العربية 
English 
أدى جموع المصلين في مكة المكرمة اليوم الخميس، صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام، يتقدمهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-.
وأم المسلمين اليوم لصلاة الاستسقاء في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة فتحدث فضيلته في خطبته عن أسباب انقطاع المطر فقال: إنكم شَكَوتُمُ الجَدْبَ وانقطاعَ الأمطار، وإمحالَ الأرضِ وغَوْرَ الآبار، وقد وَفَدتُّم إلى هذا المكانِ الطاهرِ وقد ظَهر الاحتياجُ وبَدا الاضطرار.
إن السماءَ لا يُمنَعُ خيرُها، ولا يُحبَسُ قَطرُها إلا إذا غاضت ينابيعُ الخيرِ من القلوب، وغارت عُيونُ الفضائلِ من النفوس، وعَجَّتِ الأرضُ بالمعاصي والذنوب، وضَعُفَت الصِّلةُ بين الربِّ والمَربُوب.
يا لَله! كَم للمعاصي من شُؤمٍ ومَعَرَّة، وبُؤسٍ ومَضَرة! تُزيل النِّعم، وتُحِلُّ النِّقَم، وتَحرِمُ العِلْم، وتَمْحَقُ الرزق، وتُظلِمُ الوجه، وتُفسِدُ العقل، ويُطبَعُ على قلب صاحبِها، وتُحدِثُ في الأرض أنواعًا من الفساد في الماء والهواء، والزُّرُوع والثمار والمساكن ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقال المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم: (ما من قوم يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثم يَقدِرون على أن يُغيِّروا ثم لا يُغيِّروا، إلا يُوشِكُ أن يَعُمَّهُمُ اللهُ منه بعقاب) أخرجه أبو داود.
وتحدث فضيلته عن أسباب نزول المطر ورفع القحط فقال: ألا فأعلِنوا عبادَ اللهِ التوبة، وأظهِروا لمولاكم الأوبة؛ فقد دعاكم إلى ذلك وناداكم، ودَلَّكُم على طُرُق الخيرِ وهَداكم بابُه مُشَرعٌ للطالبين، وجَنابُه مبذُولٌ للقاصدين، وفضلُه يُنادي ، أظهِروا المَسكنةَ والافتقار، وتَخَفُّفوا من المَظالم والمآثِم والمعاصي والأوزار، والْهَجُوا بالعُذِر والرُّجُوع والاستغفار.
ثم اختتم فضيلته خطبة الاستسقاء بالدعاء والتضرع لله سبحانه بأن يقلب الحال ويغيث البلاد والعباد فقال: نستغفرُ الله، نستغفرُ الله، نستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ ونتوبُ إليه.
نعلمُ أنَّ اللهَ على كل شيء قدير، وأنَّ الله قد أحاطَ بكل شيء عِلما.
اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، أنزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين.
اللهم اسقنا غيثًا مُغيثا، مَريئًا مَريعا، غَدَقًا طَبَقا، عاجلًا غيرَ رائث، نافعًا غيرَ ضار.
اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا.
اللهم إنا نستغفرُك إنك كنت غفارا، فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارا.
اللهم اسْقِ عبادَك وبهائمَك، وانشُر رحمتَك، وأحي بلدَك الميت.
اللهم أنزِلْ علينا الغيث، واجْعل ما أنزلتَ قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين.
اللهم سُقيا رحمة، لا سُقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق.
اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضَّرع، واسقِنا من بركات السماء، اللهم ارْفعْ عنا الجَهْدَ والجوعَ والعُرْي، واكشِفْ عنا من البلاء ما لا يكشفُهُ أحدٌ غيرُك.
عباد الله:
اقلِبوا أرديتَكُم اقتداءً بنبيكم محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وتفاؤُلًا بِتَغيُّرِ الحالْ، وحُسْنِ المُنقلَبِ وطِيبِ المآلْ، واستقبِلُوا القبلةَ وادعُوا اللهَ وأنتمَ مُوقنون بالإجابة؛ عَساهُ أنْ يُغيثَ القُلوبَ بالرجوعِ إليه، والبَلدَ بإنزالِ الغيثِ عليه.
يذكر أنه كان في استقبال سموه فضيلة وكيل الرئيس العام لشؤون الفكرية والثقافية الدكتور ناصر الزهراني، وسعادة مدير عام مكتب الرئيس العام الأستاذ بدر بن صالح ال الشيخ ، وفضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ بدر الفريح ، وسعادة وكيل الرئيس العام للإتصال والشؤون الاعلامية الأستاذ هاني حيدر ، وعدد من مسؤولي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
