يشهد الحرمان الشريفان توافد أعداد كبيرة من الزائرين والمصلين والمعتمرين ومعهم أطفالهم ترغيبًا لهم في رؤية الكعبة المشرفة عن قرب، حتى تمتلئ أعينهم وتتشبّع حواسهم بالروحانية منذ نعومة أظفارهم، ومن هذا المنطلق اعتنت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالطفل وساهمت في إثراء تجربته الروحانية بالحفاوة الطيبة والاستقبال الودود منذ دخولهم إلى ساحات المسجد الحرام وحتى خروجهم.
الأمان أولًا: سوار خاص لحماية الأطفال في الحرمين الشريفين
وفر للطفل قاصد الحرمين (إسورة) توضع في معصم اليد لكتابة تفاصيل هوية الطفل وبياناته ورقم للتواصل، على أن يتم وضعه للأطفال كوقاية في حال فقدان الطفل، لضمان سلامته وسرعة وصوله لذويه، كما تحتوي هذه الـ(إسورة) على "باركود" يضم عدّة لغات أهمها (الأوردية، البنغالية، الملاوية، الفارسية، التركية، الهوساوية، الإنجليزية، الفرنسية) لسهولة التعامل والتواصل مع مختلف الجاليات الوافدة، ويتم تكثيف هذه الخدمة والعناية بها على مدار الساعة خلال المواسم كشهر رمضان المبارك وذي الحجة وأشهر العمرة نظرًا للإقبال الكبير من المعتمرين والمعتمرات، وحاجتهم الماسة إلى حماية أطفالهم من الضياع داخل أورقة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
المعرفة والإبداع: مكتبة للأطفال في الحرمين الشريفين
تقام بمكتبة الحرم في قسمها النسائي برامج وفعاليات ومبادرات تتوائم مع سنّ الطفل لتغرس فيهم حبّ المعرفة وتنمّي مهاراتهم الإبداعية وتقوّي ملكاتهم اللغوية وتثري شغفهم بالعلوم والمعارف المتنوعة في أكثر من (2400) كتاب يتناسب مع الفئات العمرية للأطفال من بينها قصص مصوّرة تساعدهم في تبسيط المعلومة وفهمها بالطريقة الصحيحة، كما تضم المكتبة كذلك مسابقات هادفة، وألعاب تفاعليّة كالقصاصات والرسومات التشكيلية المستوحاة من معالم المسجد الحرام.
وبين مراتب العلم والمعرفة تتنوع أساليب التلقي لدى الطفل فتخوض معهم كوادر المكتبة تجربة الرسم والكتابة بالخطّ العربي وأساليبه فضلًا عن القراءة التي هي ركن المعرفة الأول، وتأخذهم في جولة من البرامج التقنية التي تواكب الزمن الرقمي، والبرامج الدينية والتوعوية والأخلاقية التي تساعدهم على تشرّب العلم بمنهجية تغرس المبادئ والقيم الصحيحة للطفل وفق منهج الوسطية والاعتدال، كل ذلك حتى (12) سنة، وتقوم على هذه البرامج والخدمات والفعاليات كفاءات نسائية على دراية بأحدث عوامل الجذب والتشويق لدى الأطفال.
وأيضاً خصصت مكتبة خاصة بالطفل داخل الحرم النبوي بالقسم النسائي لراحة الزائرات والقاصدات في أداء مناسكهم وعباداتهم بخشوع وطمأنينة وإضفاء الهدوء على أروقة المسجد النبوي؛ تضم عدة أنشطة وفعاليات وأركان تتنوع بين الفقه والترتيل، وبين والرسم والأعمال الفنية والتلوين، وأيضا أركان للقراءة والاطلاع وأنشطة ذهنية مثل الفك والتركيب للمكعبات والمجسمات والأنشطة البسيطة على الحاسب الآلي، والتوعية التثقيفية في ركن الطبيب.