ألقى فضيلة الشيخ الدكتور شرف بن علي الشريف، المدرس بالحرمين الشريفين درسه العلمي في تفسير القرآن الكريم من (سورة النساء)، وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر رمضان المبارك من العام الجاري ١٤٤٤هـ، الذي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية، ممثلةً في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.
وابتدأ الشيخ بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله بالحديث عن الآية الثانية والتسعين من سورة النساء ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً... الآية﴾ فذَكَر إعرابا مختصرا للكلمات الأولى من الآية، ثم ذكَر تعريف الإيمان شرعا فقال: هو الإقرار بالقلب المتضمنُ للقَبول والإذعان بالانقياد وعدم الاستكبار.
ثم ذَكَر معنى القتل وأنه إزهاق الروح، وذكر الفَرق بين خاطئ ومُخطئ؛ فقال: إن الخاطئ هو مَن ارتكب الخطأ عمدا، والمُخطئ مَن ارتكب الخطأ بغير عَمْدٍ وقصد.
وذَكَر نوعَي القتل الخطأ: خطأ في قصد هدف الرماية كأن يرمي حيوانا فيصيب إنسانا، وخطأ في الآلة المستعملة كأن يضرب عمدًا بعِصا لا تقتُل غالبا فيموت.
إن المسلِم أخو المُسلِم ولا يُتصَوَّر من الأخ أن يقتل أخاه إلا خطأً، وكفارة ذلك أن يُحرِّرَ رقبة مؤمنة سالمة من العيوب المؤثِّرة على العمل، وأن يدفع الدِّيَة إلى أهل المقتول إلا إن تصدَّقُوا وعَفَوا، وإنْ قَتَلَ المؤمِنُ مُعاهَدًا فعليه دِيَةٌ يدفعها لأهل المقتول وتحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يَجِد الرقبة المؤمنة في كل الحالات فعليه صيام شهرين متتابعَين.
ثم علَّق على قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ في ختام تلك الآية؛ فقال: العِلْمُ هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، والحكيم مأخوذ مِن الحُكمِ ومن الإحكام بمعنى حاكِم وبمعنى مُحكِم، وكذلك الحكيم مأخوذ مِن الحِكمة وهي وضع الشيء في موضعه.
وفي ختام الدرس استقبل فضيلته أسئلة الحضور والإجابة عليها، داعياً للجميع دوام التوفيق والصحة والعافية، حيث شهد الدرس إقبالاً كبيراً من طلاب العلم، كما يتم بث الدروس العلمية عبر منصة منارة الحرمين.