الجمعة, 13 أيلول/سبتمبر 2024 14:09

فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي: إن الحساب عسير وإن الناقد بصير وإن الله لا يخفى عليه شيء وهو عليم بذات الصدور

قيم الموضوع
(3 أصوات)

أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي المصلين بالمسجد النبوي لصلاة الجمعة واستهل خطبته قائلاً: يا بني آدم قد خلقكم الله تعالى لأمر عظيم وشأن كبير ، تخلت أن تحمله السموات والأرض وأشفقت من القيام به خوفاً من أن تضيعه فتعذب أو تقصر فيه فتلام ويصيبها بما قصرت فيه حساب الله وعقابه ألا إن هذا الأمر العظيم وهو عبادة الله تبارك وتعالى بإحسان وإصلاح الأرض بشرع الله واجتناب المظالم والمحارم.

وأضاف فضيلته: يا ابن آدم تفكر في مبدأ أمرك ونهايته وما بين البداية والنهاية من الأحوال المتقلبة، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ، قال المفسرون: خلق الله الإنسان يلاقي ويواجه شدائد الدنيا والآخرة ومشاقها ثم يكون النعيم بعد ذلك للصابرين المتقين والعذاب لمتبعي الهوى والشهوات المحرمة، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾.

وأوضح الشيخ الحذيفي: إن الحساب عسير وإن الناقد بصير وإن الله لا يخفى عليه شيء وهو عليم بذات الصدور، لن تزول قدما عبد يوم القيامة ولن تنتقل من مكانها لجواز الصراط المضروب على متن جهنم إلى الجنة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة، فإن أجاب ربه بالصدق وأفنى عمره في طاعات مولاه فيا فوز الطائعين، قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّدِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفوز العظيم.

وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وهذا سؤال صعب ووقوف فيه كرب عن مداخل الأموال وكيفية مخارجها وسبل إنفاقها، والمال الحلال يدخل به الصالح أعلى الجنات، والمال الحرام يشقى به صاحبه في حياته ويشقى به ورثته الشؤمه بعد وفاته، عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ – رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.» رواه البخاري.

فما أعظم مسؤولية المال وما أكثر شره وفساده لمن أنفقه على الشهوات وحرم المستحقين منه، وعن علمه ماذا عمل به والعمل بالعلم هو تعليمه لمن يحتاج إليه والأمر فيه بالخير والنهي فيه عن الشر، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فأعظم إحسان هداية الإنسان للهدى ونهيه عن الردى.

وفي ختام خطبته أوصى الحذيفي قائلاً: اتقوا الله حق التقوى وتمسكوا بالعروة الوثقى فمن تمسك بتقواه فاز بالخير ونجا من الشرور والمهلكات، فما من خير يناله المسلم في هذه الدنيا والآخرة إلا أجراه الله على يديه.

WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.30WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.42WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.52
قراءة 155 مرات