الجمعة, 15 أيلول/سبتمبر 2023 14:14

فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة: صلة الرحم حقٌّ أوجبهُ الله، وعبادة يتقرب بها إلى الله، وإنّكم ستُسألون عنها بين يدي الله، فالله الله في رحمكم وأقاربكم، صلوا من قطعكم، وأعطوا من منعكم، واعفوا عمن ظلمكم ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.

قيم الموضوع
(13 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمدالله تعالى بدأ خطبته بقوله : معاشر المسلمين ..إن من أعظم الواجبات وأجل الطاعات وأزكى القربات أداء الحقوق والواجبات وأعظم تلك الحقوق عباد الله ، وأولاها بالأداء والوفاء عند الله ، حقوق ذوي الأرحام ، حقوق الأقرباء ، الذين أوجب الله لهم حق الصلة والمودة والوفاء ، قال الله تعالى ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

وأكمل فضيلته الخطبة بقوله : عباد الله .. إن صلة الرحم تثير ندى العاطفة الإنسانية في القلوب فتثمر المحبة والوفاء والأخوة والصفاء ، وتميت الحقد والجفاء والبغضاء ، لهذا شرع الله تعالى صلة الرحم بالزيارة والألفة ، بالإحسان والمودة بالمواساة والرحمة ، وأخذ بذلك الميثاق على من كان قبلكم ، قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) .

وأضاف فضيلته : صلة الرحم حق أوجبه الله وعبادة يتقرب بها إلى الله وإنكم ستسألون عنها بين يدي الله ، فألله الله في رحمكم وأقاربكم ، صلو من قطعكم وأعطوا من منعكم واعفوا عمن ظلمكم ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .

وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته : لقد حرم الله تعالى قطيعة الرحم وحذر منها ، قال تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ) ، فقطيعة الرحم ذنب وكبيرة يوجب اللعنة والعقاب وظلم يؤدي إلى إيحاش القلوب ونفرتها وتأذيها ، وأي ظلم أشد من تقطيع الوشائج وفصم عرى المحبة وتجفيف ينابيع الوداد .

واختتم فضيلته الخطبة بقوله؛ أيها الناس: الرحم أثر من آثار رحمة الله تعالى ، مشتبكة بها فمن قطعها كان منقطعاً من رحمة الله ومن وصلها وصلته رحمة الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خَلَقَ الله الخَلْقَ فلما فرغ منه قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَت: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: ألا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَك قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ".
5BC8E342 CE6E 4324 A327 A58C5354B1F570220305 DC47 46B0 806C 877E9024D69926169E4E CAEE 4ECC A625 ECEAD3F37C64
قراءة 7680 مرات آخر تعديل في الجمعة, 15 أيلول/سبتمبر 2023 14:20