يشتهر التعليم في الحرمين الشريفين بطابع خاص ارتبط في الأذهان، فمنذ لحظات الصباح الأولى ترى توافد طلبة العلم لتلقي الدروس العلمية فتتشكل الفصول الدراسية في التوسعات الداخلية، ويتوسط المعلم هذه الحلق ليحيط به مجموعة من طالبي العلم في مشهد فريد يستمر حتى موعد صلاة الظهر من كل يوم، فرمزية الحلق وارتباطها بالحرمين الشريفين ودروسه كانت ولا زالت تضفي رونقًا فريدًا ميزت تعليم المسجد الحرام والمسجد النبوي عن غيره.
ومع الحفاظ على الهوية؛ فقد حظي العلم وأهله في الحرمين الشريفين بدعم غير محدود من قيادة المملكة العربية السعودية حتى أثمر ذلك بتطور ملحوظ عبر استخدام التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال وصولاً إلى المواقع الإلكترونية التي نتج عنها منصتا منارة ومقرأة الحرمين، فكان لهما أثر في اتساع نطاق التعليم وعدم انحصاره بموقع معين.
وبالعودة إلى الحلق يشهد الحرمين الشريفين تخصيص حلقات توجيهية وإرشادية في أيام مختلفة من الأسبوع حيث يجتمع قاصدوه حول العلماء لتلقى تعاليم القرآن الكريم وتدرسيه، ودروس التفسير التي تبين أحكام العبادات المختلفة بهدف التوعية الدينية والإرشادية؛ حيث بإمكان المستفيد متابعتها عن طريق منصة منارة الحرمين الشريفين.
كما أقيم في المسجد الحرام العديد من الندوات العلمية الكبرى التي استضافت أعضاء من هيئة كبار العلماء، والمعنيين بالعلوم الشرعية والدينية والتوجيهية والإرشادية، ومنها ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما".