الجمعة, 18 آب/أغسطس 2023 14:16

فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا في خطبة الجمعة: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة"

قيم الموضوع
(3 أصوات)
أمّ وخطب بالمصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف واستهل خطبته: لقد خص الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بخصائص ميزه بها على جميع الأنبياء والمرسلين، وجعل له شرعة ومنهاجا، أفضل شرعة، وأكمل منهاج، كما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس، فهم يوفون سبعين أمة، هم خيرها وأكرمها على الله من جميع الأجناس، فجمع الله لأمته بخاتم المرسلين وإمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين ما فرقه في غيرهم من الفضائل، وزادهم من فضله أنواع الفواضل.

وقال فضيلته: أن من فضائل هذه الشريعة العظام ومحاسنها الجسام كثرة سبل الخير، وتنوع أعمال البر التي يتقرب بها كل مؤمن إلى مولاه، غنياً كان المؤمن أم فقيرًا، قوي كان أو ضعيفاً، ومن رحمته سبحانه وفضله على عباده أن رزقهم كلهم، ثم خص بعضهم بالغنى ليبلوهم بالشكر، وليتقربوا إليه بالزكاة والصدقات فتعظم أجورهم، وتطهر أموالهم، و تزكو نفوسهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

وتابع فضيلته: ثم إنه سبحانه وهو البر الرحيم شرع لعباده من القربات ما يشرك به الفقير أخاه الغني، فيصير بمنزلته في حسن الثواب، أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: «أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».

وأكمل فضيلته : لقد دلت نصوص الوحيين الشريفين على سعة مفهوم الصدقة، وأن ما كان منها مالياً فإنه غير محصور في الفقير والمسكين، وإن كان فضل الصدقة عليهما ثابتاً جزيلاً، وأن ثمت أبواباً وسبلاً يلج منها العبد المنفق مهما قلت جدته إلى ديوان المتصدقين، ويلحق به ركب ذوي اليسار المنفقين، منها الإنفاق على العيال والأهل، بل والإنفاق على النفس، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة»؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار أنفقته على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك».

وأضاف فضيلته: من وجوه الصدقة أن يغرس المسلم غرساً أو يزرع زرعاً فينتفع به إنسان أو حيوان، قال عليه الصلاة والسلام: «ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن كل ما أعان المسلم أخاه عليه من جلب نفع، أو دفع ضر، أو إزالة مكروه، أو أدخل السرور عليه كل ذلك صدقة، قال عليه الصلاة والسلام: «إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة، وهدايتك الرجل في أرض الضالة صدقة»؛ وقال عليه الصلاة والسلام: «والكلمة الطيبة صدقة»؛ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة فيتفرقون وقد نفعهم الله بها.
قراءة 2356 مرات