الجمعة, 31 آذار/مارس 2023 14:39

فضيلة الشيخ الدكتورعلي الحذيفي في خطبة الجمعة: قد رحمكم الله بخير الشهور، وجمع الله لكم فيه من العبادات والبركات ما لم يجتمع في غيره

قيم الموضوع
(1 تصويت)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف وبعد أن حمد الله تعالى وبدأ خطبته قائلًا: أيها المسلمون: اعلموا أن خير الساعات ما فضله الله من الساعات وخير الأيام ما فضله الله من الأيام، وخير الشهور ما فضله الله من الشهور، وخير الأعمال ما شرعه الله في تلك الساعات والأيام والشهور، وقد علمنا الله تعالى نحن المسلمين تلك الساعات والأيام والشهور، وشرع لنا فيها الأعمال الصالحات، وحذرنا فيها وفي غيرها من الأعمال السيئات، لنجتهد في القربات، ولنحفظ صحائفنا من المحرمات والمهلكات، فلربنا الحمد والشكر على أن علمنا ما ينفعنا وحذرنا مما يضرنا، قال الله تعالى(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).، وقال سبحانه لسيد البشر(وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).


وأكمل: فالفضل مبدؤه من الله ومنتهاه إلى الله، قال تعالى(وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ).، فلله الحمد والشكر وإذا كان حال من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يفرحون بلعاعة الدنيا وزخرف متاعها الحائل الزائل كما بين الله ذلك في كتابه (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ).، وإذا كان المؤثرون للدنيا على الآخرة فرحين بدنياهم ناسيين للآخرة فليتفكروا في عاد وثمود والأمم الخالية ممن عصوا الرسل عليهم الصلاة والسلام كيف ذهبت الملذات والشهوات وبقيت الحسرات والتبعات والأوزار والسيئات.


وأضاف فضيلته فقال: قد رحمكم الله بخير الشهور، وجمع الله لكم فيه من العبادات والبركات ما لم يجتمع في غيره، وضاعف فيه من الأجور ما زاد على الثواب فيما سواه، وحفظ المسلمين فيه من الموانع عن الطاعات وصرف الله فيه الشياطين عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أن تصدهم عن طرق الخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)، ففي هذا الشهر المبارك إحسان الصلاة ونورها وفيه الزكاة لمن أراد أن يجعل رمضان زمانًا لأدائها ولمن يحب الإحسان فطوبى لمن أداها لأهلها، وويل لمن خلطها بماله كيف تفسده وتذهب بركته وتكون عذابًا له في قبره على هيئة ثعبان يأخذ بشدقيه يفرغ فيه سمة، وفيه النفقات الواجبات والمستحبات التي تقي صاحبها من النار وتظله يوم يكون المرء في ظل صدقته وفي هذا الشهر أنواع الذكر المنجيات وفيه كثرة التلاوة للقرآن الذي يرفع الله به الدرجات ويحط به السيئات ويقيم به القلوب على أحسن الصفات، وفيه الحج الأصغر العمرة التي ثوابها كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أوكحجة وفيه أنواع البر والإحسان للمحتاجين والوالدين والأقرباء وفي الحديث: الصدقة تدفع ميتة السوء، وتدفع البلاء، وفي الصيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الصيام لمن تفكر فيه كل طاعة وترك كل معصية وما استصلحت النفوس إلا بالصوم مع الصلاة قال تعالى (فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير).

قراءة 404 مرات