ألقى فضيلة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور غالب بن محمد الحامظي درسه الأسبوعي بالمسجد الحرام، والذي عنوانه (كتاب الإيمان من صحيح مسلم)، وذلك ضمن البرامج التي تنظمها إدارة التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام بالإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية التابعة لوكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية، والمقامة عن بعد عبر منصة (منارة الحرمين).
وتحدث فضيلته في بداية الدرس عن صاحب كتاب الإيمان قائلا هو مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، وتكنى بأبي الحسين، وهو من قُشَير، وهي قبيلة من العرب، وكان والده حجاج بن مسلم القشيري أحد محبي العلم، وأحد من يعشقون حلقات العلماء، فنشأ الفتى في بيئة إيمانية، وبدا شغوفًا بالعلم مجدًا في طلبه، محبا للحديث النبوي، فسمع وهو في الثامنة من عمره.
وأوضح الشيخ غالب الحامظي أن كتب التراجم والسير تقول إن الإمام مسلم كان يعمل بالتجارة، وكانت له أموال مكنته من التفرغ للعلم، والقيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة، وابتدأ رحلاته في طلب العلم إلى الحجاز، وفيه التقى أئمة الحديث والشيوخ الكبار، ثم تعددت رحلاته إلى البصرة والكوفة وبغداد والري، ومصر، والشام وغيرها، ولقي خلال هذه الرحلات عدداً كبيراً من كبار الحفاظ والمحدثين، تجاوز المئة، وكان من بينهم الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث وصاحب صحيح البخاري، وقد لازمه واتصل به وبلغ من حبه له وإجلاله لمنزلته أن قال له: «دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.
وذكر فضيلته أن جهود الإمام مسلم في طلب العلم أتت ثمارها، وبارك الله له في وقته فحصل من العلم ما لا يجتمع للنابغين، حيث رزقه الله ذاكرة لاقطة، وعقلاً راجحاً، وفهماً راسخاً، وقد لفت ذلك أنظار شيوخه، فأثنوا عليه وهو لا يزال صغيراً غض الإهاب، فكان له الأثر في نفوس المسلمين.
وتأتي هذه الدروس العلمية انطلاقاً من حرص معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ومتابعة من فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ سلمان بن صالح المقوشي على إبراز دور الرئاسة التوجيهي والإرشادي والتوعوي ونشر العلم النافع لزوار ورواد وعمار بيت الله الحرام, والاستفادة من الدروس العلمية وتطبيقها والسير على نهجها والتمسك بمبادئها القويمة.
الجدير بالذكر أنه يمكن متابعة الدرس عبر منصات الرئاسة الرسمية، كما تقوم الإدارة العامة لتقنية المعلومات بمساندة النشر من خلال منصة منارة الحرمين .