أم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ بندر بليلة المصلين في صلاة الجمعة.
وابتدأ فضيلته خطبته بحمد الله والثناء عليه وشكره على ما نحن عليه من نعم عظيمة من علينا بها سبحانه.
وقال فضيلته: أيها المؤمنون لما اقتضت حكمة الله تعالى بالخليقة أن يتعهدهم بمن يصلحهم ويسوس أمرهم ويسوقهم إلى مراشدهم وينقلهم من الظلال إلى الهدى ويحفظ عليهم الفطرة المقررة.
وأضاف فضيلته: كانت البشرية حينئذ أحوج ما تكون إلى من يبدد عنها ظلمات الغي والضلالة، فجاء الحق من ربه وهو يتحنث بغار حراء، وكان ذلك إيذانًا باستفتاح النبوة المحمدية.
ولما استحكم البلاء على العصبة المؤمنة بمكة أذن الله جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى المدينة المنورة ليكون في مأمن من تربص قريش، يدعو إلى ربه ويقيم دينه.
واختتم بليلة: إن حديث الهجرة لينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أن الشدائد لا تدوم وأن الله يبتلي ثم يصطفي وأن المكارم منوطة بالمكاره وأن العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات وأن العبد يبذل الأسباب والله ينجح المساعي.