السبت, 25 آذار/مارس 2023 01:59

ضمن البرنامج العلمي الدائم معالي الشيخ صالح بن حميد: الاقتداء بالنبي في أفعاله أنفع للعبد في الدنيا والآخرة

قيم الموضوع
(2 أصوات)


ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام، درسه في التعليق على باب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مِن كتاب "عمدة الأحكام"، وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر رمضان المبارك ١٤٤٤هـ، والتي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين بالتعاون مع هيئة كبار العلماء.

وابتدأ معاليه وفقه الله بعد أن قُرِئ عليه الجزء المراد التعليق عليه مِن المتن وهو: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هُنَيَّة قبل أن يقرأ فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول: *"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد".

وبين معاليه للناس أن الأصل في المؤمن أن يتأسّى بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أفعاله وخصوصا العبادات وأن هذا الاقتداء هو الأنفع للعبد في الدنيا والآخرة، ثم شرح معنى السكتة التي بين تكبيرة الإحرام والقراءة في الصلاة الجهرية وأن السكوت هنا بمعنى عدم الجهر لا بمعنى الصمت التام، ووضح معنى "هُنَيَّة" وهو تصغير (هَنَّة) يعني المُدّة القصيرة، ثم وضح معنى (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) بأن معناه: باعِد بيني وبين آثار ذنوبي وعواقبها في الدنيا والآخرة فإن المشرق والمغرب لا يلتقيان.

والعَبدُ يسأل الله المباعدة والتنقية والتطهير مِن الذنب، وخص الثوب الأبيض لأن الدنس يعني الوَسَخ يظهر عليه وكذلك نظافته من الدَّنس تظهر عليه.

ثم ذَكَر نُكتَة لطيفة في الغَسْل بالثلج والبَرَد وهي أن الذنوب عواقبها محرقة ونار جهنم في الآخرة فناسب أن تُغسَل بالثلج لإذهاب حرارتها.
وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بالمغفرة ونحوها دليل على أن النبي قد تقع منه الخطايا دون الكبائر لكنها مغفورة.

ثم قُرِئ عليه حديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "يَسْتَفْتِح الصلاة بالتَّكبير، والقِراءةَ بـ {الحَمْدُ لله ربِّ العَالمين}، وكان إذا ركع لم يُشْخِص رأسه، ولم يُصَوِّبْه ولكن بَيْنَ ذلك، وكان إذا رفع رأَسه من الرُّكوع لم يَسجد، حتى يَسْتَوِيَ قائما، وكان إذا رفع رأسه من السَّجْدَة، لم يَسجد حتى يَسْتَوِيَ جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التَّحِيَّةَ، وكان يَفْرِش رِجْلَه اليُسْرَى وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ اليُمْنَى، وكان يَنْهَى عن عُقْبَةِ الشَّيطان، ويَنْهَى أن يَفْتَرِشَ الرَّجل ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وكان يَخْتِم الصلاة بالتَّسْلِيم".

ثم ذكر معنى كلمة (يستفتح) وأن (السين والتاء) تأتي مع الكلمة لتضيف لها معنى الطلب أو معنى التحويل، لكن هُنا هي ليست للطلب ولا للتحويل وإنما للتأكيد.

ثم ذكر معنى افتتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام، وأنها تُحَرِّم على الإنسان الكلام والأكل والشرب والحركة الكبيرة، وأن هذا هو شأن التحريم والإحرام والحَرَم أنها تُحَرِّم على العبد أمورا كانت مباحة فيما دون ذلك.

وفي ختام الدرس استقبل معاليه أسئلة الحضور والإجابة عليها, داعياً للجميع بداوم الخير والتوفيق والصحة والعافية، وأن يحفظ ولاة أمر هذه البلاد وأن يوفقهم لكل خير، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، ويديم عليها الأمن والاستقرار إنه سميع قريب مجيب.

الجدير بالذكر أنه يمكن متابعة الدرس عبر منصات الرئاسة الرسمية، كما تقوم الإدارة العامة لتقنية المعلومات بمساندة النشر من خلال منصة منارة الحرمين
http://manaratalharamain.gov.sa


IMG 20230325 101055 033IMG 20230325 101059 832IMG 20230325 101111 009IMG 20230325 101117 452
قراءة 555 مرات آخر تعديل في الأربعاء, 10 أيار 2023 16:32