ألقى فضيلة الشيخ الدكتور طلال أبو النور درساً بعنوان: (تفسير سورة آل عمران) عبر البث المباشر في رحاب المسجد الحرام، مبتدئاً بفضل قراءة القرآن الكريم حيث إنها من أفضل الأعمال؛ وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون؛ فيغترف من فيض هداه يوميَّا، فهو الطاقة المتجددة، والعطاء والخير الذي لا ينضب، وقراءة القرآن الكريم من حسن برُّ المسلم بكتاب ربّه، وتجديد عهده معه بشكل يومي.
وشرح فضيلته قول الله تعالى: {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ} الآية (60) أي: هذا الذي أخبرناك به من شأن المسيح عليه السلام هو الحق الذي في أعلى رتب الصدق، لكونه من ربك الذي من جملة تربيته الخاصة لك ولأمتك أن قص عليكم ما قص من أخبار الأنبياء عليهم السلام.
واستدل الشيخ أبو النور بقوله تعالى: {فلا تكن من الممترين} أي: الشاكين في شيء مما أخبرك به ربك، وفي هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهي أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلِّها أم لا، فلا يوجب له عجزه عن حلّها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}.
وذكر فضيلته أن بهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.