الجمعة, 08 كانون1/ديسمبر 2023 14:42

فضيلة الشيخ بندر بليلة في خطبة الجمعة : رأسُ الفرائضِ الموصلةِ للفلاحِ الصلاة، أمُّ العبادات، وعمودُ الطاعات، وهي الصارفُ عن دَواعي السوءِ ومُغرِياتِه، والعاصمُ من عَوادي الشيطانِ ومُغوِياته

قيم الموضوع
(2 أصوات)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الهيئة العام للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أم المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الفلاح فقال : الفلاحُ مَطلَبٌ عَلي، ومَأرَبٌ سَني، إليه شَخَص العاملون، وتفانى مِن أجله المُتفانون.

والفلاحُ هو الظَّفَرُ ونَيلُ البغيةِ دنيويًا أو أُخرويًا، فالدنيويُّ الظَّفَرُ بمَلَذات الدنيا ومُشتهياتها، والأخرويُّ الظَّفَرُ برضا الله تعالى وجنتِه.

والذكيُّ الألمعيُّ اللوذعيُّ هو مَن جَمع فِكرَه، وصَوَّب نحو الفلاحِ الأُخرويِّ نظرَه؛ إذْ هو غايةُ الأماني، ومُنتهى الأَراجي! وليس بينه وبينه إلا قوةُ عزيمة، وصبرُ ساعة، وثباتُ قلب.

وأُسُّ الفلاحِ الأُخرويِّ الشهادتان، بابةُ الإسلامِ وأصلُ الملة، قال النبيُّ ﷺ: (يا أيها الناس: قولوا لا إله إلا اللهُ تُفلحوا) أخرجه الإمامُ أحمدُ وابنُ حبان.

ومن التزمَ فرائضَ الله تعالى أفلح، جاء أعرابيٌّ إلى النبي ﷺ يسألُه عن شرائع الإسلام فأعْلَمَه عنها، فقال الأعرابي: والذي أكرمك لا أتطوعُ شيئا، ولا أَنقُصُ مما فرض اللهُ عليَّ شيئا، فقال عليه الصلاةُ والسلام: (أفلح إن صَدق) أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ من حديث طلحةَ رضي اللهُ عنه.

ورأسُ الفرائضِ الموصلةِ للفلاحِ الصلاة، أمُّ العبادات، وعمودُ الطاعات، وهي الصارفُ عن دَواعي السوءِ ومُغرِياتِه، والعاصمُ من عَوادي الشيطانِ ومُغوِياته، فلا عَجَبَ إذًا أن يُنادى بالفلاح في أذانها وإقامتها.

وتحدث فضيلته في ختام خطبته الاولى عن التطهر من الذنب فقال : التطهرُ من الذنب والحَوبة، والتوبةُ إلى الله والأوبة، سبيلُ الفلاح، ودليلُ الصلاح والذاكرُ لربه ولأنعُمِه عليه آخِذٌ بسبب الفلاح، ومَن أدى الحقوقَ إلى أربابها حاز الفلاح، وتطهيرُ النفس من الشرك والظلم وسيء الأخلاق موجِب للفلاح.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن إقبال وإدبار النفس على الخير فقال : نَفْسُ الإنسانِ بين إقبال على الخير وإدبار عنه، فالإقبالُ يُثمِرُ الانكبابَ على الطاعات، والإدبارُ يُداوَى بالاقتصار على الفرائض وشيءٍ من النوافل، قال المصطفى ﷺ: (إن لكل عملٍ شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فَترتُه إلى سُنتي فقد أفلح، ومن كانت فَترتُه إلى غير ذلك فقد هلك) أخرجه الإمامُ أحمدُ من حديث عبدالله بن عمروٍ رضي اللهُ عنهما.

ألا ما أسعدَ العبدَ وأهناهُ يومَ يرى مَوازينه قد ثقُلت بالأعمال الصالحات، وخَفَّت من الأوزار والذنوب والموبقات، فثَمَّ الفلاح، وثَمَّ النجاح.

msg 1001468035115 51051msg 1001468035115 51053msg 1001468035115 51054msg 1001468035115 51055msg 1001468035115 51056msg 1001468035115 51057
قراءة 1473 مرات