وشرح معاليه تفسير الآية ١٢ من سورة الحديد {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وذكر بأن معنى الآية أن لهم الأجر الكريم حين ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى بين أيديهم ما يكون السبب في نجاتهم، وهدايتهم إلى سبيل الجنة من العلوم التي كملوا بها أنفسهم في الدنيا: كالاعتقاد، بالتوحيد، وخلع الأنداد والأوثان، والقبور، والأعمال الصالحة التي زكوا بها أنفسهم، وبها أخبتوا لربهم، وأنابوا إليه مخلصين له الدين، وبأيمانهم تكون كتبهم.
وانتهى معالي الرئيس العام من شرح الحديث الثالث من كتاب الصلاة، باب المواقيت (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله- رضي الله عنهما- قَالَ: «كَانَ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ, وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إذَا وَجَبَتْ , وَالْعِشَاءَ أَحْيَاناً وَأَحْيَاناً إذَا رَآهُمْ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ , وَالصُّبْحَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ»
وتحدث معاليه عن المسألة الثالثة للحديث وهي أن التَّعْجيل بصلاة الفَرَائِض في أوَّل الوقت أفضل مطلقًا إلاَّ ما استثناه الشرع وبيّن اختلاف العلماء في قولين أحدهما أن أفضل الوقت أوَّله مطلقًا في الظُّهر وغيره وهو قول الهادي، والقاسم، وغيرهما واستدلوا بأدلة منها أن الآيات التي تنص على المسابقة والمبادرة في الخيرات، والأحاديث الدَّالة على أفضلية أوَّل الوقت وأنَّ الصَّلاة في أوَّل الوقت أكثرُ مشقةً، فتكون أفضل كما تحدث عن جوانب مناقشتها من عدة أوجه.
كما شرح معالية المسائل المتعلقة بأنَّ الأفضل في الفرائض أن تُصَلَّى في أوَّل الوقت إلَّا ما استثناه الدَّليل، ومسألة جواز ترك السُّنَّة لطلب الرِّفق أو تحقيق مصلحة، وتطرق إلى فوائد ومنها مراعاة حال المأمومين في صلاة العشاء في المسجد، فإن اجتمعوا في أول الوقت فالأفضل أن يصلي بهم في أول الوقت، وإن تأخروا فالأفضل التأخير حتى يجتمعوا وأن فيه دليل على أن الصلاة في جماعة؛ أولى من الإتيان بالصلاة في أول وقتها، وذلك لمراعاة الجماعة في صلاة العشاء.