الجمعة, 03 تشرين2/نوفمبر 2023 14:32

فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد في خطبة الجمعة: آمنوا بالله واستقيموا على أمره، وكونوا عباد الله إخوانا، ونفسوا عن المكروبين، ويسروا عن المعسرين، واستروا المسلمين يستركم الله يوم الدين، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه

قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون: إن الله تبارك وتعالى قد أرسل رسله بالوحي وأيدهم بالصدق ووعدهم بالنصر، وجعل في التنزيل شرف الذكر وقصم الظلم، قال تعالى: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ؛؛ وَمَا جَعَلۡنَٰهُمۡ جَسَدٗا لَّا يَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَٰلِدِينَ ؛؛ ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ.)
جعل الله سبحانه وتعالى وراثة الأرض للصالحين أتباع المرسلين، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، وقال عز وجل: (وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ).
وأضاف فضيلته قائلاً: فطوبى لمن كان من أهل قول القوي العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وبيّن فضيلة الشيخ أحمد بن طالب أن القلم قد جف بما هو كائن، فلو اجتمع الخلق على النفع أو الضر لم يكن إلا ما قدره الله، فاعملوا لله بالشكر واليقين،واعلموا أن في الصبر على ما تكرهون خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ومن أقامه الله في باب من الخير فليلزمه مع الإخلاص والصدق فإنه يبارك له فيه، ويفتح فيه عليه، ومن أصلح قلبه أجابته بالخير أطرافه، فإذا صح الرأس، فما على الجسد من باس، وأتوا من الأقوال والأفعال لغيركم بما تحبون أن يؤتى به إليكم، وأحبوا لإخوانكم ما تحبون لأنفسكم، وجانبوا السوء وأهله، واستحيوا من الله حق الحياء، بأن تحفظوا الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكروا الموت والبلى، وآمنوا بالله واستقيموا على أمره وتوكلوا عليه حق توكله ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ونفسوا عن المكروبين، ويسروا عن المعسرين، واستروا المسلمين يستركم الله يوم الدين، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.
واختتم الخطبة بقوله: اعلموا أن في الصد عن سبيل الله ضلال الأعمال، وأن في الإيمان بالتنزيل والعمل به صلاح البال، وأن مشيئة الله نافذة حتى يبلغ قدر الله منتهاه، قال الله عز وجل: (وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ).

54CB1B76 3F1C 4D36 8AE0 819CD3B5AE07EB4FCCC3 26D1 4CA4 AB9E 39E8D176A391537D1DF7 6C2F 4590 B588 31B5B71C9728
قراءة 844 مرات