أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ المصلين في يوم الجمعة بالمسجد النبوي واستهل خطبته قائلًا: إن الإنسان تمر به في هذه الحياة من آيات الله الكونية ما ينبغي أن يتخذ منها العبر والعظات، فها هو فصل الصيف نمر به وبحرارته الشديدة مما يجعل الناس يلجؤون لأسباب مختلفة تقيهم شدة الحرّ وقسوته هذا وهم في دنيا زائلة ودار فانية فكيف بدار القرار وأن مصيرها إما جنة لا تفنى أو نار تتلظى.
مضيفاً: إن العاقل من ينتهز الفرص حين تمر سنن الله الكونية وآياته الباهرة، فيستعد لدار الجزاء بكل ما يرضي به مولاه ويكون سبباً للفلاح السرمدي والفوز الأبدي، وشدة حرارة الصيف يجب أن تذكرنا لما بعد النقلة من هذه الدار إلى دار فيها الأهوال المفزعة والمشاهد المرعبة وقال تعالى: وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81).
وأوصى فضيلته من أسرف على نفسه بالعصيان، المسارعة بالتوبة الصادقة إلى الرحمن قبل فوات الأوان، فتذكر أيها الغافل عن حقوق خالقك ، تذكر باشتداد الحرّ المواقف العصيبة ، والأهوال المفزعة عند الانتقال من هذه الحياة الزائلة يقول جل وعلا: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
وأكد آل الشيخ أنه لا فلاح إلى لمن حافظ على المفروضات ولا نجاة إلا لمن خاف مقام ربه، فاجتنب الموبقات والسيئات قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)، وتذكروا أيها الناس حرّ الدنيا وحرّ النار الكبرى فخذوا حذركم بالأعمال الصالحة والبعد عما يغضب الله جل وعلا، واتعظوا بالآيات الربانية الكونية والشرعية فمن اتعظ واعتبر واستجاب واتقى، كان برحمة ربه في فلاح دائم وفوز عظيم.