ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله البعيجان خطبة يوم الجمعة في رحاب المسجد النبوي وسط منظومة متكاملة من الخدمات التوجيهية والإرشادية والخدمية والتي قدمتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للزوار والقاصدين.
وابتدأها قائلاً: الحمد لله الذي حكم بقدرته وقدر بحكمته وكل شي بإرادته ومشيئته وذلكم الله ربكم خالق كل شي وهو على كل شي قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير, فله الحمد وبه نستعين ونستجير وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، موضحاً أن طاعة الله خير مغنم ومكسب ورضاه خير ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات, وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، فاتقوا الله في ما أمركم وكفوا عما نهى عنه وزجر (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.
وأكد فضيلته على الإيمان بالقضاء والقدر الصبر والرضا وعدم التسخط والجزع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز وأن أصابك شي , فلا تقل لو فعلت كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) فمن رضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط ولن يضر الله شيئا.
مضيفاً أن الإيمان بالقضاء والقدر يورث راحة البال وطمانينة النفس، قال تعالى ( لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما أتاكم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (وإن أصابك شيْ فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) والإيمان بالقضاء والقدر يورث اليقين والتعلق بالله وصدق التوكل عليه فكل شي بقضاء وقدر مكتوب, عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ( ياغلام إني اعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فأسال الله, وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف، واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسرا) .
وختم فضيلته خطبة الجمعة داعياً ، اللهم أجعلنا من المطمئنين الراضين بقضائك المستسلمين لقدرك, اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعنا من الراشدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.