الثلاثاء, 30 أيار 2023 09:29

توسعة الملك فهد وعمارة المسجد الحرام في العهد السعودي الزاهر عناية بالمسجد الحرام

قيم الموضوع
(3 أصوات)


إن خير البقاع على وجه المعمورة بلد الله الحرام ، مكة المكرمة ، مهبط الوحي، وموطن البعثة المحمدية ، التي اختارها الله لبيته الحرام ، ولقد اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل ، وجعل لها من الحرمة والمكانة هي ومدينة رسوله -صلى الله عليه وسلم-ما ليس لغيرهما من سائر البقاع ، ولا أدل على ذلك من مضاعفة الصلاة فيها ، إذ الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة.
لذا فلا غرابة أن يكون لهذه المدينة المقدسة مكانة جليلة في نفوس المسلمين ، تحمل على رعايتها والعناية بها ، ولا سيما ممن شرفه الله بالولاية عليها ، فلقد عني الولاة من الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء على مر التاريخ الإسلامي بهذه المدينة المقدسة ، وحظي المسجد الحرام بالعمارة والتشييد والعناية على أفضل صورة ممكنة في كل عصر بما يناسبه .
غير أن ما تحقق للمسجد الحرام في العهد السعودي الزاهر ، قد تميز عما حصل له في العصور السابقة ، فقد كان ازدياد عدد الحجاج والمعتمرين مدعاة لبذل المزيد من العناية في تطوير المدينة المقدسة في جميع مرافقها - وبخاصة المسجد الحرام والأماكن التي لها علاقة بالحج والحجاج الذين يأتون من جميع أنحاء العالم- دون نظر إلى النفقات التي تصرف على هذه الأعمال والمشاريع ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
وفي عام 1406هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة ، ولم يكن يستفاد من السطح إلا لأعمال الكهرباء ، وكانت شبكات الكهرباء المنتشرة في مواضع متفرقة من السطح تعيق المصلين ، فأمر خادم الحرمين الشريفين أن تجمع جميع شبكات الكهرباء في قباب جميلة ، وقد بلغت مساحة السطح 61.000متر مربع ، يتسع لتسعين ألف مصل ، وكان من قبلُ غير مهيأ للصلاة فيه كما أمر بإنشاء خمسة سلالم كهربائية بالمسجد الحرام ؛ لتسهيل الصعود والنـزول إلى السطح والطابق الأول، كما تم بناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال
وضع حجر الأساس والبدء في التوسعة :
وفي2 صفر عام 1409هـ في حفل كبير حضره أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وأعيان البلاد وجموع من المواطنين وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية ، وذلك بعد أربع سنوات من انطلاق العمل في توسعة المسجد النبوي ؛ ليجري العمل في التوسعتين في وقت واحد ويقع مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في الناحية الغربية ، بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير ، الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبد العزيز – رحمه الله -
مراحل مشروع التوسعة ووصفه :
يتألف مبنى التوسعة من القبو (البدروم) ، والطابق الأرضي ، والطابق الأول . وقد صمم وتم بناؤه على أساس تكييف شامل كامل ، وعمل له محطة للتبريد في أجياد ، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن وفتحات أعلى الأعمدة المربعة ، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى .
وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا ، وبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا ، بعضها يشتمل على ثلاث أو أربع فتحات ، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب ، وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية ، والنوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط ومعدن مصقول بحليات نحاسية وعمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه ، وسلمان داخليان ، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم ، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام وفي سنة (1411هـ) أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام ، وهيئت للصلاة ، لا سيما في أوقات الزحام ، وذلك بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة وإنارتها وفرشها ، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات (88.000م2)
وفي سنة (1415هـ) تم توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين ، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا وفي سنة (1417هـ) تم هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة ، وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي والأول فيها لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع ، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلاً من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا كما حصلت -أيضًا- توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول ، وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة .
وفي سنة (1418هـ) تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة ، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام كما تم -أيضًا- في تلك السنة توسعة الممر الملاصق للمسعى ، الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى ، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا ويبلغ طوله سبعين مترًا .
كما تم في نفس السنة تجديد غطاء مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف ، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم عليه السلام ، وشكله مثل القبة نصف الكرة ووزنه (1.750) كجم ، وارتفاعه (1.30) م ، وقطره من الأسفل (40) سم ، وسمكه (20) سم من كل الجهات ، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم ، ومحيط دائرته من أسفله (2.51)م.
IMG 20230530 092607 840IMG 20230530 092607 161IMG 20230530 092606 977
قراءة 3617 مرات