في كل عام، يتوجه المسلمون من جميع أنحاء العالم إلى مشعر عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة لأداء ركن الحج الأعظم، والاستماع إلى خطبة يوم عرفة التي تحمل رسالة الإسلام المبنية على التسامح والوسطية والاعتدال. ولكن كيف يمكن للحجاج غير الناطقين باللغة العربية، والمسلمين في أنحاء المعمورة، أن يستفيدوا من هذه الخطبة المهمة؟
هنا يأتي دور مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة، الذي أطلقته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في عام 1439هـ، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، والذي يهدف إلى ترجمة الخطبة وبثها مباشرة في مشعر عرفات بمختلف لغات الحجاج وألسنتهم، وعبر القنوات التلفزيونية وترددات الـ (FM)وأيضًا (منصة منارة الحرمين).
وقد شهد المشروع تطوراً مستمراً في عدد من اللغات والوسائل المستخدمة لإيصال رسالة الحرمين الشريفين إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين. ففي أول عام له، تمت ترجمة الخطبة إلى خمس لغات هي: (الإنجليزية، الفرنسية، الملايوية، الأوردية، الفارسية)، وبثها عبر منصتين رقميتين وخمس إذاعات FM، وقد استفاد منها حوالي 13 مليون شخص، في العام التالي، تمت زيادة عدد اللغات إلى ست لغات بإضافة (الروسية)، وإضافة محطة إذاعية سادسة ليرتفع عدد المستفيدين إلى 16 مليون شخص.
في عام 1441هـ، شهد المشروع قفزة نوعية ملحوظة، حيث تم رفع عدد اللغات إلى 10 لغات بإضافة (الصينية، البنغالية، التركية، الهوساوية)، وزيادة عدد المنصات الإلكترونية إلى أربع منصات، وكذلك تمت الترجمة الكتابية على قناة القرآن الكريم والسنة النبوية في التلفزيون ليصل عدد المستفيدين إلى 23 مليون شخص.
وفي حج عام 1442هـ، استهدفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الوصول إلى 200 مليون مستفيد من ترجمة خطبة عرفة بـ 14 لغة عالمية؛ وهي: (الإنجليزية، الفرنسية، الملايوية، الأردية، الفارسية، الروسية، الصينية، البنغالية، التركية، الهوساوية، الإسبانية، الهندية، التاميلية، السواحلية). وذلك تحت شعار (نشر الهداية للعالمين).
وقد جهزت الرئاسة مقر مشروع الترجمة بالعديد من الأجهزة والشاشات والكبائن لرصد أعداد المستفيدين، وتسجيل الخطب التي تبث بنفس اللغة خلال البث المباشر، وأجهزة بأحدث التقنيات، كما اختارت المترجمين بعناية فائقة لضمان سلاسة ودقة الترجمة، مع مراعاة ضوابط لغوية وشرعية وثقافية وعملية.
ويهدف المشروع إلى استكمال مسيرة المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن وإظهار رسالة المملكة وما تتميز بها من تسامح وتحاب ودعوة إلى الوسطية والاعتدال.
ويستهدف المشروع هذا العام إلى استفادة 300 مليون مستمع، وقد صدرت الموافقة الكريمة على أن يكون معالي الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد خطيبًا ليوم عرفة، وهذا العام تم رفع اللغات المترجمة إلى أكثر من 20 لغة مختلفة، من خلال استخدام أحدث التقنيات والأجهزة والبرامج، وبمشاركة فريق من المترجمين المؤهلين والمدربين.
وتشمل اللغات التي ستترجم إليها خطبة عرفة: الإنجليزية، والفرنسية، والأوردية، والألمانية، والإسبانية، والإندونيسية، والبنغالية، والمالايامية، والأمهرية، والهاوسا، والتركية، والروسية، والصينية، والفارسية، والتاميلية، والفلبينية، والبوسنية، والسواحلية، والهندية، والسويدية،.
وستبث خطبة عرفة مترجمة عبر قنوات التلفزيون المختلفة، كما ستكون متاحة عبر منصة (منارة الحرمين)
ويأتي هذا المشروع في ضوء حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وولي عهده الأمين - حفظه الله - على نشر سماحة الدين الإسلامي في كافة أصقاع المعمورة، وإبراز دور المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.