السبت, 25 شباط/فبراير 2023 19:29

فضيلة الشيخ بخاري ضمن برنامج صناعة الأصولي: أئمة المذاهب الفقهية الأربعة أفنوا أعمارهم لحفظ وخدمة دين الله تعالى

قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن برنامج صناعة الأصولي في موسمه الثاني لعام ١٤٤٤هـ، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن عبدالحميد بخاري المدرس بالحرمين الشريفين محاضرة علمية بعنوان "أصول فقه الحنفية".

وابتدأ فضيلته وفقه الله بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله بذكر أبرز النقاط والمحاور في هذا الدرس وهي كالتالي [ مقدمات، معالم أصول فقه الحنفية أعلامًا وكُتبًا، خصائص منهج الحنفية في الأصول أُسلوبا وقواعد، إشكالات وإجابات تتعلق بأصول فقه الحنفية].

ثم فَصَّل في المقدمات مبتدئًا بعنوان الدرس مُوَضّحًا أن المقصود هو الكلام عن عِلمِ أصول الفقه عند الحنفية لا الكلام فيه وفي مسائله، وقد أُفرِدَ الكلام عن المذهب الحنفي في أصول الفقه دون غيره مِن المذاهب لأنه قد تَفَرَّدَ بسماتٍ منهجية وقواعد أصولية.

وثَنّى بالكلام عن مبدأ أصول الفقه وأنه قبل أن يكتب الإمام الشافعي رسالته في أصول الفقه كان مَلَكة عند الصحابة لِتَوَفُّر خمسة عناصر فيهم وهي: اللسان العربي، والنفوس الزكية، والعقول النقية التقية، ومعاصرة التنزيل، وتقييم الفُهوم بين يدي الوحي.

وثلَّث بالكلام عن المذاهب الفقهية الأربعة ونشأتها، ومِن المعلوم أن أئمة هذه المذاهب لم يتعمدوا إنشاء مذاهب خاصة لهم ولكن الله قيضهم لحفظ دينه لأن اجتهاداتهم وأصولها منضبطة وقد أفنوا أعمارهم لخدمة دين الله.

وأعطى الشيخُ وفقه الله نبذة مختصرة عن الإمام أبي حنيفة بداية بِاسمِه: النعمان بن ثابت، المتوفى سنة ١٥٠ه‍ وهو إمام الأئمة في الفقه والحِجَاج بشهادة الأئمة الكبار له.

وآخر أمر في المقدمات هو التقرير بأن عِلم أصول الفقه قد صُنِّف على طريقتين: طريقة الفقهاء، وروادها الحنفية. وطريقة المتكلمين، وروادها جمهور الفقهاء.

وقال فضيلته: كل من بنى قاعدته الأصولية على فروع الفقه وروايات المذهب فذلك منهج الفقهاء، ولو كان حنفيا أو شافعيا أو حنبليا أو مالكيا؛ وكل من بنى قاعدته الأصولية مجردة عن الفقه وقررها تقريرا عقليا مجردا، فذلك منهج المتكلمين، ولو كان حنفيا أو شافعيا أو حنبليا أو مالكيا، وكتاب "العُدَّة" لأبي يعلَى الحنبلي على طريقة الفقهاء في الأصول وهو ليس حنفيا.

ثم تحدث عن معالم أصول فقه الحنفية وعن أعلامه وكتبه، وأهم أربعة أعلام في مذهب الحنفية هم: أبو حنيفة وصاحبيه، القاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، وكذلك زُفَر بن الهُذيل.
وأما كتب أصول فقه الحنفية فهي بين متون مختصرة -وهي قليلة-، وكتب محررة مطولة وهي كثيرة، وأهم المتون المختصرة كتاب "منار الأنوار" لأبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي، وأهم الكتب المطولة كتاب "كَشْف الأسرار الكبير" لعلاء الدين عبد العزيز البخاري، وكذلك كتاب "أُصول السَّرَخْسِي".

ثم ذكر خصائص منهج الحنفية في الأصول، وهو على قسمين: خصائص منهجهم في الأُسلوب وأنهم على طريقة الفقهاء، وخصائص منهجهم في التقعيد والنتائج والأثر وأنهم تميزوا عن الجمهور بقواعد، كعدم احتجاجهم بخبر الآحاد فيما تعم به البلوى بقيود وضوابط محددة عندهم.
[١]- دلالة العامِّ عند الحنفية قطعية بخلاف الجمهور الذين يقولون أنها ظنية.
[٢]- اتفقت المذاهب الأربعة في الاحتجاج بالأصول الأربعة في أصول الفقه: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، ولا خلاف في حجيتها بين أحد منهم. إنما الخلاف بين الحنفية وغيرهم من الأصوليين حاصل في تقرير قواعد المسائل في الأدلة التابعة أو الفرعية أو الأدلة المختلف فيها.

وختم فضيلته الدرسَ بإشكالين والجواب عنهما:-
الأول: هل يصح نسبة الحنفية إلى مخالفة السُّنة كعدم اشتراطهم الوَلي في النكاح؟
والجواب عنه: أن هذا الإشكال منشأه من التعجل وقصر النظر في مآخِذ المسائل، وأن المذاهب كلها اتفقت على تعظيم نصوص الشريعة، وأن كل مذهب له مسائل ظاهرها مخالفة النصوص وإن كان في المذهب الحنفي أكثر مِن غيره، ولكل مسألة مِن تلك توضيح ومأخذ خاص بها، ولهذا جمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالته المهمة لكل طالب علم، وهي: "رَفْعُ المَلام عن الأئمة الأعلام".
الثاني: تكرر انفراد المذهب الحنفي في أصوله وفروعه.
والجواب عنه: أن تكرر انفراد المذهب الحنفي مَرده في الجُملة إلى أسباب منهجية ثلاثة:
1) المدرسة العِلمية التي نشَأَت عليها المذاهب؛ فقد استفاد الشافعي مِن مالك، واستفاد أحمد من الشافعي؛ فبالضرورة أن يكون بينهم قدر مشترك أكثر من الحنفية.
2) ‏خصائص مدرسة العراق التي تميزت بالقياس والاجتهاد مع قلة الرواية مقارنة بمدرسة الحجاز.
3) ‏الأسباب التي ذكرها شيخ الإسلام في كتابه "رفع الملام"، ولا شك أن تعصب المتأخرين مِن أتباع الأئمة له أثر في زيادة شُقَّة الخلاف -والله المستعان- وليسوا بمعذورين.

يأتي ذلك ضمن البرامج التوجيهية لعام ١٤٤٤هـ، التي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.

الجدير بالذكر يمكن متابعة الدرس عبر منصات الرئاسة الرسمية، كما تقوم الإدارة العامة لتقنية المعلومات بمساندة النشر من خلال منصة منارة الحرمين: https://manaratalharamain.gov.sa/sp/395116544


msg5347534764 1577msg5347534764 1576
قراءة 2432 مرات