أطلق معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ملتقى صناعة الباحثة، والتي تقيمه وكالة المكتبات والشؤون الثقافية النسائية.
وأكد الرئيس العام في كلمته خلال الافتتاح أن البحث العلمي من ركائز العلم المهمة، ومعالم التعلم الملحة؛ وإن إجادة البحث العلمي، وحُسن العَرْضِ المنهجي، بقدر الاهتمام بهذه الجانب، يكون القبول للبحث والكتاب، وهل العلم إلا بحثٌ وعرضٌ حسن، وسبكٌ وذوقٌ وفن.
ولما كان البحث بهذه المنزلة الرفيعة، والمكانة الجليلة السنية، تحتَّم صقل مهارات صناعة الباحث والباحثة، وتوفير الأدوات الباعثة؛ لترقى البحوث بهمة باحثيها الأماجد، وتزخر بالفوائد والفرائد.
وبين معاليه أن للبحث العلمي بالحرمين الشريفين خصوصيةً دون سائر المساجد؛ فمنذ بزغت شمس الإسلام، والمسلمون يلتمسون ضياء الوحيين، وبهاء النورين.
كيف لا وفي المسجد الحرام وضع أول بيتٍ للناس، وهو منطلق الرسالة والأساس، وهو الجامع والجامعة، وما زال الخلفاء والملوك والأمراء عبر التأريخ يهتمون بعمارة المسجد الحرام ورعايته، ويتفاخرون بخدمته.
حتى جاء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وأعلن قيام هذه البلاد الطيبة المباركة (المملكة العربية السعودية) عام 1343هـ، وسار على نهجه أبناؤه الملوك من بعده، وتتابعوا على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووليَّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله-.
كما أكمل الرئيس العام محاور البحث العلمي في عدة محاور، وهي، أولاً: توجهات البحث العلمي وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠، والدور المناط بالرئاسة فيما يتعلق بخدمة البحث العلمي والباحثين والتي من خلاله تسعى الرئاسة لتكون منارةً علميةً في العالم أجمع، ومركزًا عالميًا فريدًا في العالم الإسلامي، وتخرج الأجيال التي تنهض بالأمة وترشدها، وتخدم الحرمين وقاصديهما.
ثانياً: صناعة الباحثة بين الواقع والمأمول ، اهتمت الرئاسة بالمرأة أيما اهتمام؛ لإيمانها أن تطوير قدرات المرأة ستسهم في تطوير منظومة الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين، والمسجدين المنيفين.
والمرأة في الرئاسة جزءٌ فعَّالٌ في المنظومة العلمية والبحثية، ومن هنا جاء الاهتمام بتمكين المرأة في الرئاسة، وتطوير قدراتها البحثية، وإمكاناتها المهارية؛ من أجل صناعة باحثات فاعلات، يخدمن دينهن ووطنهن، من خلال عملهن في المكتبات والمراكز والمعاهد وغيرها من الإدارات العلمية المختصة بهن.
وتقديم الدورات المنهجية المتخصصة في سائر العلوم والفنون الشرعية وغيرها، وإقامة دورات في البرامج الحاسوبية والتقنية ونحوها، وعقد حلقات نقاش، وحلقات عمل، مع الاستفادة من أهل الاختصاص والتدريب والاستشارات.
ثالثاً: توظيف البحث العلمي في خدمة الحرمين الشريفين، وأن الكتب والبحوث والرسائل هي من روافد العلم، ومن مصادر الانتفاع، وإذا كانت في ذاتها شرفاً وفضلاً، وحُسناً ونبلاً؛ فإن التصنيف والتأليف فيما يتعلق بالحرمين الشريفين لهو أشرف وأزكى، وأطهر وأنقى.
وذكر معاليه جهود الرئاسة العامة في ذلك فقال: ومن جهود الرئاسة في ذلك على سبيل المثال، لا الحصر:
1-إصدار 13 عددًا من مجلة الحرمين الشريفين العلمية المحكمة، جمعت أكثر من 50 بحثا محكمًا.
2-إصدار الرئاسة عددًا من السلاسل العلمية والموسوعات التراثية، ومنها:
أ-"سلسلة "أبحاث الحرمين العلمية" وصدر تحتها 17 بحثا.
ب-سلسلة "نوازل الحرمين" وصدر تحتها أكثر من 30 بحثا.
ج-وسلسلة "تراث الحرمين" وتختصُّ بالمخطوطات المتعلقة بالحرمين، أو التي تحتفظ بها خزائن مكتبة الحرم المكي والمسجد النبوي، وصدر تحتها 5 كتب، وقريبا سندشن 5 كتب جديدة ضمن هذه السلسلة، ويسرني أن أعلن لأول مرة عن بعضها: إصدار تحقيق كتاب مسند الموطأ للجوهري، ونسخته هي النسخة الوحيدة الكاملة في العالم، ووجدناها في خزائن مكتبة الحرم المكي، وكذلك كتاب شرح ابن عقيل، حُقق على مخطوطات نادرة في خزائن مكتبة الحرم، وغير ذلك.
د-سلسلة "موسوعات الحرمين" وسيصدر تحتها خلال الأيام القريبة القادمة بحول الله، (موسوعة بدور التمام في خطب أئمة المسجد الحرام) في العهد السعودي (من 1343هـ-حتى 1444هـ).
ح-سلسلة "مؤلفات علماء الحرمين الشريفين" واشتملت على:
-المجموعة الكاملة للشيخ محمد السبيل رحمه الله.
-المجموعة الكاملة للشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله.
-المجموعة الكاملة للشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله.
وكذا صدور بعض المؤلفات المفردة، لعدد من علماء الحرمين.
3- حوكمة الرئاسة للمجال البحثي في الحرمين، زيادة في الإتقان، وحفظًا للجهود، ومن الجهود في ذلك:
أ-حوكمة مجلة الحرمين الشريفين العلمية المحكمة، باعتماد لائحتها التنفيذية عام 1442 للهجرة، وتأسيس مجلس إشرافي لها برئاستنا، وهيئة تحرير مستقلة متنوعة الأعضاء من كافة الجامعات، وفريق تحرير مميز من مركز البحث العلمي.
ب-تأسيس الإدارة العامة للملكية الفكرية، والتي تُعنى بمتابعة كل ما يخص حفظ الحقوق في حقل الحرمين الشريفين.
ج-تشكيل لجنة متخصصة لسياسة إجازة المطبوعات والنشر والإتاحة بالحرمين، ومن الأعمال التي كُلّفت بها هذه اللجنة: إعداد قواعد إجرائية نظامية لسياسات المطبوعات والنشر والإتاحة في الحرمين الشريفين.