خطب وأمّ المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي.
وبدأ خطبته بقوله: الحمد لله رب المشرقين ورب المغربين، هدانا وأمرنا بإصلاح ذات البين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تجلو قلب قائلها من الرين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله أرسله ربه وافترض طاعته على جميع الثقلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تطهروا من الشرك والشك والشين.
وأشار فضيلته إلى أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين فقال : فصل الخصومات الثائرة، وقطع المنازعات الشاجرة وتأليف القلوب المتنافرة، وإصلاح ذات البين لأن فساد ذات البين ثلمة في الدين وفتنة بين المسلمين.
وقال فضيلته: إصلاح ذات البين خصلة جليلة وفضيلة عظيمة تستل بها الضغائن والأحقاد والحزازات، وتطفئ بها نيران العداوات والخصومات والمنازعات، وقد أمر الله تعالى عباده بالمسارعة إلى قطع المنازعة بالإصلاح بين المتخاصمين والتوفيق بين المتنازعين، قال الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). وقال جل وعلا: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).
فاتقوا الله أيها المسلمون وتغافلوا عن الزلات ولا تستقصوا الهفوات، وكونوا في كل أوانٍ إخوانًا متحابين بجلال الله تعالى متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى، نابذين للفرقة والخلاف والأهواء، متمسكين بالجماعة والألفة والمحبة والإخاء.
وقال فضيلته في مطلع خطبته الثانية: الحمد لله الذي آوى من إلى لُطفه أوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، داوى بإنعامه من يئس من أسقامِه الدًوا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي من اتبعه كان على الهُدى، ومن عصاه كان في الغواية والردى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاة تبقى، وسلامًا يترى.
وذكر فضيلته : قد جاءت الرخصة الشرعيةُ في أن يقولَ الرجل في الإصلاح بين المتخاصمين ما لم يسمعه من الذكر الجميل والقول الحسن ليَسْتَلَّ به من قلب أخيه السخيمة والضغينة، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً" متفق عليه.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبِرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وسائر ولاة المسلمين لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.