خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون؛ أظلكم شهر مبارك كريم بسط الله فيه الرحمة الواسعة، وجمع الله فيه من العبادات والطاعات ما لم يجتمع في غيره ليستكثر المسلمون فيه من الفضائل والحسنات، وليبتعدوا عن الرذائل والمحرمات، فإن حقيقة العبادات فعل ما أمر الله به وجوباً أو استحباباً رجاء ثواب الله ورضوانه، وترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقابه، قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾، وقال تعالى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾، فاجتمع في رمضان الصلوات فروضاً ونوافل، والزكاة على من وجبت عليه، والحج الأصغر وهو العمرة، لقوله ﷺ: «عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي».
وأكمل: واجتمع فيه أنواع البر والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنواع الذكر وأعظم الذكر وأفضله تلاوة القرآن، وكل المسلمين يفرحون ويستبشرون ببشارة رسول الله ﷺ برمضان، عن سلمان - رضي الله عنه - قال: خَطَبَنا رسول الله ﷺ في آخر يوم من شعبان، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» [رواه ابن خزيمة في صحيحه].
وأضاف فضيلته: تتهيأ السماء والأرض لرمضان وتستعد القلوب المستقيمة والنفوس الزكية لتلقي القرآن وقبول بركاته والانتفاع بأنواره، والتطهر بتزكيته واسترواح نسماته الشذية، والتدرج في معارج كماله والفوز بكمال تربيته التي لم يبلغها كتاب قبله، فهو يدخل إلى مسارب النفوس من كل باب بالرغبة والرهبة والعقل والعاطفة، والحجج الدامغة وبالبرهان الذي لا يبلغه بشر وبأنواع الهدى الذي لا تزيغ به الأهواء، لأن القرآن الكريم المعجزة العظمى لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
وبيّن: شهر رمضان شهر القرآن العظيم نزل فيه القرآن الكريم، وللقرآن في هذا الشهر سلطان وسطوة وتأثير على القلوب، لأن نوازع الشر ودواعي الشهوات والمعاصي تضعف بالصوم، فتضعف رغبات البدن وتقوى رغبات الروح وتستعلي وتتغلب نوازع الخير على الإنسان، فيقبل على الخير الذي خلق له ويقصر عن الشر الذي حذر منه، فاستكثروا من تلاوة القرآن.
وأكمل فضيلته: أيها المسلمون تفكروا في سعة جود الله وكرمه كيف يحدث لأهل الجنة نعيماً وقرة عين في كل وقت في مدة هذه الدنيا وقبل أن يدخلوها، عن ابن عباس - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الجنَّةَ لَتَزَّيَّنُ مِن السَّنةِ إلى السَّنةِ لشهرِ رمَضانَ»؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
وأضاف: استقبلوا شهركم رحمكم الله بالتوبة من كل ذنب فكم من مدرك لهذا الشهر ولم يدرك ما بعده، وأدوا زكاة أموالكم التي بأيديكم تجدوها وقاية لكم من النار قبل أن تنقل إلى غيركم من الوارثين وتصبحوا بها من المعذبين، فإن من لم يؤدِ زكاة ماله إن كان نقداً مثل له شجاعاً، أي: ثعباناً أقرع؛ يأخذ بشدقيه يمصه ويفرغ فيه سمه، وإن كان ماله من بهيمة الأنعام سلطت عليه تطؤه بأرجلها وتنطحه بقرونها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، كما هو ثابت في البخاري وثابت في مسلم، عياذاً بالله من عذابه.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن ما يفرح به الإنسان أشياء كثيرة من متع الحياة الدنيا ولذاتها لا تعد ولا تحصى، ذكر الله في كتابه أنواعاً منها فقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾، لكن نعيم الدنيا زائل وحائل ومضمحل، أما ما يستحق أن يفرح به حقاً فهو ما بسط الله لكم من الرحمة في هذا الشهر من أنواع الطاعات، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فكونوا عباد الله من المحسنين، وفي الحديث: «ابغوني في الضُّعفاءَ، إنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم».
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون؛ أظلكم شهر مبارك كريم بسط الله فيه الرحمة الواسعة، وجمع الله فيه من العبادات والطاعات ما لم يجتمع في غيره ليستكثر المسلمون فيه من الفضائل والحسنات، وليبتعدوا عن الرذائل والمحرمات، فإن حقيقة العبادات فعل ما أمر الله به وجوباً أو استحباباً رجاء ثواب الله ورضوانه، وترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقابه، قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾، وقال تعالى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾، فاجتمع في رمضان الصلوات فروضاً ونوافل، والزكاة على من وجبت عليه، والحج الأصغر وهو العمرة، لقوله ﷺ: «عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي».
وأكمل: واجتمع فيه أنواع البر والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنواع الذكر وأعظم الذكر وأفضله تلاوة القرآن، وكل المسلمين يفرحون ويستبشرون ببشارة رسول الله ﷺ برمضان، عن سلمان - رضي الله عنه - قال: خَطَبَنا رسول الله ﷺ في آخر يوم من شعبان، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» [رواه ابن خزيمة في صحيحه].
وأضاف فضيلته: تتهيأ السماء والأرض لرمضان وتستعد القلوب المستقيمة والنفوس الزكية لتلقي القرآن وقبول بركاته والانتفاع بأنواره، والتطهر بتزكيته واسترواح نسماته الشذية، والتدرج في معارج كماله والفوز بكمال تربيته التي لم يبلغها كتاب قبله، فهو يدخل إلى مسارب النفوس من كل باب بالرغبة والرهبة والعقل والعاطفة، والحجج الدامغة وبالبرهان الذي لا يبلغه بشر وبأنواع الهدى الذي لا تزيغ به الأهواء، لأن القرآن الكريم المعجزة العظمى لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
وبيّن: شهر رمضان شهر القرآن العظيم نزل فيه القرآن الكريم، وللقرآن في هذا الشهر سلطان وسطوة وتأثير على القلوب، لأن نوازع الشر ودواعي الشهوات والمعاصي تضعف بالصوم، فتضعف رغبات البدن وتقوى رغبات الروح وتستعلي وتتغلب نوازع الخير على الإنسان، فيقبل على الخير الذي خلق له ويقصر عن الشر الذي حذر منه، فاستكثروا من تلاوة القرآن.
وأكمل فضيلته: أيها المسلمون تفكروا في سعة جود الله وكرمه كيف يحدث لأهل الجنة نعيماً وقرة عين في كل وقت في مدة هذه الدنيا وقبل أن يدخلوها، عن ابن عباس - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الجنَّةَ لَتَزَّيَّنُ مِن السَّنةِ إلى السَّنةِ لشهرِ رمَضانَ»؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
وأضاف: استقبلوا شهركم رحمكم الله بالتوبة من كل ذنب فكم من مدرك لهذا الشهر ولم يدرك ما بعده، وأدوا زكاة أموالكم التي بأيديكم تجدوها وقاية لكم من النار قبل أن تنقل إلى غيركم من الوارثين وتصبحوا بها من المعذبين، فإن من لم يؤدِ زكاة ماله إن كان نقداً مثل له شجاعاً، أي: ثعباناً أقرع؛ يأخذ بشدقيه يمصه ويفرغ فيه سمه، وإن كان ماله من بهيمة الأنعام سلطت عليه تطؤه بأرجلها وتنطحه بقرونها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، كما هو ثابت في البخاري وثابت في مسلم، عياذاً بالله من عذابه.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن ما يفرح به الإنسان أشياء كثيرة من متع الحياة الدنيا ولذاتها لا تعد ولا تحصى، ذكر الله في كتابه أنواعاً منها فقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾، لكن نعيم الدنيا زائل وحائل ومضمحل، أما ما يستحق أن يفرح به حقاً فهو ما بسط الله لكم من الرحمة في هذا الشهر من أنواع الطاعات، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فكونوا عباد الله من المحسنين، وفي الحديث: «ابغوني في الضُّعفاءَ، إنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم».