ألقى معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، درسه بالتعليق على متن كتاب (مختصر صحيح البخاري)، وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر ذو القعدة ١٤٤٤هـ، والتي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.
ويقام الدرس بالتعاون مع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء.
وابتدأ معالي الشيخ وفقه الله بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعليق على متن كتاب (مختصر صحيح البخاري) في فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعد أن قرئ عليه جزء منه، مما يتعلق بفضل الصلاة فيهما حيث إنهما أعظم المساجد وموئل الإسلام ومبدأ الديانات، وذكر أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى)، المراد به المنع من السفر إلى بقعة مخصوصة لأجل العبادة فيها غير هذه الثلاثة، فتخصيص بقعة للعبادة يسافر إليها لذات البقعة نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان سفرا لمشهد من المشاهد أو مسجد من المساجد أو زاوية من الزوايا ونحو ذلك مما يقصد للعبادة من البقاع، إلا ما كان لأجل عبادة لا تختص بالمكان، كمن سافر لطلب العلم أو زيارة قريب وصلة رحم فهذه لا تدخل في حديث الباب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسافر في غزواته، وسفره للعبادة لا للبقعة.
ولذا من ذهب إلى المدينة لزمه أن ينوي زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قبره؛ ونبه على مزية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ليست لغيره، وأن المُسَلِّمَ على النبي صلى الله عليه وسلم في أي بقعة من بقاع العالم يماثل من سَلَّمَ عليه قريبا من قبره، ولذا قال عليه الصلاة والسلام (وصلوا علي وسلموا، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم).