وذلك لشدة رأفته ورحمته ورفقه بهم، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾،

وأضاف الدكتور خياط: ولذا كان حقه صلى الله عليه وسلم على أمته مقدمًا على كل الحقوق، وفي الطليعة من ذلك وجوب الإيمان بأنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، فلا نبي ولا رسول بعده، كما قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ ، والإيمان بأنه صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولوا العزم من الرسل، ومن حقه عليه الصلاة والسلام على الأمة محبَّتُه محبَّةً تفوقُ محبَّة الوالد والولد والناس كافَّة، كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين".

مشيراً فضيلته: أن الصادقَ في محبَّته صلى الله عليه وسلم لا بُدَّ أن تظهرَ علامةُ صِدقِه، وإلا كانت دعوَى لا بيِّنةَ عليها، والبيِّنةُ الدالَّةُ على صِدقِ دعوَى المحبَّة، تتجلَّى في علاماتٍ وأماراتٍ، أهمُّها: الاقتِداءُ به والعملُ بسُنَّته، والتأدُّبُ بآدابه في العُسر واليُسر والمنشَط والمكرَه، وإيثارُ ما صنعَه صلى الله عليه وسلم على هوَى النفس، ونُصرةُ دينِه، والذبُّ عن سُنَّته، والذَّودُ عن شرعِه، وكثرةُ ذِكرِه عليه الصلاة والسلام، فإن من أحبَّ شيئًا أكثرَ من ذِكرِه، وكثرةُ الشوقِ إلى لقائِه عليه الصلاة والسلام، وإن من صدق المحبة له عليه الصلاة والسلام، الإكثارُ من الصلاة عليه، فإنه من صلَّى عليه صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، كما ثبَت ذلك فيما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم، لاسيَّما في المواطِن التي يُستحبُّ فيها، كأول الدعاء وآخره، وعقِب الأذان، وعند ذِكرِه، وعند دخول المسجد والخروج منه، ويوم الجمعة وليلته، وفي التشهُّد.

مبيناً أن من لوازم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته في كل شأن، وقد أمرَ سبحانه بها فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾، وأخبرَ تعالى ذِكرُه أن من أطاعَه عليه الصلاة والسلام فهو مُطيعٌ لله، ومن عصاهُ فقد عصَى اللهَ عز وجل، لأنه لا يأمرُ إلا بأمرِه سبحانه، ولا ينهَى إلا بنهيِه، وإنما تتحقَّقُ طاعتُه صلى الله عليه وسلم بالاقتِداء به واتباعه، والاهتِداء بهديِه، والاستِنان بسُنَّته، وبالتحاكُم إليه في كل الأمور، والرِّضا بحُكمه.

واختتم فضيلته خطبته قائلاً عباد الله: لقد أوجب الله عز وجل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، مبيِّنًا أنه القدوة الحقة لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، يستعصم بها من الضلال، ويبلغ بها ما يأمل من الرِّضوان، ونزول رفيع الجنان، فقال سبحانه: ﴿ لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾، فهديه صلوات الله وسلامه عليه، خير ما يَستمسِك به مَنْ أخلَص دِينَه لله، وابتغى الوسيلة إلى محبته ورضاه، فإنه أكمل الهدي، وأفضل الزاد ليوم المعاد.

HIM 3862HIM 3865 (1)HIM 3865HIM 3868HIM 3869HIM 3875 (1)HIM 3879 (1)HIM 3882HIM 3883HIM 3890
الصفحة 1 من 2