الجمعة, 21 نيسان/أبريل 2023 07:39

معالي الشيخ صالح بن حميد في خطبة عيد الفطر بالمسجد الحرام: العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ومصالحة النفوس وإزالة أسباب العداوة والبغضاء وإدخال السرور على أخيك المسلم

قيم الموضوع
(3 أصوات)

خطب بالمسلمين اليوم في عيد الفطر بالحرم المكي الشريف معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام فتحدث في خطبته الأولى قائلاً: فرحة النفس هي فرحة الطمأنينة ، وفرحة تمام النعمة ، وفرحة إنجاز هذه العبادة العظيمة في صيامهما ، وقيامها ، وإنفاقها ، فرحةُ البراءة من الشح والبخل ، وفرحةُ الإحسان والبر أما فرحة المجتمع فهي بالتآخي ، والعون ، والاجتماع على الخير ،  والبر ، والإحسان ، وسلامة الصدر ، زادكم الله إحسانا وفضلا وأما فرحة الأمة فهي في هذا المظهر العظيم للوحدة الإسلامية في صيامها وفطرها ، وشعارها ومشاعرها ، مع ما يرجى من الفوز العظيم برضوان الله ليعلي الله من شأنها ، ويعز أوطانها ، ويجمع على الحق والهدى كلمتها ، وينشر الخير والعيش الكريم في ربوعها ، ويحفظها من كيد الكائدين ، وعدوان المعتدين .

وقال: مراعاة الفطر ، وملاحظة سجايا البشر خصيصة للإسلام ظاهرة ، والحياة فيها المتاعب والآلام ، والمشاق ، والمصائب ، فتحتاج فيها النفوس إلى مواقف تخفف عنها بعض هذا العناء والمعاناة ، فلا يطغى على عيشهم النكدُ والهمُّ ، والحزَنُ والغَمُّ والإسلام يحب أن يكون المسلم آلفا باسما ، مرحا خلوقا ، كريم الخصال ، حميد الفعال ، حسن المعشر ، يجمع بين الجد والمرح ، وروح الدعابة ، وعذوبة المنطق ، وطرافة الحكمة ، ضابطا أوقاتَ الجد ، وأوقاتَ المرح ، مجانبا الإفراط والتفريط ومن هنا فإن الإسلام لا يصادم الفطرة البشرية وحاجتها إلى المرح والانبساط ، وكلِّ ما يجعل الحياة باسطة طيبة ، متفائلة ، لا مكتئبة ولا متشائمة ، وبخاصة في المناسبات كالأعياد ، والأعراس ، وأوقات التنزهات ، والفسح ، والإجازات .

وأضاف: إدخالُ السرور على قلوب الناس ، وإسعادُ نفوسهم ، ورسمُ البسمة على وجوههم ، وجلبُ البهجة إلى قلوبهم أمرٌ يدركه أصحاب القلوب الصافية النقية وإدخال السرور على النفوس قيمة عالية من قيم هذا الدين العظيم، والمرح والمزاح سلوك محبب ، تنشط معه النفوس في متعرجات الحياة ومسالكها من غير إيذاء أو ضرر ، وهو الوسيلة القريبة للوصول إلى قلوب الإخوان ، وفيه حل لكثير من المشكلات النفسية ، والأسرية ، والاجتماعية ، والتربوية وكما أحل الله الطِّيب والطيبات ، والزينة والتجمل ، فقد أباح المزاح والمرح والترويح والمرح والمزُاح مباسطة على وجه التلطف والاستعطاف دون أذية ، مزاح تطيب به النفس ، وتأنس به الروح ، وتجم به القلوب ، ويرفع به التكلف ، ويَقْرُبُ به البعيد ، ويَأْنسُ به المستوحش .

و قال فضيلته: الإسلام بمنهجه العدل ، ونهجه القويم الرحيم قد ضبط خِطام جنح النفس للمزاح والمرح بضبط يحقق من المصالح أرجاها ، ويمنع من المفاسد أدناها وأعلاها ، فشرع من المزاح والمرح ما  كان سالما من المساوئ والمعايب . وأشار: المزاح المباح ما خلا من سب الدين أو الاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والكذب والغيبة ، والنميمة والسخرية من الآخرين ، واتخاذه عادة يداوم عليها ، أو يكون في ترويع المسلم أو إخافته ، وظهور الشحناء والبغضاء ، وايقاد نار الفتن ، مما يذهب الهيبة ، ويقطع الرحم ، ويهدم الصداقات ، ويورث حقد القلوب.

وأبان: العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، مناسبة لغسل أدران الحقد والحسد ، وإزالة أسباب العداوة والبغضاء وإدخال السرور شيء هين تسر أخاك بكلمة أو ابتسامة أو ما تيسر من عطاء أو هدية تسره بإجابة دعوة أو زيارة . أين هذا ممن قل نصيبه ، ممن هو كثير الثياب قليل الثواب كاسي البدن عاري القلب ممتلئ الجيب خالي الصحيفة ، مذكور في الأرض مهجور في السماء فافرحوا وأدخلوا الفرح على كل من حولكم ، فالفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته والتمسوا بهجة العيد في رضا ربكم ، والاقلاع عن ذنبكم ، والازدياد من صالح اعمالكم .

واختتم: بهجة العيد في رضا الوالدين ، وحب الإخوة ، وصلة الرحم ، وإطعام المسكين ، وكسوت العاري ، وتأمين الخائف ، ورفع المظلمة ، وكفالة اليتيم ، ومساعدة المريض لقد فرح بالعيد من طابت سريرته ، وصدقت نيته ، وحسن خلقه ، ولان خطابه.
79ad828f 7f77 4260 b071 75591fdfd7a0
قراءة 2602 مرات