ألقى معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، درسه في شرح مختصر صحيح البخاري لكتاب فضائل المدينة، وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام لشهر محرم ١٤٤٥هـ .
وأكمل معاليه الدرس وشرح عدة أحاديث في الباب حيث قال: إنه لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء وأن الكيد هو التدبير الخفي، ومتى ما كان بالسوء كان مذموما، وإن معنى انماع ذهب ولم يبق منه شيء، وإن المراد بذلك الكيد أو الكائد.
وذكر معالي الشيخ أيضاً أن المدينة لا يدخلها الدجال ولا رعبه ولا الطاعون، فعلى كل باب من أبوابها ملكان يحرسون المدينة، وهذا فيه فضل المدينة وحماية الله لها، وأنها عند قدوم الدجال ترجف بأهلها ثلاث رجفات يخرج الله بها كل كافر ومنافق منها.
وأضاف أنه يخرج من المدينة رجل من خيار الناس إلى الدجال فيكذبه ويعلم الناس بأنه الدجال الكذاب، فيقتله الدجال ثم يحييه ثم لا يُسَلَّط عليه بعد، وذكر أن في هذا الحديث بقاء الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى آخر الزمان، وذكر أن المدينة كالكير تنفي خبثها، وأن في هذا للمدينة خاصية عدم رغبة أهل النفاق البقاء فيها، وأن الله يقدر عليها بعض الأقدار من أجل أن تفصل بين أهل الإيمان الذين يبقون فيها وأهل النفاق الذين يُنفَون منها، وذكر أن المدينة فيها ضعفي ما في مكة من البركة وهي النماء والزيادة.
ويشرع الدعاء للبلدان بنزول الخير والبركة فيها ورفع الأوبئة عنها، حيث إن المدينة كانت في أول الهجرة موبوءة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه بأن ينقل وباءها إلى الجحفة التي لم يكن بها ساكن ذلك الزمان، كما أن الموت في المدينة له فضل فقد دعا عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه أن يُرزَق الشهادة فيها.
وبهذا ختم الشيخ كتاب فضائل المدينة من كتابه مختصر صحيح البخاري، وفي ختام الدرس دعا للمسلمين بصلاح حالهم وأن يوحدهم الله على الحق، ودعا لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والسداد.
يذكر أن البرنامج العلمي الدائم بالمسجد الحرام تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين.