أمّ المصلين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي وقال فضيلته: تقوى الله خير ما يقدمه العبد لنفسه في حياته وبعد مماته، وتقوى الله تصلح السر والعلانية، وتصلح الدنيا والأخرة، أيها الناس: أذكركم بنعم الله سبحانه وتعالى عليكم، فتذكر النعم يزيد الإيمان، ويغيظ الشيطان، ويوجب الشكر، والشكر يعصم من الكفر، فإن من أعظم النعم الإيمان والتقوى واليقين ثم القرآن والعافية، ومن أعظم النعم نعمة الأمن، فالأمن نعمة عظمى يغفل عنها أكثر الناس ولا يقمون بشكرها، ولا يتفكرون في منافعها، فنعمة الأمن بهجة الحياة، وحارس ما يخاف عليه الأنسان من المحرمات والمصالح، والمنافع والآمال، الأمن أخو الإسلام وقرينة، وتابع الدين وخدينه، وصاحب الإسلام في كل مكان وزمان، فحيثما حل الإسلام صحبة الأمن ولزمه.
وبين فضيلته أن المخاوف كلها بحلول الإسلام في القلوب وتطبيقه في حياة الناس، والأمن الذي يحبه الله ويرضها وشرعه لنا هو الأمن على الدين فلا يفتن مسلم في دينه ولا يغيره والأمن على الدماء فلا يعتدى عليها ولا تسفك، والأمن على العقول من المسكرات والمخدرات وأسباب الأمراض، والأمن على الحرمات والأعراض فلا تنتهك، والأمن على الأموال فلا يعتدى عليها، والأمن على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو حارس الدين وقد جعله بعض أهل الدين ركناً من أركان الدين، والأمن حماية للمجتمع من كل ضرر وشر، وإيصال كل نفع وخير إلى كل فرد مسلم بحسب قدرته على ذلك، وهذا الأمن لا يحققه إلا الدين الإسلامي العظيم لأنه من عند الله العليم الحكيم الرحمن الرحيم.
وأكد فضيلته إلى المسارعة في الخيرات، والبعد عن المعاصي والموبقات واجعلوا هذه الدار مكاناً للتزود لدار القرار التي لا يفنى نعيمها ولا يبيد، وأن الحياة لا تطيب إلى بنعمة الأمن ولا ينتفع الناس بالمعيشة مع فقد نعمة الأمن فسألوا الله الأمن والإيمان والعافية.