عبر البث المباشر ألقى فضيلة الشيخ الدكتور طلال أبو النور درساً بعنوان: (تفسير سورة آل عمران) في رحاب المسجد الحرام، مبتدئاً بفضل قراءة القرآن الكريم حيث إنها من أفضل الأعمال؛ وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون؛ فيغترف من فيض هداه يوميًَّا، فهو الطاقة المتجددة، والعطاء والخير الذي لا ينضب، وقراءة القرآن الكريم من حسن برِّ المسلم بكتاب ربه، وتجديد عهده معه بشكل يومي.
وشرح فضيلته قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) وذلك أن وفدا من نجران قدم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا من النصارى في نجران من الذين يركبون الصلبان، لما دخلوا على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (إن آدمَ لا أب له ولا أم له، وإن عيسى عليه السلام لا أب له)، فاستنبطوا أن عيسى إلهٌ خلق نفسه بنفسهِ، والاستنباط هنا باطل لأن صفة آدم عليه السلام في تطور الخلق والخليقة بخلاف صفة سيدنا عيسى عليه السلام، فالقرآن يضرب المثل لأن الأمور لو تشابهت علينا فإن القرآن هو الحل حتى لا نتعب ولا نضل.
وفسر الشيخ أبو النور قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (62) مبيناً سبحانه أن هذا الذي أنبأتك به من أمر عيسى لهو النبأ الحق الذي لا شك فيه، وما من معبود يستحق العبادة إلا الله وحده، وإن الله لهو العزيز في ملكه، الحكيم في تدبيره وفعله.
وفي سياق درسه شرح فضيلته قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) (63) أي: فإن أعرضوا عن تصديقك واتباعك فهم المفسدون، والله عليم بهم، وسيجازيهم على ذلك.
وتأتي هذه الدروس العلمية انطلاقاً من حرص معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومتابعة من فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ سلمان بن صالح المقوشي على إبراز دور الرئاسة التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع لزوار وروّاد وعمار بيت الله الحرام، والاستفادة من الدروس العلمية وتطبيقها، والسير على نهجها والتمسك بمبادئها القويمة.