أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن دولتنا المباركة تعنى عناية فائقة بالمخطوط العربي. وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمخطوط العربي.
وبين معاليه أن مكتبة الحرم المكي الشريف تعد من أقدم وأهم المكتبات بالعالم الإسلامي، وذلك يعود إلى سبب جذورها العريقة الممتدة عبر التاريخ ففي عام( ١٦١ هجرية) حيث أمر الخليفة العباسي محمد المهدي ببناء قبتين في صحن المطاف إحداهما للسقاية والرفادة والأخرى لحفظ المخطوطات، وذلك يعود إلى كثرة حلقات العلم والدروس التي كانت وما زالت تقام في المسجد الحرام، حتى أضحت مركزًا علميًا معرفياً ثقافيًا عالميًا بارزًا، وفي عام (١٣٥٧ هجرية) حدثت النقلة النوعية للمكتبة ودخلت إلى منارة النور حيث أمر المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله - بتسمية المكتبة باسمها الحالي "مكتبة الحرم المكي الشريف" بدعم منقطع النظير، وإيماناً منه - رحمه الله- بضرورة تنمية روافد العلم والمعرفة، تنقلت المكتبة من داخل المسجد الحرام إلى خارجه في عدد من المواقع حتى استقرت الآن بمبناها المؤقت في بطحاء قريش.
وأشار معاليه إلى أن المخطوطات هي نواة مكتبة الحرم المكي الشريف التي انطلقت منها وتطورت على مَرّ العصور، كما أن المخطوطات هي الوسيلة التي كان يحفظ من خلالها العلم وتنتقل بها المعلومات من جيل إلى جيل.
وتضم المكتبة آلاف المخطوطات الأصلية والمصورة.
وتسعى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دائما إلى تقديم أفضل الخدمات في كافة الجوانب، ولتحقيق ذلك والمحافظة على المخطوطات بطريقة مثلى فقد قامت بتوفير مكان مخصص ومجهز بأحدث أجهزة التعقيم المستمر بتقنية الأوزون، وتنقية الجو من الرطوبة والأتربة داخل قاعة المخطوطات، وفق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- ومواكبة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 في المحافظةعلى هذا الإرث.