خطب بالمسلمين اليوم في عيد الفطر بالمدني النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فتحدث في خطبته الأولى قائلاً: هذا العيد وفي كل عيد تتجدد فيه البهجة والفرحة والألفة فقبل أربعة عشراً قرناً من الزمان قدم وسول الله صلى الاه عليه وسلم إلى المدينة المنورة فاضأ منها كل شي وسما ذكرها وعلا شأنها بنبوته وكانت قبل ذلك تضج بصراعات مقيتة وحروب طاحنة وعداوات آثمة فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيل العداوة واطفأ شرارة الأحقاد والقى الجميع سلاحك رغبة لا رهبة وقناعة لاجبراً ولا عجب في ذلك فقد صقل القران الذي يتلى في مسامعهم غضاً طرياً حياتهم، وهذب الهدي النبوي سلوكهم فاجتمعت قلوبهم وائتلفت بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً فقد تحول البغض إلى حب والتخاصم إلى مودة والتفرق إلى إتحاد.
وقال فضيلته: في رمضان الذي فقدناه بالأمس نجد الألفة بجذورها وأغصانها وثمارها محسوسة ومنظورة في كل حركة وسكنة ولن نقول زورا اذا قلنا بأن التاريخ وفي كل النظم والأعراف والتقاليد لم ولن يشهد ألفة في التاريخ من ألفة رمضان التي تجاوزت الحدود والسدود وانتظم فيها السدود وانتظم فيها الأسود والأبيض والعجمي والعربي في مشارق الأرض ومغاربها ناهيك عن الحج الدي جمع المشرقي بالمغربي والقاصي والداني بلباس واحد وعلى صعيد واحد.
وأضاف فضيلته: الايقاع المادي الطاغي في الحياة المعاصرة ألفى بظلاله على الألفة واحدث فتوراً في العلاقات وجفافاً في المشاعر فتوجس المسلم من أخيه خوفاً من أن يتربص به الدوائر وغلب سوء الظن والشك والريبة وحس الانتقام على مبدأ التسامح مع التنافس المذموم في محيط الدائرة الواحدة والصراع المحموم على المصالح الدنيوية والمناصب الزائلة ناهيك عن خفوت بريق الألفة في الأسرة التي بدأ قوامها يترنح وصدود الأقارب عن بعضهم بل ونشوء خلافات والتدابر بين الجيران حتى بلغ أن الجار لا يعرف جاره فضلا عن أداء حقوقه.
وأبان: العيد موسم تجديد العهد بالألفة وغرس قيمها وتعزيز مكانتها ورفعة شأنها وإحياء معانيها أداء للحقوق وتقوية للحمة الوطنية وتحصيناً للأخلاق وشموخ الأمة بل أن الألفة من أسمى مقاصد العيد فجمال العيد وفرحته بالتئام الشمل وبهجته في سلامة الصدر بذل السلام،الكرم والجود، الوجه البشوش، القلب السليم، المشاعر الفياضة بالخير، الكلمة الطيبة، طيب العشرة، حسن الخلق، لين الجانب، ترك الإغلاظ، وان تقول للناس حسناً وان تكون هيناً ليناً بالقول والفعل، التراحم والتعاطف، حب المساكين والتودد اليهم، حسن معاشرتهم، رحمتهم، العطف عليهم، إدخال السرور عليهم، إكرام اليتيم، جبر قلوب الأراكل والثكالى.