الأحد, 14 آذار/مارس 2021 15:40

في افتتاح برنامج صناعة الأعمال في الرئاسة الرئيس العام يلقي محاضرة بعنوان صناعة آفاق مستقبل الرئاسة في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠ المفهوم والأهمية والمجالات والآثار والعوائق والعلاج والتوصيات

قيم الموضوع
(0 أصوات)


أكد معالي  الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس خلال مشاركته في ندوة (صناعة آفاق المستقبل ) , و المنعقدة عن بعد بأن فن صناعة الأعمال يعدُّ المدخل الحقيقي للتطور والإبداع، وحجر الأساس للتميز والإمتاع، والرَّكيزة الأَساسيَّة في بناء الأمم والمجتمعات ونهضة الدول والحضارات؛ فله أهمية بالغة؛ حيث تمتد آثاره، وتظهر ثماره من كل حَدبٍ وصوب؛ ولذا يُعدُّ مطلبًا شرعيًّا، ومقصدًا بشريًّا، لا يستغني عنه الفرد أو المجتمع. 
موضحاً بأن الرئاسة و من هذا المنطلق قد حرصت كل الحرص على تقديم كافة الرعاية و الخدمات التي وُليت بها من قِبل ولاة أمر هذا البلد عن طريق تسخير كافة الجهود و الإمكانيات و استقطاب صناع الأعمال من ذوي الأفكار الإبداعية في مختلف المجالات لتحويل تلك الأفكار إلى عمل حقيقي على أرض الواقع. 

وأضاف معاليه بأن الأصل في العمل إتقانه وأنه عبادةٌ وقُربةٌ يتقرَّب بها العبد من ربِّه بنية تحصيل المنافع الخاصة والعامة، ويلاحظ أن الإسلام أكد على أهمية العمل وإتقانه وإحسانه، ووضح المسؤولية الذاتية التي هي مناط التكليف؛ حيث قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105] . 
كما أن العمل ركيزةً أساسيَّة من ركائز الاستخلاف البشري في الأرض، حيث قال تعالى في محكم تنزيله: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ 

وأضاف السديس بأن من آثار صناعة الأعمال تحقيق محبة الله تعالى، وهذا منتهى آمال الموحدين، و تعظيم دور الإبداع والابتكار والإتقان في المجتمعات. و تفعيل وترسيخ دور العلم والعلماء، وبيان مكانتهم في الأمة. بالإضافة إلى تحقيق سيادة الأمة وريادتها. و تحقيق الرخاء والازدهار للأمة من خلال تعظيم مواردها، وتكثير مصادرها، وتنويع منتجاتها ومخرجاتها العلمية والفكرية والصناعية والإبداعية.  

كما أضاف بأن تربية النشء على الأخذ بمعالي الأمور وتجنب سفاسفها من أحد أهم  الآثار المتعلقة بهذه الصناعة. إضافة إلى تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس، و تفعيل المعايير الصحيحة والسليمة في المجتمعات. 

وأوضح معاليه بأنه للوصول إلى هذه الأهداف و تحقيق الآثار المرجوة فإنه لابد من تخطي معوقات صناعة الأعمال و على رأسها الجهل، الذي هو نقيض العلم. و الكسل والركون للراحة والدَّعة. و عدم وجود البيئة الخصبة لنموِّ فنِّ صناعة الأعمال. مشيراً إلى أن من أهم ما ينبغي تخطيه و معالجته هو تقاعس رواد صناعة الأعمال عن دورهم، من خلال عدم نشر تجاربهم الخلاقة، وأفكارهم الإبداعية، ونماذجهم الملهمة؛ فتتجه الأنظار وتشرئب الأعناق لتستقي من الخبرات السقيمة، والتجارب العقيمة. 

لذلك فإن العلم، هو الركيزة الأساسية والركن الركين لصناعة الأعمال؛ فهي لا تقوم إلا على أكتاف العلم وسواعد العمل، لذا قال رسول الله :«طلب العلم فريضة على كل مسلم» ([1])، فالعلم هو الدواء الناجع لِدَاء الجهل؛ لأنه ينير الطريق، ويوسع المدارك.
كما استذكر الشيخ خلال حديثه بأن لاِستنهاض همم الشباب المؤهل، وشحذ أفكارهم، وتطوير ملكاتهم، وتنمية مكتسباتهم من خلال إعداد الجو الملائم والمناخ المناسب، ليكونوا نواة رواد صناعة الأعمال تزخر بهم الدول والمجتمعات. 

سائلاً الله بأن يجعل بلاد الحرمين دار عز و رخاء و أن يحفظ قادتها و شعبها و ولي أمرها. و أن يصلح شباب هذه الأمة و يُصلح بهم و أن يهديهم لما فيه خير للإسلام و المسلمين.

 
قراءة 986 مرات آخر تعديل في الأحد, 14 آذار/مارس 2021 16:05