أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس جاهزية منظومة الخدمات المقدمة في المسجد الحرام لاستقبال الأعداد المليونية من حجاج بيت الله الحرام وسط منظومة خدمية متكاملة توفرها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع كافة الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن ووفق توجيهات سديدة من القيادة الرشيدة -حفظها الله- بمد جسور التعاون بين كافة الجهات لتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز وأفضل التسهيلات لقاصدي الحرمين الشريفين من أنحاء العالم.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ(47) والتي تحمل عنوان (فقه التيسير في الحج) حيث تحدث معاليه خلال الجلسة الافتتاحية الأولى عن (الدور التنسيقي والتكاملي بين الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن).
وبدأ معالي الرئيس العام حديثه بشكر الله عز وجل على أن هيأ لهذه البلاد الكريمة قيادة كريمة تبذل الغالي والنفيس لخدمة الدين والوطن والشعب والمسلمين في أنحاء العالم، وسط تكامل وتناغم بين كافة العاملين على توفير الخدمات الميدانية والأمنية والصحية في الحرمين الشريفين الذي يعد أنموذجاً عالمياً في التكامل والتعاون لتوفير الخدمات النوعية للأعداد المليونية من قاصديهما، مشيراً إلى أن العمل المؤسسي بروح الفريق عنصر أساسي لتمكين الجميع من تحقيق النجاحات على المستوى المحلي والعالمي وبناء منظومة خدمية تطوعية تكاملية تراعي المستجدات العالمية والمحلية وتوظيف التقانة والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الحديثة لخلق منظومة متكاملة تواكب مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة (2030) نحو الرقي الشامل بكل ما يخدم الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وأشار معاليه إلى نوعية عنوان الندوة واهتمامه بالدور التنسيقي والتكاملي بين الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن حيث تهدف الرئاسة من خلال المجلس التنسيقي للجهات الحكومية العاملة بالمسجد الحرام إلى مناقشة أعمال الجهات المشاركة داخل المسجد الحرام إلى تحقيق أهدافها نحو تجويد وأنسنة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتفعيل التقنيات الحديثة والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتنفيذها وتوثيقها ونشرها للتسهيل على زوار وقاصدي البيت العتيق، وتعزيز فرص العمل التطوعي والإنسانية في المسجد الحرام، وتفعيل دور اللجان المشتركة ذات الاختصاص لتحقيق التطلعات نحو الجودة الخدمية في كافة متطلبات قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، مجزلاً الشكر لوزارة الإعلام والحج والعمرة والهيئة الملكية، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، على تعاونهم الكبير في إحداث النقلات النوعية والخطط التطويرية، التي تسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة بالحرمين الشريفين.
وتحدث معاليه عن القوى العاملة في الحرمين الشريفين إلى يصل عددها (14000) أربعة عشر ألف موظف وموظفة وعامل وعاملة، من المؤهلين تأهيلًا كاملًا، يشرف عليهم كادرٌ متكامل من الكفاءات الوطنية المؤهلة وتوفير أكثر من (5) آلاف فرصة تطوعية في الحرمين الشريفين في (51) مجالات تطوعية، وتحقيق أكثر من (400) ألف ساعة تطوعية خلال موسم الحج
وتفعيل مبادرة الحرم الذكي من خلال مظلَّة المشاريع التقنية وتحقيق الدجتلة والتحول الرقمي في الخدمات عبر الربط ما بين المنشأة الذكية وبين المستخدم لها والمستفيد منها، وإحداث التكامل بين الأنظمة والأصول والخدمات بكفاءة واستدامة عاليتين، مع الكوادر المؤهلة لإدارة المنظومة التشغيلية من خلال معرفة أكثر الطرق فاعلية والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المثالي لأفضل أداء وكفاءة تشغيلية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونوه معاليه إلى استمراية تطوير وتحسين مستوى الخدمات الانسانية بالحرمين الشريفين من خلال مبادرة حفاوة التي تهدف إلى العناية بالحجاج الكرام وقاصدي الحرمين الشريفين تزامناً مع دخول موسم الحج عبر مسارات تتضمن مسار الحفاوة بالإهداء وتقوم من خلاله وكالات الرئاسة وإداراتها بتقديم الهدايا العينية والغذائية لضيوف الرحمن ومسار الحفاوة بإقامة المحاضرات والدروس العلمية التي يقوم عليها كوكبةٌ من هيئة كبار العلماء وأئمة وخطباء الحرمين الشريفين؛ بواقع (300) ساعة للدروس والمحاضرات العلمية والتوجيهية يتم بثها على مدار الساعة عبر منصة (منارة الحرمين) والحفاوة بتقديم الترجمة والارشاد المكاني وإجابة السائلين ب (51) لغة عالمية من خلال (49) نفطة موزعة في أرجاء المسجد الحرام ومسار الحفاوة بتزويد المصحف الشريف بما يصل إلى (300) ألف مصحف موزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسار الحفاوة بتقديم ماء زمزم عبر المئات من نقاط التوزيع والحافظات والعبوات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وتحدث معاليه عن جهود حثيثه ومبتكره مع معالي أمين محافظة جدة صالح التركي إلى تحويل البيئة المحيطة بالحرمين الشريفين إلى بيئة خضراء صحية وسليمة دراسات علمية وفق خطط مدروسة أُعِدت عن طريق مختصين عالميين لتطوير البيئة المحيطة بالحرمين الشريفين وجعلها بيئة آمنة وصحية تساهم في تأدية مرتاديهما مناسكهم بكل يسر وطمأنينة بما يتوائم مع تطلعات قيادتنا الحكيمة -أيدها الله- ودعمها غير المحدود لمثل هذه المبادرات الفعالة التي تخدم رؤية المملكة المباركة 2030.
واختتم معالي الرئيس العام حديثه بتقديم الشكر الغَامِر والتّقديِر الهامر للمقام السامي الكريم على الرعاية الفائقة والعناية السامقة للحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين بكلِّ التفاني والحبور، والعناية والسرور، وتسخير الإمكانات الكبيرة، وتقديم الخدمات الوفيرة لهم ولكافة المشاركين في الندوة على جهودهم التي ستثمر بعد عون الله وتوفيقه في إنجاح المستهدفات وتحقيق التطلعات.