ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حمزة بن حسين الفِعر المدرس بالحرمين الشريفين درسه العلمي في (شرح سنن أبي داوود)؛ وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر رمضان المبارك ١٤٤٤هـ، والتي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلةً في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.
وابتدأ الشيخ -وفقه الله- بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد أن قُرئ عليه الجزء المراد التعليق عليه مِن المتن وهو أحاديث (بابٌ في العِدَة) بالكلام عن أن الشخص إذا وَعَد لكنه لمْ يستطع الإيفاء بوعده فلا إثم عليه. ولا شك أن الوفاء بالوعد مِن شِيَم المؤمنين والصحيح أنه مستحب استحبابا مؤكدا لا واجب، إلا مَن وَعَد وهو ينوي مُسبَقًا الإخلاف فإن هذا مِن خصال المنافقين.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الصادق الأمين وقد عُرِفَ بهذا حتى مِن قبل أن يُبعَث بالنبوة.
ثم جاء حديث (باب المتشبع بما لَمْ يُعطَ)، وأن فاعل ذلك حالُه كَلابِس ثَوبَي زُور، ومعنى ذلك: أن مَن ادَّعَى نِعَمًا ليست عنده وتشبَّع بها مثَلُه كَمَثَلِ الذي يلبس ثيابا ليست له وهو بدونها عارٍ.
ثم جاءت أحاديث (باب ما جاء في المزاح)، والمزاح هو نوع من الكلام بعيد عن الجِدّ المقصود منه الترويح والأُنْس، وخصوصا وقت التعب بالعَمل الجادّ.
والمزاح له ضوابط شرعية هي: أن يكون بالحدود المعقولة فلا يغلب على وقته، بعيدا عن الفُحش والأذى والكَذِب..
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح، لكن كان لا يقول إلا حقًا (حامِلوك على وَلَد الناقة، لا يدخل الجنة عجوز، يا ذَا الأُذُنين...).
على الأزواج أن يحرصوا على تعلم سيرة خير البشر مع أمهات المؤمنين ويستفيدوا منها أن المشاكل في الحياة الزوجية أمر لا بُد منه ويتعلموا إدارتها وأن يستعملوا المزاح المباح في تلطيف العِشرة. وعلى الرجل صاحب القِوامة أن يكون حليما رزينا عاقلا يراعي أن المرأة جُبِلَت على عِوَج.
ثم جاءت أحاديث (باب مَن يأخذ الشيء بالمزاح) وأنه لا يَحِل ترويع المسلم ولو على سبيل المزاح، ولا يحل له إخفاء متاع أخيه ولو على سبيل المزاح. ويؤخذ من هذه الأحاديث أن المزاح الثقيل قد يُؤدي إلى البغضاء والشحناء ويسبب الأذى بدل أن يسبب الترويح عن النفس.
ثم خَتَم الشيخ بالدعاء للمسلمين بالتوفيق والقَبول.
ثم استقبل الشيخُ أسئلة الناس وفتاواهم العامة.
واختتم فضيلته بدعاء المولى القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورخاءها واستقرارها، وأن يديم العز علينا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.