ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن عبدالحميد بخاري المدرس بالحرمين الشريفين درسه الأسبوعي من كتاب (غاية السول في خصائص الرسول) وذلك ضمن البرامج التي تنظمها الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية التابعة لوكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام والمقامة عن بعد عبر منصة (منارة الحرمين)، حيث ابتدأ فضيلته الدرس بأن الله -عز وجل- اختص نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- بمنزلةٍ رفيعةٍ ومكانةٍ عاليةٍ، فله الفَضْل في كلّ أجرٍ وثوابٍ يناله المُسلم إلى يوم القيامة باعتباره المُبلّغ لرسالة ربّه، إذ كان حريصاً على فَهْم كلّ ما أمر به الله -تعالى- وبلّغه لعباد الله.
وتحدث فضيلته عن خصائص الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقال: يُقصد بخصائص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّها: الأمور التي امتاز واختُصّ بها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن غيره، وتتعدّدت إلى أنواعٍ، أوّلها: الواجبات؛ كالشورى، وثانيها: المحرّمات، وثالثها: المُباحات؛ كالوِصال في الصيام، ورابعها: الفضائل؛ كتحريم الزواج من زوجاته -رضي الله عنهنّ- بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام -.
وذكر فضيلته أنه تكمُن أهميّة معرفة خصائص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في التعرّف على المنزلة الرفيعة للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ومعرفة ما اختُصّ به من صفاتٍ، وفضائل، وأحكامٍ، وتمييز الصحيح من صفاته، وعدم المغالاة فيها، واتّباع ما أمر به الشَّرع دون إفراطٍ أو تفريطٍ.
وشرح الشيخ الدكتور حسن بخاري أن الله -سبحانه وتعالى- اختُصّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن باقي الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بعدّة أمورٍ؛ وهي: أداء أمّته الصلاة في أيّ البِقاع من الأرض، وتشريع التيمم لأمّته؛ تخفيفاً وتوسعةً لهم، وإباحة الغنائم له -عليه الصلاة والسلام-، وشفاعته يوم القيامة. وأن رسالته -عليه الصلاة والسلام- للنّاس كافّةً، وليس إلى قومٍ بذاتهم دون غيرهم، وجعله الله -عزّ وجلّ- خطيب الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وإمامهم، وخاتمهم. وجعل -سُبحانه- معجزة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خالدةً باقيةً، ولم يحدّدها بزمنٍ معيّنٍ. أُسري به إلى سدرة المُنتهى، ثمّ رجع إلى بيته في ليلةٍ واحدةٍ. وأوّل من يفيق يوم القيامة، إلى غير ذلك من خصائصه