ضمن الدورة العلمية "بُلْغة الناسك إلى فقه العقيدة والمناسك"، ألقى معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، عضو هيئة كبار العلماء، درساً عبر الاتصال المرئي في رحاب المسجد الحرام تحت عنوان (ضرورة اعتناء الحاج بالعقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة في ذلك).
وابتدأ الشيخ درسه بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله، وأنه سيركز في هذه الكلمة على أهمية اعتناء الحاج وقاصد البيت الحرام بأصول العقيدة على منهج أهل السنة، لأنه في غاية الأهمية، لأن الإيمان هو أساس العمل ومنطلق المسلم في حياته، وذكر أن أصل الإيمان، الإيمان بأركان الإيمان الستة، وذكر أن الإيمان بالله معناه أن يقر المسلم بربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأن الإيمان بالملائكة هو أن تعتقد وجودهم وأنهم من خلق الله، خلقهم لتنفيذ أوامره، وأنهم عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وأن الإيمان بالكتب هو التصديق بها وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر، وأن أعظمها وخاتمها هو القرآن الكريم، وأن الإيمان بالرسل هو التصديق بهم جميعا وعدم الإفراط أو التفريط في حقهم، وأن أفضلهم وخاتمهم هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأن الإيمان باليوم الآخر هو أن يصدق المسلم بكل ما أخبر الله ورسوله به من عذاب القبر ونعيمه والحشر والحساب والجنة والنار، وأن الإيمان بالقدر هو أن يؤمن الإنسان بعلم الله وأنه قدر الأشياء في اللوح المحفوظ، وستقع كما قدر وقضى، وذكر أن من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وذكر أن من أصول أهل السنة والجماعة عدم تكفير أحد من المسلمين إلا من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام، وذكر أن من أصول أهل السنة والجماعة أن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كلاهما وحي من الله يجب اعتقاده والعمل به، وذكر أن الصحابة من أعلم الناس بهذا الدين لمعاصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فضل الصحابة وذم من سبهم، وفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحقية إكرامهم من غير الغلو فيهم، وذكر أن من أصول أهل السنة والجماعة عند الاختلاف التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق فهم السلف الصالح، وذكر أن من أصول أهل السنة والجماعة طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه، وأن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم ينصفون خصومهم ويعاملونهم بالعدل، ثم نصح الحجاج باتباع منهج أهل السنة والجماعة، ونبه المسلمين عموما بالتقيد بالعقيدة الصحيحة ونشرها، لا سيما ما في الشهادتين من الإخلاص والمتابعة، وأنهما شرطا صحة العمل، ثم ذكر أن من وسائل تعظيم الله إفراد الله بالوحدانية، وتدبر معاني أسمائه، وتدبر القرآن، والتفكر في آلاء الله ونعمه ومخلوقاته، وتعظيم شعائره وحرماته، والتأمل في سننه التي لا تتغير.